رفضت اليابان رسالة صينية موجهة إلى الأمم المتحدة تتهم طوكيو بالتهديد بالتدخل المسلح في قضية تايوان، ووصفتها بأنها “لا تتفق مع الحقائق ولا أساس لها”.

جاء ذلك في رد سفير اليابان لدى الأمم المتحدة كازويوكي يامازاكي، الاثنين، على رسالة بعث بها سفير الصين لدى المنظمة الدولية فو كونج، الجمعة، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

واتهم فو رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بارتكاب “انتهاك خطير للقانون الدولي” والأعراف الدبلوماسية، عندما قالت في البرلمان هذا الشهر إن أي هجوم صيني على تايوان قد يؤدي إلى رد عسكري من طوكيو.

وقال السفير الياباني، في رسالته الموجهة أيضاً إلى جوتيريش، إن سياسة طوكيو الأساسية هي “الدفاع السلبي” (الدفاع عن النفس).

وأضاف: “لذلك، فإن تأكيد الصين على أن اليابان ستمارس حق الدفاع عن النفس حتى في حالة عدم وجود هجوم مسلح هو تأكيد خاطئ”.

وكانت رسالة فو أقوى انتقاد صيني حتى الآن لتاكايتشي، وهي قومية محافظة تولت منصبها الشهر الماضي، وتشير إلى أسوأ توتر بين الصين واليابان منذ سنوات.

“ضرر بالغ”

وتقول الصين إن تصريحات تاكايتشي ألحقت “ضرراً بالغاً” بالتعاون التجاري، في حين ألغيت حفلات لموسيقيين يابانيين في الصين على نحو مفاجئ.

وقالت تاكايتشي أيضاً إنها تحدثت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أول مكالمة هاتفية بينهما منذ الخلاف الدبلوماسي مع الصين، وإن ترمب أخبرها بأن بإمكانها الاتصال به في أي وقت. وأضافت أن ترمب شرح لها الوضع الحالي للعلاقات الأميركية الصينية، بما في ذلك مكالمته الهاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينج، الاثنين.

ولم يعلّق ترمب علناً على النزاع بين اليابان، إحدى أهم حلفاء الولايات المتحدة في مجال الأمن، والصين، القوة العظمى المنافسة، وهو صمت يقول محللون إنه سيكون مقلقاً لبعض المسؤولين في طوكيو.

وتطالب الصين بالسيادة على تايوان، التي تبعد أكثر من 100 كيلومتر من الأراضي اليابانية، ولم تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. وترفض حكومة الجزيرة موقف بكين، وتؤكد أن شعب تايوان هو الوحيد القادر على تقرير مستقبله.

العودة “ليست خياراً”

وكان رئيس الوزراء التايواني تشو جونج-تاي قد قال، الثلاثاء، إن “العودة” إلى الصين ليست خياراً لسكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليون نسمة، وذلك بعد أن شدد الرئيس الصيني على مطالب بكين بالسيادة على تايوان في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترمب.

وذكر شي لترمب، الاثنين، أن “عودة تايوان إلى الصين” في نهاية الحرب العالمية الثانية كانت جزءاً رئيسياً من رؤية بكين للنظام العالمي.

وأضاف تشو للصحافيين خارج البرلمان إنه ينبغي التأكيد مجدداً على أن تايوان “دولة مستقلة وذات سيادة كاملة”.  وتابع: “بالنسبة لشعب أمتنا البالغ تعداده 23 مليون نسمة، فإن “العودة” ليست خياراً – هذا واضح جداً”.

ورحبت تايوان بقرار ترمب عدم الإشارة علناً إلى الجزيرة بعد مكالمته مع الزعيم الصيني شي جين بينج، ووصفت ذلك بأنه “أفضل نتيجة” لتايبيه.

شاركها.