تَسلّم مكتب القدرات السريعة والتقنيات الحيوية (RCCTO) التابع للجيش الأميركي أول نظامين من أسلحة الليزر المحمولة (LWS) لمهام أنظمة مكافحة الطائرات المسيّرة (C-UAS).
وقد تم تطوير الأنظمة ضمن برنامج النماذج الأولية لسلاح الليزر عالي الطاقة متعدد الأغراض (AMP-HEL)، وهي تعتمد على ليزر LOCUST بقوة 20 كيلوواط، ومدمجة في مركبة فرق المشاة (ISV) من إنتاج شركة GM Defense.
والنتيجة هي منصة خفيفة الوزن، وقادرة على المناورة، وجاهزة للقتال، ومصممة لتوفير حماية للقوات المتنقلة ضد التهديدات الجوية، وخاصة الطائرات المسيّرة، وفق موقع Army Recognition.
ويُعد ليزر LOCUST من شركة AeroVironment بمثابة سلاح موجّه عالي الطاقة، تم تصميمه لتحييد أنظمة الطائرات المسيّرة من الفئتين الأولى والثانية بدقة وسرعة.
ويتيح تركيبه على مركبة (ISV)، المصممة خصيصاً لتوفير نقل سريع للقوات في مختلف التضاريس، إمكانية توفير قدرة دفاعية ضد الطائرات المسيّرة دون الاعتماد على مواقع دفاعية ثابتة أو مركبات دعم ثقيلة. ويعكس هذا التكامل توجّه الجيش الأميركي نحو حلول ليزرية متنقلة وقابلة للتوسع في بيئات قتالية صعبة.
وخضعت النماذج الأولية لاختبارات قبول حكومية شاملة في “ميدان يوما” للتجارب العسكرية في ولاية أريزونا، شملت الأداء القتالي، وإدارة الطاقة، والتنقل، وبروتوكولات السلامة، وتكامل سلسلة القتل. وبعد اجتياز الاختبارات، نُقلت الأنظمة إلى قاعدة “فورت سيل” في أوكلاهوما، حيث تلقى الجنود تدريبات على استخدامها استعداداً لنشرها ميدانياً.
يتكون النظام من ليزر LOCUST بقوة 20 كيلوواط، وأنظمة بصرية متقدمة للتحكم في شعاع الليزر، وأنظمة استهداف مثبتة، تعمل بتناغم مع محور دوران عالي السرعة وبرمجيات تتبع دقيقة، ما يتيح رصد وتحييد الأهداف الجوية المتحركة في الوقت الفعلي.
ويوفر هذا السلاح حلاً فعّالاً ومنخفض التكلفة مقارنة بالأنظمة التقليدية مثل الصواريخ الاعتراضية أو أنظمة التشويش المعقدة.
ومن منظور القيمة القتالية، يوفر نظام (AMP-HEL) العديد من المزايا المهمة، فهو يوفر سعة تخزين غير محدودة تقريباً، تقتصر فقط على الطاقة المتاحة، ما يقلل بشكل كبير من الأعباء اللوجستية.
كما أن قدرته على الاشتباك الصامت وغير المرئي تجعله مثالياً للعمليات الحساسة، ويقلل من خطر الأضرار الجانبية، خاصة في المناطق الحضرية.
ويُعد هذا النظام عنصراً أساسياً في جهود الجيش الأميركي لبناء منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات وموحدة.
ويضمن استخدام مركبة (ISV) كمنصة أساسية إمكانية نشر أنظمة الليزر في تشكيلات المشاة الخفيفة، والوحدات المحمولة جوًا، وقوات العمليات الخاصة دون إعاقة حركتها أو سرعة انتشارها.
ويتيح استخدام مركبة (ISV) نشر النظام ضمن تشكيلات المشاة الخفيفة والقوات المحمولة جواً والقوات الخاصة دون التأثير على مرونتها أو سرعة انتشارها، مما يوفر حماية مباشرة ضد الطائرات المسيّرة والتهديدات الجوية والذخائر الجوالة.
منصة تكتيكية
وتُعتبر مركبة (ISV)، منصة تكتيكية خفيفة الوزن لجميع التضاريس، طورتها شركة GM Defense، واختارها الجيش الأميركي لتعزيز تنقل فرق ألوية المشاة القتالية (IBCTs).
وصُممت المركبة لنقل فرقة من 9 جنود بكامل معداتهم القتالية، وتعتمد على هيكل Chevrolet Colorado ZR2، وتضمن 90% من مكوناتها من السوق التجارية.
ويسمح هيكلها الخفيف وحجمها المدمج بنقلها داخل مروحيات CH-47 Chinook، كما يمكن تحميلها بواسطة مروحيات Black Hawk UH-60، ما يمنح القادة مرونة عملياتية عالية.
ومن الناحية العسكرية، توفر مركبة (ISV) مزيجاً فريداً من سرعة الانتشار، وسهولة التنقل عبر تضاريس متنوعة، والتوافق مع عمليات الهجوم الجوي، وتجعل هذه السمات منها مثالية لتركيب نظام أسلحة ليزر متنقل مثل LOCUST.
وبفضل أدائها على الطرق الوعرة وصغر حجمها اللوجستي، يُمكن للنظام مرافقة الوحدات الراجلة في ساحات القتال المعقدة، ما يُتيح حماية القوات في المناطق التي يصعب على أنظمة الدفاع الجوي التقليدية الوصول إليها.
وعلاوة على ذلك، يُغني استخدام مركبة مدمجة بالفعل في تشكيلات المشاة عن الحاجة إلى أعباء لوجستية أو صيانة جديدة، ما يُسرع نشر نظام AMP-HEL، وهو ما يمهّد الطريق أيضاً لتوسيع القدرات مستقبلاً.
وستسلم AeroVironment نظامين إضافيين الشهر المقبل، مبنيين على منصة المركبات التكتيكية الخفيفة المشتركة (JLTV).
ومع تطور تهديدات الطائرات المسيّرة من حيث الاستقلالية والقدرة على الهجوم الجماعي وتنوع الحمولة، تزداد الحاجة إلى حلول سريعة ودقيقة ومنخفضة التكلفة.
وتُعد أنظمة الليزر عالية الطاقة مثل LOCUST خياراً محورياً في هذا المجال، لما توفره من فاعلية مباشرة وقابلة للتوسع دون الأعباء اللوجستية والمالية للأنظمة التقليدية.
ويُمثّل تسليم أولى نماذج AMP-HEL للجيش الأميركي محطة مفصلية في انتقال أسلحة الطاقة الموجهة من مرحلة التطوير إلى النشر.