لقاء سري بين مبعوثي الشرع وإسرائيل.. هل تبيع دمشق الجديدة أوراقها؟

وطن في مشهد جديد يكشف عمق التحولات الجارية في سوريا، فجّرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية مفاجأة مدوّية حين كشفت عن لقاء سري جمع مبعوثين يمثلون الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع مع مسؤولين إسرائيليين، وذلك في منزل خاص بأوروبا بعيدًا عن الأنظار، وفي وقتٍ كانت الطائرات الإسرائيلية تضرب دمشق وتحديدًا محيط القصر الرئاسي.
الاجتماع ضمّ خمسة سوريين، من رجال أعمال وأكاديميين، واثنين من الإسرائيليين، ووُصف بأنه “غير رسمي” لكنه كشف عن وجود اتصالات قد تغيّر وجه المرحلة المقبلة.
الصحيفة الإسرائيلية قالت إن الحاضرين من الجانب السوري أبدوا معرفة عميقة بالشأن الإسرائيلي، فيما أكد أحدهم أنّ الرئيس الشرع “لن يضيف إسرائيل إلى قائمة مشاكله الحالية”، في إشارة إلى نيّة النظام الجديد عدم التصعيد العسكري.
بالتزامن، نفّذت إسرائيل هجومًا جويًا وصفه مراقبون بأنه “رسالة ناعمة” إلى القيادة السورية الجديدة، خصوصًا مع تداول أنباء عن إعادة تفعيل بعض منظومات الدفاع الجوي السورية القديمة. السؤال المطروح: هل جاء القصف ردًا على نوايا خفية؟ أم لقطع الطريق أمام أي تقارب محتمل؟
اللقاء السري وفق ما نشرته “يديعوت” يُعيد الجدل حول مستقبل العلاقات السورية الإسرائيلية، ويفتح الباب أمام سيناريو تسوية “معلّبة” تستبدل النظام القديم بنظام آخر… أكثر ليونة في الملفات الإقليمية؟
الرئيس أحمد الشرع، المعروف بنهجه البراغماتي، يواجه تحديًا كبيرًا: بين استعادة الدولة وبنائها، أو الانزلاق في مشهد إقليمي تُملى فيه الشروط من الخارج. فهل نحن أمام جسّ نبض دبلوماسي أم بداية “اختراق ناعم” يُمهّد لسلام بلا مقاومة؟
في سوريا، لا شيء واضح بعد. لا القيادة، ولا الاتجاه. لكن الواضح أن إسرائيل لم تترك المشهد الجديد يمرّ دون بصمة… أو قصف.
“صار عنا رئيس يخاف معنا”.. السوريون يسخرون من صمت الشرع أمام إسرائيل