لقاء الدبلوماسية بالثقافة في معرض مسقط للكتاب

على وقع المفاوضات المكثّفة بين الولايات المتحدة وإيران، بشأن البرنامج النووي لطهران، والتي تضج بها أروقة سلطنة عُمان، وقّع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، كتابه “قوّة التفاوض”، في جناح دار “لُبان”، ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الــ29.
وفي مشهد دبلوماسي يعكس حرارة العلاقات بين البلدين، رافق وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، ووزير الإعلام الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي، وكبار الشخصيات العُمانية، الوزير الإيراني خلال زيارته للمعرض.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، “إن حضور عرقجي، هو أكثر من حضور ثقافي؛ بل هي رسالة دبلوماسية ناعمة، تؤكد مكانة عُمان كوسيط موثوق به، يجمع الفرقاء تحت مظلة الحوار الهادئ بعيداً عن صخب السياسة”.
أضافت: “إن الكتاب يصلح بحسب المختصين كمرجع أكاديمي للراغبين بتعلّم فنون التفاوض، وفهم أبعاد المفاوضات السياسية، حيث عزّزه عرقجي بدراسة حالة مفاوضات إيران مع مجموعة الـ5+1 التي انتهت عام 2015، بالتوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية”.
مهارات التفاوض
يشتمل الكتاب الصادر عن (دار هاشم) في بيروت، وقامت بترجمته الدكتورة فاطمة محمدي سيجاني، على مقدّمة وستة أبواب، تركز على طبيعة المفاوضات وأنواعها السياسية، ومهارات ومراحل التفاوض ومتطلباته.
يستعرض عراقجي في كتابه أسلوبه في التفاوض، وخصوصاً في الملف النووي الإيراني الذي قاده لسنوات، فضلاً عن خبراته في قيادة عملية التفاوض في الملف نفسه، في أواخر فترة حكم الرئيس الإيراني حسن روحاني.
يقول عراقجي في كتابه: “إن المفاوضات ليست مجرّد لقاءات رسمية بين الدبلوماسيين، بل هي فن متأصّل في الثقافة الإيرانية، نجده في أسواق البازار الإيراني، حيث التجّار الذين يساومون على الأسعار بأساليب احترافية”.
الجناح السعودي
وزار عراقجي أثناء جولته جناح المملكة العربية السعودية، وتوقّف أمام جناح المخطوطات.
كما توقف مطوّلاً أمام جناح وزارة الإعلام العُمانية، وتعرّف على أركانه مثل: محتوى وكالة الأنباء العُمانية الإلكتروني، الذي يضم المعرض الافتراضي بالذكاء الاصطناعي، والصور المعروضة التي تحكي بين الماضي والحاضر، من بينها صور لوزارة الإعلام وميناء صلالة وعين الكسفة، وأقدم وثيقة مصوّرة تعود إلى ما قبل السبعينيات، فضلاً عن ما تقدمه المديرية العامة للإعلام الإلكتروني، منصّة عين، ومنصّة عين للطفل والبوابة الإعلامية، من مواد مرئية ومسموعة، بما يزيد على 65 ألف مادة وكتاباً صوتياً، وما تهدف إليه المنصّة في مجال التحوّل الرقمي.
وتصفّح عراقجي إصدارات وزارة الإعلام مثل: كتاب “الحضور العُماني في شرق أفريقيا” الذي صدر بثلاث لغات (العربية والإنجليزية والسواحيلية)، ويتحدث عن أثر الوجود العُماني في شرق أفريقيا، وبالتحديد في السواحل الشرقية، وما كان للعُمانيين من أثر في تلك المناطق، إضافة إلى مجسم بيت العجائب، الذي بُني في عهد السلطان برغش بن سعيد عام 1883م.