لا لتهجير أهل غزة إلى سيناء
سيناء أرض الفيروز بالجغرافيا والتاريخ والآثار، سيناء مصرية لا لـ ترامب، لا لصفقة القرن، لا لتهجير أهل غزة إلى سيناء، ولا إلى الأردن، لا لتصفية القضية الفلسطينية، لا لسايكس بيكو الجديد، لا للديانة الإبراهيمية الجديدة، لا للولايات الإبراهيمية المتحدة، لا للاستثمارات الضخمة بملايين الدولارات التي تقرب من التريليون دولار في أمريكا، لا لنغمة إسقاط الديون واللعب علي الوتر الحساس لتمرير مخطط صفقة القرن، لا لمشروع الشرق الأوسط الجديد، لا لنغمة التهديد وأسلوب المغول في إرهاب الشعوب.
لا لكل خائن أو عميل مهما كان مركزه، لا لكل جبان، لا للشعارات الجوفاء والعبارات المكررة المعروفة التي زهقنا من ترديدها، لا لتجريف العقول العربية وإعادة صياغة العقل العربي صياغة جديدة، لا لوسائل الإعلام المضللة، لا للحكومات الفاسدة، لا للقيادات الرخوة الهشة، لا لجامعة الدول العربية في وضعها الحالي.
سيناء مصرية
لا للتنازلات مهما كانت المغريات، نعم للقيادات الواعية الرشيدة القوية ذات الرأي الحر والفكر المستنير والإرادة والتحدي والعزيمة الصادقة والشخصية المستقلة التي تغلب مصلحة الوطن والأمة فوق أي اعتبار، نعم للحكومات الرشيدة الواعية القوية، نعم للمصلحة الوطنية والقومية، نعم للأمن القومي المصري، نعم لبيان وزارة الخارجية المصرية القوي، نعم لوسائل الإعلام الحرة التي رفضت هذا المخطط جملة وتفصيلا، أيها السادة مصر للمصريين وسيناء مصرية والجغرافيا والتاريخ والآثار خير برهان وأقوم دليل على ذلك، عشرات الآلاف من النقوش الصخرية والنقوش الكتابية فضلا عن الاكتشافات الأثرية في كل مكان شمالا وجنوبا وفي الوسط.
أقوال الرحالة ومشاهدتهم منذ القرن الخامس قبل الميلاد وحتي العصر الحديث لايختلف عليها اثنان.
الحروب والمعارك علي أرض سيناء. قديما وحديثا، الكتب المقدسة العهد القديم والكتاب المقدس والقرآن الكريم.
زيارة الرسول الخاتم سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام لطور سيناء وصلاته هناك حيث كلم الله سبحانه وتعالي موسي تكليما وذلك في ليلة الإسراء فقد مر الرسول صلي الله عليه وسلم أثناء رحلته وقبل وصوله إلى المسجد الاقصي علي كل من يثرب (المدينة المنورة)وأرض مدين قرب تبوك وطور سيناء وبيت لحم وقام جبريل عليه السلام بتعريفه بهذه الأماكن وتلك المواضع وبين له أهميتها وأمره بالصلاة فيها.
فكيف والحال كذلك يمكن قبول فكرة تهجير أهل غزة إلى سيناء المصريةن، فإن الظروف الصعبة في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية ليست مبررا لقبول تلك الفكرة والرضوخ لها بحجة إنه ا طوق النجاة للخروج من عنق الزجاجة ؟؟؟ إن مصر بشعبها وجيشها وقيادتها قادرة بعون الله وتوفيقه علي إفشال أي مخطط صهيوني.
وارجعوا للتاريخ وشوفوا ايه اللي حصل ؟؟؟ فالتجربة التاريخية خير شاهد على ذلك.
وتلك التجربة بتخبرنا بأن مصر من أقصاها إلى أقصاها من الجنوب للشمال ومن الشرق إلى الغرب بنيلها وصحرواتها الشرقية والغربية وسيناء هي أرض المصريين ولذلك اطلق علي مصر في اللغة المصرية القديمة لفظة مجر أي المحدودة والمحفوظة والمحروسة فلم تتغير حدودها منذ أن دبت الحياة علي أرضها ؟؟؟ بل إن هناك ادلة أثرية علي الاستيطان والاستقرار المصري علي ارض سيناء منذ أكثر من سبعين ألف سنة قبل الميلاد قبل أن يحل الجفاف علي ارضها وينتقل الإنسان المصري إلى الوادي علي ضفتي النيل منذ 12أو14ألف سنة.
وبعد فإن كل من لا يستطيع أن يعي ويدرك هذه الحقيقة العلمية ؟؟؟ وكل من لايستطيع أن يحمي مصر ويحافظ عليها ويصون عزتها وكرامتها ويدافع عن أرضها وحدودها المستقرة منذ ألاف السنين المتطاولة بمنتهي القوة والشراسة؟؟؟ لايستحق ان يكون مصريا، ولله در القائل:
لولم أكن مصريا
لوددت أن أكون مصريا
ولنا في شعب مصر الأصيل وجيشها الوطني الباسل وقيادتها الرشيدة خير مثال يسترشد
به ويقتدي به وينهج على مثاله
أيها السادة
مصر للمصريين دائما وأبدا
وسيناء هي بوابة مصر الشرقية
وحصن ثارو المكتشف ليس عنا ببعيد
وكذلك طريق حورس الحربي
وطرق الحج والدرب السلطاني
ودير سانت كاترين والجامع الفاطمي والمخطوطات والوثائق بمكتبة الدير وجبل الطور وعيون موسي وميناء الراية المكتشف والقلاع والحصون والخانات والنقوش الصخرية والكتابية هي ادلة دامغة وشواهد حية صادقة.
لاتكذب ولا تتجمل كلنا نحن المصريين شعبا وجيشا وقيادة وحكومة نرفض بكل قوة وارادة وتحدي وعزيمة وإصرار هذا المشروع الصهيوني وذلك المخطط ونقول لأمريكا ترامب ولاسرائيل بل وللعالم كله لا وألف لا NO.
بقلم:
الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا