لماذا أثار الكشف عن مقاتلة الجيل السادس الصينية ضجة كبرى؟
أثار مقطع فيديو لطائرتين صينتين، قبل أيام، ضجة كبرى في الدوائر العسكرية، بعدما تم تسجيل تحليق مقاتلة من الجيل السادس، للمرة الأولى في العالم.
وعرضت السلطات الصينية، في حدث علني الخميس، طائرتين مستقبليتين من الجيل الجديد، وهما القاذفة المعروفة إعلامياً بـ JH-XX والتي يعتقد أيضاً أنها قاذفة من الجيل الخامس يجري تطويرها مع H-20، والمقاتلة J-36، بحسب موقع Defense Express.
وسجلت الصين حدثاً استثنائياً بتحليق طائرتي الجيل السادس، خلال الاحتفالات بذكرى مؤسس الدولة ماو تسي تونج.
ورافقت القاذفة JH-XX طائرة الجيل الخامس Chengdu J-20 اللتين تصنعهما مجموعة صناعة الطائرات Chengdu، فيما تبعت طائرة J-36 طائرة J-16 من شركة Shenyang Aircraft Corporation، المعروفة بمقاتلتها من الجيل الخامس J-35.
وبناءً على ذلك، تم تسمية الطائرة الجديدة، التي ظهرت فجأة في سماء الصين على الفور بـ J-36 باعتبارها الرقم التالي في الصف بواسطة العديد من وسائل الإعلام العالمية.
وتعتبر طائرة JH-XX طائرة كبيرة إلى حد ما، استناداً إلى الصور المتاحة في المصادر المفتوحة.
وتطبق تكوين الجناح المثلثي دون ذيل، دون مثبت رأسي أو تكون صغيرة جداً، حتى لا يمكن ملاحظتها أو تطوى في الجسم، لتقليل رؤية الملف الشخصي على أجهزة الرادار.
وتتميز الطائرة JH-XX بأنها “أكبر بشكل ملحوظ من نظيرتها J-20، والتي يبلغ طولها حوالي 20 متراً وجناحيها 13 متراً”.
وبالنسبة لطائرة J-36، فإن المقاتلة الجديدة، تتميز بتصميم جناح “لامدا” الذي يظل “خياراً غريباً” في الصناعة، وفقاً لـ Defense Express.
ويبدو أن الطائرة J-36 أخف وزناً من الطائرة JH-XX، كما يشير إلى ذلك نظام الهبوط العادي ثلاثي النقاط، ونظراً لأن المفهوم بأكمله يدور حول عدم ظهور الطائرة بشكل واضح، فلابد من تركيب حجرات الأسلحة داخل الهيكل.
وقال موقع Defense Express، إن ظهور مرشحين اثنين في آن واحد، لكونهما من الجيل السادس الحقيقي هو بمثابة بيان قوي وتحدي للغرب مع مشكلاته المالية والبيروقراطية والسياسية التي تبطئ تطوراته.
ريادة صينية
ومع انتشار مقاطع الفيديو لتحليق مقاتلتي المستقبل الصينيتين، تستمر التساؤلات بشأن برامج الجيل السادس الأميركية، التي توقف بعضها مؤخراً بسبب “أزمات التمويل”.
وتستعد القوات الجوية الأميركية، لتحديد مسار جديد لكيفية خوض الحروب الجوية خلال العام الأول من رئاسة دونالد ترمب، وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات لعقود مقبلة.
وكانت القوات الجوية الأميركية، تستكشف طوال العام 2024 سبل المضي قدماً في برنامج مقاتلة الجيل السادس المخطط لها، والمعروفة باسم Next Generation Air Dominance، أو NGAD، وفقاً لموقع Defense News.
وأعاقت التكلفة المتوقعة الأصلية لبرنامج NGAD، والتي بلغت نحو 3 أضعاف تكلفة مقاتلة F-35 Joint Strike Fighter، أو في حدود 250 مليون دولار إلى 300 مليون دولار، خطط القوات الجوية الأميركية للمضي قدماً.
وأوقفت القوات الجوية الأميركية في الصيف الماضي، منح العقد المخطط للبرنامج، وأطلقت مراجعة لبرنامج NGAD، واستراتيجيتها للتفوق الجوي ككل، لمعرفة ما إذا كانت هناك طريقة لتحقيق أهدافها بتكلفة أقل.
وكان من المقرر أن تتخذ القوات الجوية الأميركية قراراً بشأن NGAD بحلول نهاية عام 2024، ولكن في ديسمبر، بعد فوز الرئيس المنتخب ترمب، أعلنت الخدمة أنها “ستؤجل منح العقود إلى الإدارة الجديدة”.
وترى القوات الجوية الأميركية أن المقاتلة المتقدمة، التي ستحل محل طائرة F-22 Raptor، تشكل جزءاً أساسياً من قدرة القوات الجوية على خوض حرب مستقبلية ضد الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وستكون المقاتلة أيضاً جزءاً من عائلة من الأنظمة، بما في ذلك طائرات دون طيار ذاتية القيادة والمعروفة باسم طائرات القتال التعاونية، وستكون مدعومة بمحرك متكيف متقدم يمكن أن يتحول إلى التكوين المثالي لظروف طيرانها الحالية.
برنامج تطوير الدفاعات
وقال رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، ديف أولفين، قبل أيام، إن التقنيات والقدرات التي يقترحها كلا المتنافسين على برنامج تطوير الدفاع الجوي للجيل الجديد “مذهلة”، ولكن قبل أن تلتزم القوات الجوية بمسار ما، يتعين عليها أن تتأكد من أنها “تتحرك في الاتجاه الصحيح”.
واعتبر النائب روب ويتمان، الجمهوري من ولاية فرجينيا ورئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب المعنية بالقوات الجوية والبرية التكتيكية، أن القوات الجوية الأميركية محقة في طرح هذه “الأسئلة الصعبة” قبل أن تتحرك بعيداً جداً بشأن استراتيجية الدفاع الجوي للجيل القادم، ومنح الإدارة القادمة فرصة لرسم مسار للمضي قدماً.
وقال إن هذا من شأنه أن “يساعد في تجنب إنشاء منصة للدفاع الصاروخي غير مهيأة بشكل صحيح لمواجهة التهديدات التي ربما تواجهها في السنوات المقبلة”.
وأضاف ويتمان أن ما حدث في الماضي هو أنه كان يجري اتخاذ قرارات، وفي بعض الأحيان لا يتم تشغيل هذه القدرة لسنوات، لافتاً إلى أنه بحلول الوقت الذي يتم فيه تشغيلها، يكون التهديد تغير.
وأوضح ويتمان أن القوات الجوية الأميركية تفكر أيضاً في كيفية عمل منصة NGAD مع الطائرات القتالية التعاونية، وناقلة مستقبلية تسمى NGAS، أو نظام التزود بالوقود الجوي من الجيل التالي.
انتقاد فكرة بناء مزيد من المقاتلات
وأثناء الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، انتقد مستشارا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البارزان إيلون ماسك، وفيفيك راماسوامي، فكرة بناء المزيد من الطائرات المقاتلة المأهولة، وقالا إن الجيش الأميركي يجب أن يركز بدلاً من ذلك على الطائرات دون طيار.
وأكد ويتمان أن الطائرات المقاتلة المأهولة ستكون ضرورية للجيش في الأمد القريب، ولكن على المدى الطويل، ستتولى المنصات غير المأهولة دوراً أكبر، خاصة مع تقدم التكنولوجيا بوتيرة سريعة.
وأشارا إلى أن الانتقال بالكامل من الطائرات المأهولة إلى الطائرات دون طيار لا يزال على بعد سنوات في المستقبل.
لكن أولفين توقع أن تلعب الطائرات دون طيار دوراً رئيسياً في الحروب المستقبلية، ولكن يجب إيجاد توازن بين المنصات المأهولة وغير المأهولة.
وأوضح أن المستقبل يدور حول التعاون الأكثر فعالية بين الإنسان والآلة.
الطائرة FA-XX
ويبدو أن ما لم تنجح فيه القوات الجوية الأميركية حتى الآن، تعوضه القوات البحرية في الولايات المتحدة، بعدما كثفت جهودها لتطوير ونشر طائرة مقاتلة من الجيل السادس بحلول أوائل العقد المقبل.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته الصين لإدخال مقاتلات من الجيل الخامس يتم إطلاقها من حاملات الطائرات، لا تزال بكين متأخرة بنحو جيل كامل عن البحرية الأميركية في مجال تكنولوجيا المقاتلات المتطورة، وذلك وفقاً لموقع EurAsian Times.
