15 أكتوبر 2025Last Update :
صدى الاعلام_انتقدت صحيفة “واشنطن بوست” مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن طلب ترامب العفو عن نتنياهو، وإسقاط تهم الفساد عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحدث في سلسلة طويلة من الإجراءات، التي تغير صورة أمريكا الراسخة كمصدرة للقيم الديمقراطية.
وأمس الأول الاثنين، قاطع ترامب الاحتفال بما اعتبره أعظم إنجازاته في السياسة الخارجية، وهو اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار بغزة، وإعادة المحتجزين في القطاع، ليطالب بالعفو على نتنياهو المتهم بالاحتيال وخيانة الأمانة وتلقي الرشوة. قال ترامب خلال خطابه أمام الكنيست: “سيدي الرئيس، لدي فكرة. لماذا لا تمنحه عفوًا؟”.
وقال منتقدون للصحيفة إن طلب العفو عن نتنياهو أحدث مؤشر على حرص ترامب على مساعدة أصدقائه في الخارج، حتى وإن كان ذلك يخالف الجهود الأمريكية السابقة للترويج لفكرة أن لا أحد فوق القانون.
وأضافت كيم لين شيبيل، أستاذة علم الاجتماع والشؤون الدولية بجامعة برينستون: “هذا أمر جديد، أن نرى رئيسًا أمريكيًا ينظر إلى المشكلات الداخلية التي يعاني منها أصدقاؤه، ثم يحاول التدخل لوقف عملية العدالة الجنائية”.
كما يواجه نتنياهو اتهامات بقبول الشمبانيا والسيجار وهدايا أخرى مقابل خدمات رسمية، لكن ترامب قلل من شأن هذه الاتهامات في أثناء خطابه بالكنيست، وقال وسط الضحك والتصفيق: “السيجار والشمبانيا – من يهتم بهذا؟”.
ويثير العفو المحتمل عن نتنياهو جدلًا واسعًا، إذ قال دانيال شابيرو، السفير الأمريكي لدى إسرائيل في عهد الرئيس باراك أوباما: “بينما يحظى ترامب بشعبية في إسرائيل لمساعدته في تحرير المحتجزين، فقد انجرف عندما دعا إلى العفو عن نتنياهو”.
وأضاف شابيرو، أن “الإسرائيليين فخورون باستقلال نظامهم القضائي، ولا يتقبلون أي تدخل خارجي”.
من جهته، قال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن كلمات ترامب كشفت عن خرافة في السياسة الخارجية الأمريكية مفادها: “نحن لا نتدخل في سياسة إسرائيل وهم لا يتدخلون في سياساتنا”.
ومثل نتنياهو مجددًا، اليوم الأربعاء، أمام المحكمة المركزية في تل أبيب بتهم فساد. وهذه هي المرة الأولى التي يمثل فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام المحكمة بعد أن طلب الرئيس الأمريكي من نظيره الإسرائيلي، منح نتنياهو عفوًا خلال خطابه أمام الكنيست، الاثنين الماضي.
وسبق أن أعرب ترامب يونيو الماضي، عن استيائه من محاكمة نتنياهو، قائلًا إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع استمرار محاكمته بتهم فساد.
ويملك الرئيس الإسرائيلي صلاحية العفو عن نتنياهو، لكن وسائل إعلام عبرية نقلت عنه قوله منذ أشهر عدة، إن العفو “ليس مطروحًا حاليًا”، كما نقلت التقارير أيضًا عنه القول إنه “لم يتم تقديم طلب كهذا”.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في ثلاثة ملفات فساد معروفة بالملفات 1000 و2000 و4000 الأكثر خطورة.
وقدم المستشار القضائي للحكومة سابقًا أفيخاي مندلبليت، لائحة الاتهام المتعلقة بها نهاية نوفمبر 2019. ويتعلق الملف 1000 بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهم في مجالات مختلفة.
ويملك الرئيس الإسرائيلي صلاحية العفو عن نتنياهو، لكن وسائل إعلام عنقلت عنه قوله منذ أشهر عدة، إن العفو “ليس مطروحًا حاليًا”، كما نقلت التقارير أيضًا عنه القول إنه “لم يتم تقديم طلب كهذا”.
أما الملف 4000 فيخص تقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع “والا “الإخباري العبري شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضًا مسؤولًا بشركة بيزك للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.
وبدأت محاكمة نتنياهو في تلك القضايا عام 2020، وهو ينكر صحة التهم الموجهة إليه، ويدعي أنها حملة سياسية تهدف إلى الإطاحة به.
وإضافة إلى محاكمته محليًا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية 21 نوفمبر 2024، مذكرة باعتقال نتنياهو بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.