صوتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، بأغلبية ضئيلة لصالح المضي قدماً في ترشيح مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز والذي كان في القلب من عاصفة “تسريبات سيجنال”، سفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.

وجاء التصويت بعد سحب تصويت أولي الأربعاء، بسبب اعتراضات أثارها السيناتور الجمهوري راند بول من ولاية كنتاكي. إلا أن عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية البارزة في اللجنة، جين شاهين، صوتت مع جميع الجمهوريين، باستثناء بول، لدفع الترشيح إلى التصويت النهائي في مجلس الشيوخ.

وشكل دعم شاهين مفاجأة، إذ توقع كثيرون أن يؤدي رفض بول إلى إفشال ترشيح والتز، وهو ما كان سيُعد انتكاسة أخرى للبيت الأبيض، الذي فشل في ملء هذا المنصب منذ أكثر من ستة أشهر.

ودافعت شاهين، وهي نائبة عن ولاية نيوهامبشير، عن قرارها، قائلة في بيان: “رغم أنني أختلف معه في بعض القضايا، إلا أن البدائل المحتملة لترشيحه قد تكون أسوأ على صعيد السياسة الخارجية الأميركية”.

وأضافت: “إنه يمثل صوتاً معتدلاً داخل الإدارة. لديه سجل عسكري مشرف، وخبرة واسعة في سياسات الأمن القومي”.

ووالتز عسكري متقاعد ونائب جمهوري سابق من ولاية فلوريدا.

وأقيل والتز من منصبه كمستشار للأمن القومي في الأول من مايو، بعد أن تورط في فضيحة في مارس الماضي، تضمنت محادثة عبر تطبيق سيجنال ناقشت تفاصيل عملية عسكرية أميركية في اليمن، ودعي إليها عن طريق الخطأ رئيس تحرير صحيفة “ذي أتلانتيك” جيفري جولدبيرج.

وبعدها، رشحه ترمب على الفور لمنصب سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة.

وقالت وكالة “أسوشيد برس”، في يوليو الجاري، إن والتز لا يزال يتقاضى راتبه في البيت الأبيض. وقال مسؤول بالبيت الأبيض طلب عدم الكشف عن هويته للوكالة، إن والتز بقي في البيت الأبيض “لضمان انتقال سلس وناجح نظراً للأهمية القصوى لدور وكالة الأمن القومي”.

وأظهرت أحدث قائمة لرواتب البيت الأبيض، حصول والتز على راتب سنوي قدره 195,200 دولار أميركي، وهو ما يعادل دخل معظم كبار مساعدي ترمب، ولقبه الوظيفي “مستشار”.

وفقد والتز مكانته لدى ترمب وكبار مستشاريه، وجزء كبير من نفوذه في الجناح الغربي للبيت الأبيض، وذلك تورطه في فضيحة “سيجنال”.

ورفض ترمب حينها إقالة والتز فوراً، لكنه أعرب سراً عن “إحباطه” من والتز، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، التي أشارت إلى أن الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين بمن فيهم كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، يشعرون بـ”الإحباط” من والتز حتى قبل “تسريبت سيجنال”.

ولفتت شبكة CNN، إلى أن ترمب رفض بعد “تسريبات سيجنال” إقالة والتز “خشية أن يمنح لأعدائه الشعور بالانتصار”، وسط آمال بـ”تجنّب الفوضى” التي سبق أن شهدتها فترة إدارته الأولى. 

شاركها.