وأكدت قائدة العمليات البحرية الأميركية، ليزا فرانشيتي، أهمية طائرة الجيل التالي التي أُطلق عليها مؤقتاً اسم F/A-XX.
وقالت فرانشيتي، إنه من المتوقع أن تكون منصة الجيل السادس قادرة على امتلاك أجهزة استشعار متقدمة، وقدرة متطورة على القتل، ومدى متقدم، والقدرة على التكامل مع القدرات المأهولة وغير المأهولة معاً.
وأشارت إلى تركيز البحرية الأميركية على الجمع بين الابتكارات والدروس المستفادة من برنامج الهيمنة الجوية للجيل القادم- NGAD التابع للقوات الجوية.
وتخطط البحرية الأميركية لمنح عقد قريباً لإحدى الشركات الدفاعية لتطوير طائرة الجيل التالي، إذ تتنافس شركات Boeing وLockheed Martin وNorthrop Grumman على تطوير الجيل القادم من المقاتلة.
ويتوقع أن تحل الطائرة F/A-XX محل المقاتلات متعددة الأدوار القديمة من طراز F/A-18 Super Hornet وطائرة الحرب الإلكترونية E/A-18 Growler.
وستوفر هذه الطائرة معززاً وقدرات استشعار متقدمة وقدرات حرب إلكترونية، متجاوزة بذلك أسطول البحرية الحالي من مقاتلات الجيل الخامس من طراز F-35C.
وتقرر أن تدخل المنصة الجديدة الخدمة بحلول منتصف العقد المقبل.
السمات الأساسية
ويعتبر من السمات الرئيسية لبرنامج F/A-XX هو دمجه في عائلة من الأنظمة، على غرار مبادرة NGAD التابعة للقوات الجوية الأميركية.
وتشمل عائلة الأنظمة هذه طائرات قتالية تعاونية – CCA، وهي طائرات دون طيار عالية الاستقلال مصممة للعمل إلى جانب الطائرات المقاتلة المأهولة.
وتُستخدم هذه الطائرات دون طيار في عملياتها التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتعزز قدرات المقاتلة في البيئات المتنازع عليها، خاصة في سيناريوهات منع الوصول.
ويؤكد سعي البحرية الأميركية للحصول على طائرة مقاتلة من الجيل السادس تصميمها على الاحتفاظ بالهيمنة الجوية في مواجهة المنافسة العالمية المتزايدة.
ويمثل تركيز البحرية الأميركية على تطوير طائرة مقاتلة من الجيل السادس خطوة حاسمة في الحفاظ على تفوقها، خاصة أن الصين تعمل باستمرار على تطوير قدراتها في مجال الطيران البحري، بحسب موقع EurAsian Times.
وعلى الرغم من أن البحرية الصينية أحرزت تقدماً في اختبار طائرتها FC-31 النسخة المعتمدة على حاملة الطائرات، فإن الولايات المتحدة لا تزال رائدة في قدرات الطيران البحري.
وتشكل الطائرات المقاتلة التابعة للبحرية الأميركية التي تعمل على حاملات الطائرات قوة لا يستهان بها، فطائرة F-35C، التي دخلت الخدمة عام 2019، هي أكثر الطائرات المقاتلة التي تعمل على حاملات الطائرات تقدماً لدى البحرية الأميركية، وتظل أول طائرة مقاتلة شبحية بعيدة المدى في العالم مصممة خصيصاً للعمليات على حاملات الطائرات.
وبالإضافة إلى طائرة F-35C، تشغل البحرية الأميركية نسخاً مختلفة من طائرة F/A-18 Super Hornet، التي تشكل العمود الفقري لقوة حاملة الطائرات.
وتوفر هذه الطائرات المرونة في مهام الضرب، والتفوق الجوي، والحرب الإلكترونية، ما يضمن احتفاظ البحرية الأميركية بالهيمنة في سماء المياه العالمية.
في المقابل، لا تزال قدرات الطيران البحري الصينية في طريقها إلى اللحاق بركب الولايات المتحدة، فالطائرة المقاتلة الوحيدة التي تحمل هذه المواصفات هي J-15، وهي طائرة من الجيل الرابع دخلت الخدمة قبل أكثر من عقد.
ورغم الاستخدام الكبير للطائرة J-15، فإن وزنها وحمولتها من الوقود ونطاق مهمتها يحد من فعاليتها مقارنة بنظيراتها الأميركية.
وبدأت الصين مؤخراً اختبار نسخة بحرية من طائرة J-35 المقاتلة المتقدمة، وهي طائرة من الجيل الخامس تتمتع بقدرات رادارية محسنة وتوقيع راداري مخفض.
تخصيص استخدام الطائرة
وكانت الطائرة النفاثة مخصصة في البداية للاستخدام على حاملة الطائرات Type 003 Fujian، ويشير ظهورها على حاملة الطائرات Liaoning، التي تستخدم منحدراً للقفز لإطلاق الطائرات إلى أن الطائرة J-35 يمكن تشغيلها أيضاً من حاملات الطائرات الصينية القديمة.
ولا يتوقع دخول مقاتلة J-35 إلى الخدمة حتى أوائل العقد المقبل، ما يشير إلى أن قدرات مقاتلات الجيل الخامس الصينية ستكون مقيدة في الأمد القريب.
وبحلول الوقت الذي تنشر فيه الصين طائرات J-35 بأعداد كبيرة، من المرجح أن تكون البحرية الأميركية على وشك تقديم طائرتها المقاتلة من الجيل السادس، والمعروفة حتى الآن باسم F/A-XX.
وقال موقع EurAsian Times، إن الفجوة بين الأجيال بين الطائرات المقاتلة الأميركية والصينية ستكون لها آثار عميقة على ديناميكيات القوة البحرية، خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتنافس الدولتان على النفوذ.
وسيوفر نشر مقاتلة من الجيل السادس تابعة للبحرية الأميركية للولايات المتحدة ميزة حاسمة في مناطق استراتيجية رئيسية مثل بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، وهي المناطق التي زادت فيها بكين من وجودها العسكري بشكل مطرد.
وستحقق القفزة التكنولوجية المتوقعة للبحرية الأميركية التفوق على مقاتلات الجيل الخامس الصينية، ما يضمن لها التفوق الجوي في أي صراع محتمل.
وتعتزم الولايات المتحدة تطوير قوة جوية مجهزة لمواجهة التهديدات المستقبلية من خلال دمج الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار وأنظمة الأسلحة المتقدمة.
وستكون القدرة على العمل في بيئات شديدة التنافس، مثل مناطق منع الوصول ومناطق حظر المنطقة، حاسمة للحفاظ على هيمنة البحرية الأميركية في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد.
أول طائرة جيل سادس
يبدو أن الطائرتين الصينيتين اللتين ظهرتا حديثاً في مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل الإعلام الدولية ومواقع التواصل الاجتماعي، سبقتهما طائرة الجيل السادس الأميركية B-21 Raider، التي خاضت رحلات اختبارية بالفعل من قبل.
وتصف شركة Northrop Grumman، المصنعة للطائرة B-21 Raider القاذفة الاستراتيجية بأنها “أول طائرة من الجيل السادس في العالم”.
وقالت الشركة على موقعها الإلكتروني، إنه بفضل الاستفادة من أكثر من 3 عقود من الابتكار في تكنولوجيا الهجوم والتخفي، تعد الطائرة B-21 التطور التالي لأسطول القاذفات الاستراتيجية للقوات الجوية الأميركية، وأول طائرة من الجيل السادس في العالم تصل إلى السماء.
وتستمر طائرة B-21 Raider في حملة اختبارات الطيران بقاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا، بقيادة قوة اختبار مشتركة (CTF) تتألف من أفراد من شركة Northrop Grumman والقوات الجوية الأميركية.
وتظل الطائرة B-21 على المسار الصحيح لتلبية معيار الأداء الرئيسي لمتوسط تكلفة وحدة الشراء البالغة 550 مليون دولار.
ووضعت الحكومة الأميركية خيارات إنتاج بسعر ثابت لأول 21 طائرة. وتخضع الشروط النهائية والكمية والأسعار بعد أول 21 طائرة للتفاوض.
وتجعل تقنية التخفي من الجيل التالي والتقدم في العمليات التي يمكن ملاحظتها بشكل منخفض الطائرة أسهل وأقل تكلفة في الصيانة من الأنظمة السابقة.
ومن الداخل، تتيح البنية المفتوحة لطائرة B-21 إمكانية الترقية السريعة من إدراج أسلحة جديدة إلى ترقيات البرامج بفضل قدرات الشبكات المتقدمة والهجرة الناجحة إلى بيئة السحابة.
وكانت إحدى الاستراتيجيات الرئيسية للبرنامج هي بناء طائرة اختبارية تمثيلية للإنتاج.
وبدلاً من النموذج الأولي، جرى تجهيز طائرة الاختبار B-21 بأنظمة المهام وتم بناؤها بواسطة نفس الفنيين في التصنيع باستخدام نفس العمليات والأدوات المستخدمة في الطائرات الإنتاجية.
وتستخدم شركة Northrop Grumman تطوير برامج مرن وأدوات هندسية رقمية للتخفيف من مخاطر الإنتاج، وتمكين ممارسات الاستدامة الحديثة لبرنامج B-21.
وأثبتت الاختبارات الأرضية فعالية النمذجة الرقمية بنتائج تفوقت على معايير الصناعة، ما مهد الطريق لمنصات وأنظمة الجيل التالي.
خداع الخصوم
وقالت مجلة Air and Space forces، إن الرحلة الأولى للقاذفة في نوفمبر 2023، كشفت مسألة ما إذا كان الفن المفاهيمي المبكر للقوات الجوية للشكل العام للطائرة B-21 واقعياً أم أنه يهدف إلى خداع الخصوم المحتملين.
ويعتبر الشكل المسطح على هيئة جناح طائر بسيط يشبه حرف W دون الذيل المسنن الذي يظهر في الطائرة B-2.
وكان للطائرة B-2 في الأصل تصميم مماثل، ولكن في منتصف الثمانينيات، أضافت القوات الجوية الأميركية شرطاً بأن تكون قادرة على الطيران المستمر على مستوى منخفض وتتبع التضاريس.
وكلفت عملية إعادة التصميم عدة مليارات من الدولارات، وأضافت عدة سنوات إلى جدول طائرات B-2.
ويشير الشكل W للطائرة B-21 إلى أنها لن تحلق إلا على ارتفاعات أعلى، وتشبه زاوية اكتساح جناح B-21 تلك الموجودة في B-2.
ويشير لون الطائرة بالكامل باللون الرمادي الفاتح إلى أن B-21 من المفترض أن تكون قاذفة قنابل نهارية، على عكس B-2 التي تم طلاءها باللون الرمادي الداكن بحيث يصعب اكتشافها بصرياً في الليل.
اسم أسطوري
يوجد اسم سيبيروس – Cerberus على مقدمة الطائرة، وهو الكلب الأسطوري ذو الرؤوس الثلاثة الذي يحرس أبواب العالم السفلي في الأساطير القديمة.
الحجم
ويُرجح أن يصل طول جناحي الطائرة B-21 إلى حوالي 140 قدماً؛ وهو أصغر من جناحي الطائرة B-2 البالغ طولهما 172 قدماً، ولكنها أكبر إلى حد ما من التقديرات السابقة.
ويبدو أن طولها يبلغ حوالي 55 قدماً، مقابل 69 قدماً للطائرة B-2. وقالت القوات الجوية الأميركية بشكل متكرر إن القاذفة B-21 ستكون أصغر إلى حد ما من القاذفة B-2 وستحتوي على حمولة أسلحة أصغر.
الذيل
وتتميز عوادم B-21 بشكل صدفي، مشابه لمآخذ الهواء في B-2، وهي مختلفة تماماً عن الفتحات البسيطة الموجودة في القاذفة الأقدم.
وترجع العوادم إلى الخلف من الذيل، وتشير الألواح الداكنة إلى نوع من المعالجة بالتخفيض الحراري.
وبخلاف B-2، حيث كان الجزء الخلفي من الذيل مفصلياً، يبدو ذيل B-21 ثابتاً.
المحركات
وتحتوي الطائرة B-21 على بابين مثلثين طويلين على سطحها العلوي يفتحان لتوفير المزيد من الهواء للمحركات أثناء العمليات الأرضية والإقلاع والهبوط.
حجرات الأسلحة
وتحتوي الطائرة B-21 على 3 حجرات للأسلحة، إذ تُظهر اللحامات الخطوط العريضة الواضحة للأبواب الخاصة بالحجرة المركزية الرئيسية، بالإضافة إلى طبقات تشير إلى أبواب الوصول إلى المحرك.
وربما توجد بين تلك الأبواب مجموعة أخرى من الأبواب الرفيعة بمثابة حجرات إضافية لإطلاق الأسلحة.
