لعزل رفح عن غزة.. إسرائيل تبدأ نشر قواتها على “محور موراج”

بدأ الجيش الإسرائيلي نشر قواته في محور “موراج” الفاصل بين مدينتي رفح وخان يونس، جنوبي غزة، السبت، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في خطوة لاقت تنديداً فلسطينياً باعتبارها تهدف لعزل مدينة رفح عن باقي القطاع.
ونشر الجيش الإسرائيلي بياناً، السبت، قال فيه إن “قوات الفرقة 36 عادت للعمل في قطاع غزة وبدأت أنشطتها في محور موراج”، ولفت إلى أن القوات الإسرائيلية “تعمل فيه لأول مرة”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن الأربعاء عن إنشاء “محور موراج”، مشيراً إلى أن الهدف منه عزل مدينة رفح التي أخلاها الجيش الإسرائيلي من سكانها قسراً عن باقي مناطق القطاع.
و”موراج” اسم مستوطنة إسرائيلية كانت تقع بين رفح وخان يونس قبل أن يفككها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون ضمن خطة فك الارتباط مع القطاع عام 2005.
محور فيلادلفيا ثانٍ
ويبلغ طول المحور نحو 12 كيلومتراً، ويمتد من الشريط الساحلي غرباً إلى الشرق نحو الحدود الإسرائيلية، وسبق أن وصفه نتنياهو بأنه “محور فيلادلفيا ثانٍ”، في إشارة إلى المنطقة الواقعة على الحدود مع مصر في الجنوب، والتي تخضع للسيطرة الإسرائيلية منذ مايو الماضي.
و”محور فيلادلفيا” (محور صلاح الدين) شريط يمتد إلى نحو 14 كيلو متراً، ولا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم في جنوب غزة.
وقال نتنياهو إن السيطرة الإسرائيلية المستمرة على “محور فيلادلفيا” أولوية قصوى له في مفاوضات وقف إطلاق النار، زاعماً أن الانسحاب منه “سيؤدي إلى تهريب الأسلحة إلى القطاع”، ومع ذلك، سبق أن وافق في اتفاق وقف الحرب، يناير الماضي، على سحب القوات الإسرائيلية منه بحلول اليوم الخمسين من الاتفاق، لكنه لم يلتزم بهذا البند حتى قبل استئنافه للقتال.
كما أعادت إسرائيل سيطرتها على محور نتساريم، المسمى أيضاً على اسم مستوطنة سابقة، ويعزل الثلث الشمالي من غزة، بما في ذلك مدينة غزة، عن باقي القطاع.
وتمتد المحاور الثلاثة من ساحل البحر المتوسط شرقاً إلى الحدود الإسرائيلية مع القطاع غرباً.
عزل قطاع غزة بالكامل
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال إعلانه عن إنشاء “محور موراج”، الأربعاء: “نحن الآن نعزل القطاع، ونزيد الضغط خطوة بخطوة”، حسبما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنطقة الواقعة بين رفح وخان يونس من المناطق القليلة في غزة التي لم تشهد عمليات برية حتى وقت إعلان نتنياهو عن إنشاء “محور موراج”، وذلك قبل أن يصدر الجيش الإسرائيلي “تحذيرات إخلاء”.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، عن توسيع نطاق العمليات العسكرية في غزة بشكل كبير، مشيراً إلى أنه سيكون هناك إخلاء واسع النطاق لمناطق في القطاع الفلسطيني من ما وصفها بـ”مناطق القتال”.
وفرّ مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، الخميس، في واحدة من أكبر موجات النزوح الجماعي منذ اندلاع الحرب مع تقدم القوات الإسرائيلية وسط الأنقاض في مدينة رفح التي أعلنتها ضمن نطاق “منطقة أمنية” تعتزم السيطرة عليها.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أولجا تشيريفكو، إن أكثر من 60% من أراضي غزة أصبحت “مناطق محظورة” بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
تنديد فلسطيني
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية، الأربعاء، رفضها الكامل لما أعلنه نتنياهو بإقامة ما يسمى بـ”محور موراج” لفصل مدينة رفح عن مدينة خان يونس، مؤكدة أن الإعلان الإسرائيلي بمثابة “مؤشر حقيقي على النوايا الإسرائيلية لاستدامة احتلالها لقطاع غزة وتقسيمه”.
وأضافت أن “هذا المخطط الإسرائيلي مرفوض ومدان، ومخالف للشرعية الدولية والقانون الدولي الذي أكد دوماً بأن قطاع غزة هو جزء أساس من أرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967”.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، بـ”التدخل العاجل والفوري لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، والانسحاب الكامل من القطاع”.
وفي 18 مارس الجاري، استأنفت إسرائيل الحرب على غزة عبر شن مئات الغارات الجوية على القطاع، ما أودى بحياة ألف و309 فلسطينيين، وإصابة 3 آلاف و184 آخرين، منذ هذا التاريخ، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الحرب منذ أكتوبر 2023 إلى 50 ألفاً و669 وإصابة 115 ألفاً و225 مصاباً.
وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي 3 مراحل، انتهت المرحلة الأولى منه في 1 مارس الجاري، إلا أن نتنياهو امتنع عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية.