وصف “حزب الله” اللبناني قرار الحكومة اللبنانية بالتصديق على نزع سلاحه بـ”المتسرع والخطيئة” بعد أن “استغلته إسرائيل كشرط لوقف الهجمات”، بحسب تعبيره.

وقال الحزب اليوم، الخميس 6 من تشرين الثاني، في رسالة وجهها إلى الرؤساء الثلاثة في لبنان (رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري)، إن “موضوع حصرية السلاح لا يبحث استجابة لطلب أجنبي أو ابتزاز إسرائيلي”، وإنما يناقش ‏في إطار وطني يتم التوافق فيه على استراتيجية شاملة للأمن والدفاع وحماية السيادة الوطنية.

وتشن إسرائيل بشكل يومي غارات على جنوبي لبنان لما تقول إنه منع لـ“حزب الله من إعادة التسلح والتعافي”، فيما سقط قتيل وثلاثة جرحى في غارة إسرائيلية على محيط بلدة طورا في قضاء صور جنوبي لبنان اليوم، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

وأثير النقاش بشأن نزع سلاح “حزب الله” منذ أن انقلب ميزان القوى في لبنان، بسبب الحرب مع إسرائيل العام الماضي، والإطاحة بحليف “حزب الله” في سوريا، بشار الأسد.

ويعتبر الحزب أقوى الجماعات العسكرية التي تدعمها إيران في المنطقة، ولكن خطوط إمداده إلى إيران عبر سوريا انقطعت بعد الإطاحة بالأسد في 8 من كانون الأول 2024.

الحكومة اللبنانية صدقت، في 7 من آب الماضي، على ورقة  قدمها المبعوث الأمريكي، توم براك، في حزيران الماضي، نصّت على حصرية السلاح وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها وضمان استدامة وقف الأعمال العدائية وإنهاء الوجود المسلح لجميع الجهات غير الحكومية، بما فيها “حزب الله”، على كامل الأراضي اللبنانية، وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، وتسوية القضايا الحدودية وقضايا الأسرى بالطرق الدبلوماسية من خلال مفاوضات غير مباشرة.

ويقول الحزب في رسالته، إن الوقائع أكدت “التزام لبنان و(حزب الله) ضمنًا بشكل صارم بمضمون إعلان وقف إطلاق ‏النار بين الحزب وإسرائيل الذي أعلن في 27 من تشرين الثاني 2024، إلا أن “العدو الصهيوني (إسرائيل) واصل خروقاته وانتهاكاته ‏للإعلان برًا وبحرًا وجوًا”، وفق “حزب الله”.

وعمدت إسرائيل مقابل دعوات الالتزام بالاتفاق والكف عن “الممارسات العدائية”، وفق ما يقوله الحزب، إلى”ابتزاز لبنان ووضع ‏الشروط والمطالب تهربًا من وقف أعمالها العدائية، وإصرارًا منها على إكمال مشروعها الرامي ‏إلى إخضاع لبنان واستدراجها إلى اتفاق سياسي ينتزع فيه إقرارًا ‏لبنانيًا بمصالحها  في لبنان والمنطقة”.

واعتبر “حزب الله” أن لبنان معني ‏بوقف “العدوان” بموجب إعلان وقف النار والضغط على  إسرائيل للالتزام ‏بتنفيذه، وليس معنيًا بـ”الخضوع للابتزاز العدواني والاستدارج نحو تفاوض ‏سياسي” مع إسرائيل.

في 30 من تشرين الأول الماضي، أمر الرئيس اللبناني، جوزيف عون، للمرة الأولى الجيش بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي المحررة جنوبي البلاد، وذلك عقب استهداف الجيش الإسرائيلي موظفًا حكوميًا في في بلدة بليدا جنوبي لبنان.

لكنه قال في اليوم التالي، إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة أراضيها.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.