للمرة الأولى.. إسرائيل تستخدم “ثاد” لاعتراض مقذوف من اليمن
أفادت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصدر مطلع، الجمعة، بأن المنظومة الدفاعية الأميركية “ثاد” THAAD استخدمت في إسرائيل لمحاولة اعتراض مقذوف تم إطلاقه من اليمن، وذلك لأول مرة منذ إرسال هذا النظام إلى إسرائيل في أكتوبر الماضي، في وقت اعتبر مسؤول إسرائيلي لصحيفة “واشنطن بوست”، أنه “لا ينبغي التقليل من القدرات التكنولوجية للحوثيين”.
وأضاف المصدر المطلع، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن “منظومة (ثاد) الصاروخية.. استخدمت لمحاولة اعتراض مقذوف من اليمن في وقت ما خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية”، لافتاً إلى أن “التحليل” سيحدد مدى نجاح عملية الاعتراض.
وخلال عملية الإطلاق، قال جندي أميركي عبر مقطع فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي: “لقد انتظرت 18 عاماً لرؤية هذا”.
وكانت إدارة بايدن أرسلت في أكتوبر الماضي، منظومة “ثاد” التي تصنعها شركة “لوكهيد مارتن” إلى إسرائيل مع قرابة 100 جندي أميركي من أجل المساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
و”ثاد” هو نظام اعتراضي أرضي مصمم لإسقاط الصواريخ البالستية، من شأنه أن يمثل خطوة مهمة في الجهود الأميركية لحماية إسرائيل بشكل مباشر ضد أي هجمات، وذلك من خلال وضع جنود أميركيين على الأرض.
وشنت إسرائيل غارات على أهداف متعددة مرتبطة بجماعة “الحوثي” في اليمن، الخميس، من بينها مطار صنعاء الدولي، وعدد من الموانئ اليمنية.
ودأب الحوثيون على إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ تجاه إسرائيل، في ما وصفوه بأنه تضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
“الإمكانيات التكنولوجية للحوثيين”
وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن “الحوثيين أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية مما يتصوره الكثيرون، ولا ينبغي التقليل منهم”.
وأضاف المسؤول لصحيفة “واشنطن بوست”: “بدعم من إيران، تمكن الحوثيون من اتخاذ خطوات عملية في متابعة (فرض) أيديولوجيتهم، التي تدعو إلى تدمير الولايات المتحدة وإسرائيل”.
ووفقاً للصحيفة، يرى خبراء، أن طائرات الحوثيين المسيرة وصواريخهم وقذائفهم تمكّنت من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي التي كانت إسرائيل تتباهى بها، وتعيد للواجهة المعضلة العسكرية الإسرائيلية الدائمة وهي “كيف يمكن هزيمة عدو يملك مخزون أسلحة كبير ومنخفض التكلفة نسبياً”.
وقال يوئيل جوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والذي يعمل حالياً في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: “يريد الحوثيون حرب استنزاف مع إسرائيل، ومواصلة إطلاق النار حتى يتمكنوا من القول، نحن المقاومة الحقيقية”.
وأشار داني أورباتش، المؤرخ في الجامعة العبرية بالقدس، إلى “وجود ندرة في الصواريخ الاعتراضية بسبب الحروب الأخرى في العالم التي تخطط الولايات المتحدة لاستخدامها فيها، ولكن الأهم من ذلك أن الغرب متردد للغاية في إعادة إشعال فتيل هذه الحرب، لأن ذلك يعني كارثة إنسانية كبيرة”.
لكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنهم “لا يستطيعون تحمل السماح للحوثيين بمواصلة هجماتهم على إسرائيل، بينما تواجه البلاد وكلاء مدعومين من إيران على عدة جبهات أخرى”، بحسب “واشنطن بوست”.