وجرى تصنيع الطائرة B-21 بالقدرة على حمل 3 أسلحة محددة على الأقل، قنبلة الجاذبية النووية B61-12، وسلاح الهجوم التقليدي SiAW، والسلاح النووي بعيد المدى AGM-181 (LRSO).
وربما يكون الهدف من الحجرات الغامضة هو حمل صواريخ SiAW، والتي تهدف إلى تدمير أنظمة الدفاع الجوي للعدو.
ويحتمل أن تكون أبواب الحجرات الأصغر والأكثر رشاقة قادرة على الفتح والإغلاق بسرعة أكبر، ما يعزز التخفي عند الاقتراب من الرادار الأرضي للعدو.
تقنيات مستحدثة
وأكد مسؤولو البرنامج أن الطائرة B-21 ستستغني عن تقنيات “الشريط والسد والمعجون” المستخدمة في الطائرات الشبحية الأخرى مثل B-2 وF-22 وF-117، ولكن الجانب السفلي من الطائرة كشف بعض الخطوط غير المستوية عند طبقات الأسلحة والمحرك، خاصة عند الزوايا، ما يشير إلى أنه ربما لم يتم التخلي عن هذه التقنيات تماماً.
ويفتقر السطح السفلي إلى اللمسة النهائية الزجاجية الناعمة التي تظهر على الأسطح العلوية، ويبدو أن الفتحات الموجودة في الجزء الأمامي من العارضة تحتوي على طبقات تمت معالجتها بشريط أو سدادة.
أسطح التحكم
وتحتوي الطائرة B-21 على 8 أسطح تحكم عند الحافة الخلفية للأجنحة والذيل، يمكن انحرافها لاستقرار الطائرة الذي يوفره عادةً المثبت الرأسي.
ويتم التحكم في الانحراف بواسطة كمبيوتر الطائرة لإجراء الحسابات العديدة في الثانية اللازمة للحفاظ على استقرار الطائرة.
أجنحة الطائرة
كان عمق أجنحة الطائرة B-21 مذهلاً في ضوء الشمس الساطع أثناء الرحلة الأولى، إذ يوجد انتفاخ بارز أسفل منتصف كل جناح، ما يشير على الأرجح إلى وجود خزانات وقود عميقة تصل إلى أطراف الجناح تقريباً.
الرادار
تحتوي الحافة الأمامية للقاذفة B-2 على مخططات واضحة توضح مكان راداراتها، لكن الطبقات المرئية للطائرة B-21 تترك بعض التساؤلات بشأن ما إذا كانت لديها معدات مماثلة، أو معدات ذات حجم مماثل.
وربما يشير ذلك إلى أن الفتحات جزء لا يتجزأ من خط القالب الخارجي للطائرة، وأنه لا يمكن الوصول إلى الرادار إلا من الداخل، أو ربما تكون الرادارات مغلقة.
ويحتمل أن يشير ذلك التصميم أيضاً إلى أن الطائرة B-21 ستعتمد على الرادارات الخارجية، حيث قيل باستمرار إن الطائرة جزء من “عائلة أنظمة” تشمل طائرات وأقمار اصطناعية أخرى.
عاكسات الرادار
ويبدو أن قضيبين قابلين للتمديد للأمام والداخل لخلجان معدات الهبوط هما عاكسان للرادار، لمنع الخصوم في منطقة بالمديل إحدى مدن مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، من إجراء قياسات المقطع العرضي الراداري للطائرة.
ولم يتم سحب الترس الرئيسي أيضاً خلال الوقت الذي كانت فيه الطائرة تصعد خارج بالمديل، ربما لنفس الغرض.
وتحتوي الطائرة B-21 أيضاً على مصابيح هبوط قابلة للتمديد بالقرب من أطراف الجناح والتي تعمل على زيادة المقطع العرضي للرادار عند التحليق في مناطق مأهولة بالسكان.
أوروبا في السباق
وتدخل أوروبا في سباق الجيل السادس ببرنامجين أساسيين، هما: برنامج القتال الجوي العالمي – GCAP بين بريطانيا واليابان وإيطاليا، وبرنامج نظام القتال الجوي المستقبلي – FCAS بين فرنسا وألمانيا وإسبانيا.
ويسعى التحالف الثلاثي بين المملكة المتحدة واليابان وإيطاليا إلى تسريع برنامج القتال الجوي العالمي – GCAP من خلال تأسيس هيئة حكومية ثلاثية الجنسيات تشرف على تطوير طائرات مقاتلة من الجيل التالي.
