قال رئيس لجنة التحقيق الخاصة بأحداث السويداء في سوريا، حاتم النعسان، الأحد، إن اللجنة طالبت بوقف عناصر من الأمن والجيش ممن ثبت قيامهم بانتهاكات، وفقاً للتحقيقات ومقاطع فيديو أظهرت وجوههم بشكل واضح، لافتاً إلى أنه تم تمديد المدة الزمنية لعمل اللجنة شهرين نتيجة ضيق الوقت، وصعوبة الوصول إلى بعض الأماكن.

وأضاف النعسان أن “بعض المقاتلين الأجانب دخلوا إلى السويداء، وقاموا ببعض الأعمال من تلقاء نفسهم”، مشيراً إلى أن اللجنة تتواصل مع رجال الدين، وشخصيات عامة وحقوقية، وناشطين في المدينة، كما استمعت إلى إفادات عدد من الموقوفين على خلفية الأحداث، وعناصر أمنية وعسكرية شاركت في فض النزاع.

وأوضح أن “اللجنة زارت مواقع الاعتداء، وانتقلت إلى ريف دمشق، والسيدة زينب، ودوما، وجبل السماق في ريف إدلب، وجرمانا، وأماكن يقطن بها نازحون من محافظة السويداء، مشدداً على أن “اللجان تلتزم بسرية المعلومات التي تتوصل لها، ولا تفصح عن معلومات إلا بحدود ما لا يضر مسار التحقيق”.

وتجدّدت الاشتباكات العنيفة في ريف السويداء جنوبي سوريا، صباح السبت، وسط اتهامات متبادلة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة محلية بخرق وقف إطلاق النار، على أطراف بلدة المجدل، حيث استهدفت مجموعات مسلّحة مواقع تابعة لقوات الأمن السورية في المنطقة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.

“اللجنة تلتزم بالقانون وحقوق الضحايا”

وأشار إلى أنها أجرت مقابلات مع ناجين ومتضررين جراء النزاع، ووثقت الجثث التي وصلت إلى مشفى المجتهد بدمشق، ومشفى درعا، ومشفى إزرع، إلى جانب الاستماع لإفادة أطباء شرعيين قاموا بمعاينة الجثث.

وذكر النعسان أن اللجنة ساعدت في تحرير بعض المخطوفين من جهات أخرى، من بينهم طلاب، بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع، موضحاً أن اللجنة كانت تقرر الذهاب لمكان، وعقب ذلك تعلم الجهة المختصة، وسط تعاون مع الوزارتين.

ولفت إلى أن اللجنة اجتمعت مع أشخاص من مناطق لم تتضرر جراء النزاع لأخذ سردية عما حدث في السويداء، ونظمت نحو 900 استمارة موزعة بين الأهالي في السويداء، ودرعا، وريف درعا، ودمشق وريفها من أقارب وذوي الضحايا. 

وتعهد بأن تبقى اللجنة ملتزمة بالقانون وحقوق الضحايا دون استثناء أو تحفظ ضمن معايير عملها وفق القوانين الدولية ومعايير الأمم المتحدة.

من ناحيته، شدد المتحدث باسم اللجنة، عمار عز الدين، خلال مؤتمر صحافي، على أن اللجنة لم تتعرض لأي ضغط أو تعليمات من أي جهة كانت في الدولة، مشيراً إلى أن وزارتي الدفاع والداخلية أبدتا تعاوناً كبيراً مع اللجنة أثناء عملها.

وأوضح أن مهام اللجنة تتمثل في معرفة ملابسات وأسباب الأحداث التي شهدتها المحافظة، إلى جانب الوصول للمسؤولين عن الجرائم ومحاسبتهم، مضيفاً أن اللجنة ارتأت القيام بأعمال إنسانية إضافة إلى عملها التحقيقي.

وأكد عز الدين أن اللجنة مصرة على تحقيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب، وقامت بجمع الأدلة وحفظها بما يضمن سلامتها لتقديمها إلى القضاء.

تجدد الاشتباكات بالسويداء

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن بعض مواقع قوى الأمن الداخلي في بلدة ولغا، بريف المحافظة الغربي، تعرضت لاستهداف من قبل ما وصفتهم بـ”مجموعات مسلحة”.

وقال مسؤولون أمنيون إن المسلحين استهدفوا مرافق خدمية في بلدة المزرعة ونقاطاً لقوى الأمن الداخلي في قرية المجدل بريف المحافظة.

وتتركز الاشتباكات في محاور قرى وبلدات، “المجدل-المزرعة”، و”عتيل”، و”سليم-ريمة حازم”، و”لجا”، ومنطقة “النقل-ولغا”، و”تل حديد-مساكن الخضر”، ودوار الثعلة في شمال وشمال غرب السويداء.

وكانت المحافظة عاشت ليلة متوترة الجمعة، بعدما شهدت محاورها الغربية اشتباكات استمرت لساعات بين قوات الأمن الداخلي من جهة، وقوات الحرس الوطني المحلية من جهة أخرى، في سلسلة اشتباكات أدت إلى تسجيل إصابات بين الطرفين قبل هدوء حذر مع ساعات الفجر.

وكانت مجموعات الحرس الوطني المحلية، أكدت الجمعة، تعرض بلدة “المجدل” لـ”هجوم واسع النطاق” استمر لأكثر من ساعة، شاركت فيه مجموعات مسلّحة عبر عدة محاور مستخدمة أسلحة متوسطة وثقيلة وطائرات مسيّرة، في محاولة لـ”كسر خطوط الدفاع”.

شاركها.