أصدرت المديرية العامة للأمن اللبناني، في 1 من تموز الماضي، تعميمًا يتعلق بتقديم تسهيلات إضافية للاجئين السوريين، واللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا الراغبين في مغادرة لبنان عبر المعابر الحدودية الرسمية البرية.

ويقضي التسهيل إمكانية مغادرة الأراضي اللبنانية عبر المعابر الحدودية الرسمية البرية من دون دفع أي رسوم أو غرامات، ومن دون إصدار منع دخول بحقكم، للأشخاص الذين دخلوا بصورة شرعية أو غير شرعية.

وتمتد فترة هذه التسهيلات لغاية 31 من كانون الأول 2025، ويجري إغلاق ملف اللاجئ لدى “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” (UNHCR) في لبنان عند عودته ضمن مسار التسهيلات المذكور، وسيكون بإمكانه متابعة الحصول على الخدمات والمساعدات في سوريا بدلًا من ذلك.

العودة الطوعية إلى سوريا: برنامجان متاحان

بدأت المفوضية بتيسير العودة الطوعية للاجئين الراغبين في العودة إلى سوريا، وأطلقت برنامجين للعودة الطوعية في 1 من تموز الماضي.

مسؤولة التواصل الإعلامي في مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في لبنان، تيريزا فريحة، قالت ل إنه جرى إطلاق برنامج العودة الطوعية الذي يحظى بدعم الأمم المتحدة في شهر تموز الماضي، ويتألف هذا البرنامج من مكونين:

  • برنامج العودة الطوعية “المُنظمة ذاتيًا” المدعوم من قبل المفوضية:

يمكن للاجئين المعروفين لدى المفوضية والذين يبدون استعدادًا للعودة التوجه إلى المفوضية للحصول على المعلومات والخدمات والمنحة النقدية الخاصة بالعودة والمقدمة من المفوضية، وذلك بعد إجراء تقييم للطابع الطوعي للعودة، ومن ثم تنظيم عودتهم بأنفسهم عبر النقاط الحدودية الرسمية.

ويتضمن هذا البرنامج، بحسب موقع المفوضية، منحة نقدية لمرة واحدة بقيمة 100 دولار أمريكي لكل فرد من أفراد العائلة العائدين.

  • برنامج العودة الطوعية “المنظّمة” المدعوم من قبل المفوضية و”منظمة الهجرة الدولية”:

تقوم “منظمة الهجرة الدولية” بتنظيم عملية النقل إلى سوريا، ويمكن للاجئين المعروفين لدى المفوضية والذين يبدون استعدادًا للعودة، التوجه إلى المفوضية لتسجيل رغبتهم في العودة، والحصول على المعلومات والخدمات والمنحة النقدية الخاصة بالعودة والمقدمة من المفوضية، وذلك بعد إجراء تقييم للطابع الطوعي للعودة، بحسب فريحة.

وبحسب موقع المفوضية، يوفّر هذا البرنامج دعمًا لوجستيًا للنقل، بالإضافة إلى منحة العودة النقدية لمرة واحدة بقيمة 100 دولار أمريكي لكل فرد من أفراد العائلة العائدين إلى سوريا.

300 ألف لاجئ عاد إلى سوريا

وأشارت مسؤولة التواصل في مكتب المفوضية في لبنان، في حديثها إلى، إلى أنه لغاية 30 من أيلول الماضي، سجل أكثر من 118,000 شخص اهتمامهم بالمشاركة في برنامج العودة الطوعية المنظمة وتلقوا الاستشارات اللازمة حول خطوات العملية وتبعاتها.

وتعد هذه الأرقام “مؤشرًا إيجابيًا” للاهتمام بالبرنامج الذي انطلق فقط في الأول من تموز 2025، بحسب فريحة.

ولغاية تحرير هذا التقرير، جرى إلغاء تسجيل ما يقارب 300,000 شخص من سجلات المفوضية في لبنان نتيجة عودتهم المؤكدة أو المفترضة إلى سوريا، بحسب فريحة، وكان الغالبية منهم عادوا حتى قبل تلقي أي دعم من المفوضية.

وعن الأعداد الإجمالية التي تتوقع المفوضية عودتها من لبنان إلى سوريا، قالت فريحة إن المفوضية تتوقع عودة ما يقارب 400,000 سوري إلى بلدهم بحلول نهاية عام 2025، بمن فيهم أولئك الذين يتلقّون دعمًا محددًا للمساعدة في العودة.

ويقدر عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.5 مليون، منهم نحو 636,051 مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب موقع المفوضية.

مساعدات بعد الوصول إلى سوريا

عند عودة اللاجئين من لبنان من خلال المفوضية، يقوم فريق المفوضية في لبنان بالتواصل مع فرق المفوضية في سوريا لمتابعة أوضاع العائدين في سوريا، كما تقدّم المفوضية المساعدات للعائدين في سوريا.

وتشمل المساعدات، بحسب تيريزا فريحة، الاستشارات والدعم القانوني والمأوى والمساعدات النقدية، وقد يكون العائدون من لبنان مؤهلين للحصول على مزيد من المساعدات النقدية في سوريا لدعم عملية اندماجهم في بلدهم من جديد، وتحصل العائلات الأكثر ضعفًا على مبلغ قدره 600 دولار أمريكي لكل عائلة في سوريا.

وتنسق الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية تنسيقٍ مشتركٍ مع “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين” في لبنان لتأمين دخول العائدين “بشكل سلس”، ومتابعة وصولهم إلى قراهم وبلداتهم في سوريا، بحسب حساب الهيئة في “فيسبوك“.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.