وأعلن وزير الدفاع الياباني الجنرال ناكاتاني، في أكتوبر، أن تلك الهيئة الحكومية الثلاثية من المنتظر تأسيسها بحلول نهاية العام، للإشراف على تطوير مقاتلة من الجيل التالي، وفقاً لموقع EurAsian Times.
جاء هذا الإعلان عقب لقاءين مع وزيري الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو، والبريطاني جون هيلي، في نابولي بإيطاليا، على هامش اجتماع وزراء دفاع مجموعة الدول السبع الكبرى.
ووفقاً لتقارير سابقة، يتوقع أن تقدم لندن وروما وطوكيو عقداً للتطوير الكامل للمقاتلة المأهولة بحلول العام المقبل.
ويضع هذا الإعلان حداً لكل المخاوف بشأن مستقبل برنامج GCAP في ظل التغييرات القيادية في اليابان والمملكة المتحدة.
وفي وقت سابق، كانت هناك تكهنات بأن مشاركة المملكة المتحدة في GCAP ربما تخضع للمراجعة في ظل حكومة حزب العمال الجديدة.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من توقيع التحالف الثلاثي على اتفاقية في ديسمبر 2023، والتي دعت إلى إنشاء برنامج GCAP.
وفي ذلك الوقت، أشار التحالف إلى أن مقر الهيئة الثلاثية المشتركة التي تشرف على برنامج مقاتلة الجيل التالي، سيكون في المملكة المتحدة ويرأسه مسؤول ياباني.
وكانت الاتفاقية تنتظر التصديق من برلمانات الدول الثلاث، وهو ما قد يكون تم الآن.
وذكرت مجلة Aviation Week مؤخراً، أن المملكة المتحدة واليابان صدقت على الاتفاقية، ومن المتوقع أن تصادق عليها إيطاليا في الأسابيع المقبلة.
وشكلت الدول الثلاث عام 2020، تحالف GCAP بهدف الجمع بين خبراتها ومواردها لتطوير طائرة من الجيل السادس بتكنولوجيا متطورة من شأنها أن تعزز تعاونها ضد خصوم مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية.
ومنذ ذلك الحين، حدد التجمع الثلاثي موعداً نهائياً طموحاً لبدء تشغيل الطائرة عام 2035.
ويعتقد شركاء برنامج GCAP أن الطائرة ستكون واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تقدماً وقابلية للتشغيل المتبادل والتكيف والاتصال في العالم.
ويتمثل هدف البرنامج في توفير بديل لطائرة Eurofighter Typhoon التي تستخدمها بريطانيا وإيطاليا، وطائرة Mitsubishi F-2 التي تستخدمها قوات الدفاع الجوي اليابانية.
وفي حال سارت الأمور كما هو مخطط، ستصبح الطائرة المقاتلة المنتجة بموجب برنامج GCAP أول طائرة مقاتلة من الجيل السادس تدخل الخدمة في العالم.
وأعلنت الدول الثلاث التزامها بتطوير تقنيات ومنصات جديدة ستكون ضرورية لطائرة مقاتلة من الجيل التالي.
وكشفت شركة Mitsubishi للصناعات الثقيلة اليابانية مؤخراً عن تصاميم مفاهيمية لطائرات قتالية تعاونية – CCA ستحلق إلى جانب مقاتلات الجيل السادس في تكوين فريق مأهول وغير مأهول.
وجرى عرض التصميم المفاهيمي في معرض بطوكيو، كما تم عرض نموذج مجسم لمنصة التعاون المستقلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي – ACP من شركة BAE البريطانية، والتي ستحتوي على حجرتين داخليتين للحمولة.
وفي حين لم يكن لدى شركة Leonardo الإيطالية أي طائرات دون طيار متصلة ببرنامج GCAP في المعرض في الحدث، ولكن كان لديها تصور تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر لطائرة من الجيل التالي تعمل جنباً إلى جنب مع العديد من الطائرات بدون طيار في جناحها.
