اخر الاخبار

للمرة الأولى منذ 10 سنوات.. قائد الجيش البريطاني يزور الصين

بحث رئيس أركان الجيش البريطاني توني راداكين خلال زيارة للصين، هي الأولى من نوعها لأكبر مسؤول عسكري بريطاني منذ 10 سنوات، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الصيني ليو تشنلي “تعزيز التعاون العسكري” بين جيشي البلدين.

وذكر راداكين على منصة “إكس”، أنه أجرى مع تشنلي وهو عضو في اللجنة العسكرية المركزية الصينية، “محادثات بشأن مجموعة من القضايا الأمنية”.

وأفاد بأنه اتفق مع تشنلي، على أنه في ظل الأوضاع العالمية “غير مستقرة” يجب على البلدين أن يكون لهما “دور كدول مسؤولة ولديها مصالح عالمية”، وشددا على “أهمية التواصل بين الجيشين”.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الصينية في بيان، إن الجانبان بحثا “بشكل معمق العلاقات الصينية-البريطانية، والعلاقات العسكرية، والأوضاع الدولية والإقليمية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وكانت آخر زيارة لرئيس أركان الجيش البريطاني للصين في عام 2015، وذلك خلال فترة عرفت إعلامياً بـ”العصر الذهبي للعلاقات الأنجلو-صينية”، في عهد رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون.

وبينما تصاعدت التوترات بين البلدين في ظل الحكومات البريطانية اللاحقة، بقيادة حزب المحافظين، سعى رئيس الوزراء الحالي كير ستارمر المنتمي لـ”حزب العمال” منذ توليه السلطة في يوليو الماضي، لتعزيز التعاون مع بكين، حيث زارا وزيرا الخزانة راشيل ريفز والخارجية ديفيد لامي الصين في الأشهر الأخيرة، وسط توقعات بزيارة ستارمر لبكين خلال العام الحالي.

وحدد ستارمر سياسة حكومته تجاه الصين، بأنها تقوم على 3 محاور: “التعاون، والتحدي، والتنافس”.

انتقادات داخلية

ورغم ذلك، انتقد بعض مسؤولي وزارة الدفاع البريطانية “سراً” خطوة راداكين، مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وسعي لندن للتفاوض على تخفيض الرسوم الجمركية البالغة 10%، والتي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الصادرات البريطانية.

وقال مسؤولون بريطانيون لصحيفة “فاينانشال تايمز”، إن “الزيارة كان مُخططاً لها منذ أشهر، ولم تكن مرتبطة أبداً بالولايات المتحدة”، مشددين على أنه “من مصلحة بريطانيا الحفاظ على تواصل عسكري قوي مع الصين”.

وأضافوا أن “الحكومة أجرت محادثات حازمة بشأن أهمية السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتجنب استخدام الضغط العسكري لتحقيق أهداف سياسية”.

ويرى أن ماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث متخصص في الدفاع والأمن، أن “التخطيط الكثيف للرحلة خلال الفترة الطويلة السابقة كانا يشكلان معضلة للحكومة البريطانية في ظل الظروف الحالية”، بحسب الصحيفة.

وأضاف: “يواجهون قراراً صعباً: هل نلغي الزيارة أم لا؟، ويبدو أنهم لم يُحسنوا إدارة هذا الأمر على صعيد الاتصالات”.

وجاءت الزيارة قبل أن انطلاق حاملة الطائرات “أمير ويلز” التابعة للبحرية البريطانية بعد عدة أسابيع مع مجموعة حاملات طائرات أخرى، في رحلة تستغرق 8 أشهر إلى البحر الأبيض المتوسط ​​ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتدعم 12 دولة منها النرويج وكندا وإسبانيا، الانتشار العسكري متعدد الجنسيات بقيادة بريطانيا، والذي قالت وزارة الدفاع إنه يُبرز “قوة قيادة بريطانيا في سعيها للحفاظ على الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.

وأشارت وزارة الدفاع، إلى أن حاملة الطائرات ستجري تدريبات مع الجيش الياباني إلى جانب 19 دولة، وذلك بالقرب من أستراليا.

ومع ذلك، لم تؤكد الحكومة البريطانية ما إذا كانت حاملة الطائرات ستمر عبر بحر الصين الجنوبي، وسط مخاوف من أنشطة بكين في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *