انتهت هذا الأسبوع سنوات من المنشورات اللامعة والقصص الواعدة ومقاطع الفيديو المفصلة حول “كيفية كسب المال السريع من الأريكة في المنزل” بعد أن أعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات في خطوة دراماتيكية وغير مسبوقة أنها ستحظر الخطاب المالي غير الخاضع للإشراف على وسائل التواصل الاجتماعي.

ـ لقد انتهت الفوضى المالية عبر الإنترنت

وكان المعنى واضح للقرار الأمريكي الذي من شأنه أن ينهي الفوضى المالية عبر الإنترنت أنه لا ترخيص لا نصائح، لا على يوتيوب، ولا على إنستغرام، ولا على تيك توك، ولا على تيليجرام.

ويشمل التوجيه توصيات استثمارية، وما يُفترض أنه “خطاب احترافي” حول الأسهم، وفيديوهات حول “الدخل السلبي في ساعة واحدة”، وحتى نقاشات حامية الوطيس في المنتديات ومجموعات فيسبوك الشهيرة وكلها تتطلب ترخيصا.

رغم انتهاء الفوضى المالية عبر الإنترنت ولكن ليس الجميع راضي

 

وبحسب التقارير فإنه ليس الجميع راضيا عن هذه الخطوة، وبالتأكيد “المؤثرون” أنفسهم لا يعجبهم الأمر، ولكن هناك أيضا الكثيرون الذين يتنفسون الصعداء.

لقد خلقت الوسائط الرقمية وهما بالألفة والمصداقية، وتبدو القصة شخصية، واللغة العامية خفيفة، ويبدو أن المسافة بين المؤثر والجمهور ضئيلة، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بأموال الناس، يصبح هذا الالتباس خطيراً كما يوضح أوفير شبيغل، صاحب شركة علاقات عامة، والمطلع على عالم المؤثرين عن كثب.

وقال شبيغل: “استثمر مواطنون أبرياء مدخراتهم بناءً على توصية من مستخدم تيك توك محبوب أو مدوّن ذي كاريزما، في معظم الحالات، لم يكونوا يعلمون حقا أن المستشار المتحمس خلف الكواليس كان غير مؤهل، وغير خاضع للإشراف، وبالتأكيد غير مسؤول”.

وشبيغل مقتنع بأن هذه ليست مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح، بل خطوة كان ينبغي اتخاذها منذ سنوات، إذ يقول: “هذه ليست المرة الأولى التي تتفوق فيها التكنولوجيا على التنظيم، صحيح أن الوقت قد حان ليفهم الجمهور أن الإعجابات ليست ترخيصا، وأن من لديه آلاف المتابعين لا يفهم بالضرورة سوق رأس المال، وأن ليس كل فيديو ذي رسم بياني متطور يستحق الوفورات التي تراكمت على مر السنين، ولكن لهذا السبب تحديدا كان على الجهات التنظيمية أن تضع الحدود بين حرية التعبير والتوصيات التي تُعرّض الجمهور للخطر”.

ومع ذلك، يقول: إن التغيير الحالي ليس مجرد تصحيح للأخطاء التي وقعت على الجمهور، بل هو أيضا فرصة للمؤثرين أنفسهم، “حان وقت اتخاذ القرار، إذا كنت ترغب في أن تصبح مستشارًا، فادرس واحصل على ترخيص. وإن لم يكن كذلك، فعُد إلى مجالات التأثير الأكثر أمانا، مثل وصفات الطعام، والسفر، وأسلوب الحياة… هناك مجال للجميع”.

كما يقدم نصيحة للمؤسسات المالية، قائلاً: “حان الوقت الآن لملء موجز الأخبار بمحتوى عالي الجودة، يمكن أن تكون الاستثمارات أمرا في متناول الجميع، حتى عند تقديمها بمسؤولية، الجمهور يتوق إلى المعلومات، لكنه لا يريد أن يُباع له”.

ويختتم شبيغل، قائلاً: “هذا ليس مجرد تغيير تنظيمي، بل هو إنجازٌ تاريخي، هذه هي اللحظة التي أدركت فيها الجهات التنظيمية أخيرًا: إن لم تكن جزءًا من المحتوى، فأنت غير موجود، وماذا عن الجمهور؟ إنهم يحصلون أخيرًا على الحماية التي يستحقونها”.


لقد انتهت الفوضى المالية عبر الإنترنت وعصر “الثراء السريع” ذهب بقرار أمريكي “مثير”

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.