وسيتضمن نظام القتال الجوي المقترح طائرة مقاتلة أساسية وملحقات دون طيار مثل الطائرات دون طيار وأجهزة استشعار متطورة وأنظمة بيانات متصلة بالشبكة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
وتتميز هذه الطائرة المقاتلة من الجيل القادم برادار من الجيل القادم، ونظام أسلحة ذكي، ومجموعة أجهزة استشعار متكاملة، ومقصورة قيادة تفاعلية تعتمد على البرمجيات والتي ستوفر بيانات أكثر من معداتها الحالية.
تكوين فريد
وعلى الرغم من وجود عدة برامج حتى الآن حول العالم لتصنيع مقاتلة الجيل السادس، إلا أنه لم تحلق بالفعل سوى القاذفة الأميركية B-21 Raider، ومؤخراً الطائرتين الصينيتين.
وقال الخبير في مجال الطيران العسكري، بيل سويتمان، في تحليل نقله معهد royal aeronautical society، إن القاذفة الصينية المعروفة إعلامياً بـ JH-XX تتميز بتكوين فريد من نوعه، وشكل ماسي وبدون ذيل.
وأضاف “أنه من المحتمل أن تكون تلك القاذفة الاستراتيجية بمثابة مواجهة غير مباشرة للقاذفة B-21 الأميركية”.
مفاجأة مزدوجة
وتعتبر القاذفة JH-XX كبيرة الحجم، ومأهولة، وأسرع من الصوت، وخفية، وذات شكل دلتا مزدوج، ولا يوجد بها مثبت رأسي، وتعمل بثلاثة محركات، اثنان منها مزودان بفتحات تهوية تقليدية أسفل الجناح، والثالث يتنفس من خلال مدخل ظهري.
وجاء ظهور تصميم آخر للطائرة الشبحية، وهي طائرة صغيرة بدون طيار على ما يبدو وهي J-36.
وقال سويتمان، إن منح الطائرة J-36 لقب “طائرة الجيل السادس”، أمر “مضلل”، لافتاً إلى أنه من المرجح أن يسود الاعتقاد أن الطائرة نظير لبرنامج الهيمنة الجوية للجيل القادم – NGAD في الولايات المتحدة، ولكنها “شيء فريد من نوعه”، ولا تشكل بديلا لأي شيء في الخدمة مع الجيش الصيني.
وتبدو المركبة J-36 أصغر كثيراً من القاذفة JH-XX، وهي مشابهة للغاية للطائرة الأولى J-20.
وتتميز الطائرة بتكوين غير عادي للمداخل العلوية والجانبية، وتوجد عجلات هبوط رئيسية مزدوجة.
وتعتبر من السمات المميزة لطائرة J-36 هي التخفي والسرعة والمدى وحمل الأسلحة.
مستوى أداء الطائرة
وتؤدي طائرة J-20 أداءً جيداً في المسألتين الأوليين، وتؤدي أداءً أفضل في المسألتين الثالثة والرابعة مقارنة بالمقاتلات الأخرى، ولكنها صُممت لملاحقة الأهداف الجوية، خاصة الأصول الجوية عالية القيمة مثل طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً، ومنصات الاستخبارات والحرب الإلكترونية. كما أن حجرات الأسلحة فيها مصممة وفقاً لذلك.
وتعتبر الطائرة J-36 “ضخمة”، وأطول من الطائرة J-20 وأعرض كثيراً. ويبلغ طول جناحيها المزدوجين 63 قدماً، مع مساحة إجمالية تزيد على 2000 قدم مربع.
ومن بين المؤشرات الأخرى على الحجم الحقيقي للطائرة J-36 وحدات الهبوط الرئيسية ذات العجلات المزدوجة، وهو أمر نادر الوجود حالياً في أي طائرة عسكرية يقل وزن إقلاعها عن 100 ألف رطل، وحجرة أسلحة بحجم قاذفة قنابل كاملة، يبلغ طولها 25 قدماً وعرضها أكثر من 7 أقدام، بالإضافة إلى حجرتين جانبيتين، بحجم الصواريخ الدفاعية المضادة للإشعاع.
ولن يكون من المستغرب على الإطلاق أن يصل وزن طائرة J-36 المحملة بالكامل إلى 120 ألف رطل أو حتى أكثر قليلاً، وبهذا الوزن، يبلغ حمولة الجناح 60 رطلاً/قدماً مربعة.
وتشير زوايا الكنس وأشكال المنافذ إلى رقم ماخ أقصى يبلغ نحو 1.8، وتعتمد قدرة الطيران الفائق على الدفع غير اللاحق.
ويبدو تصميم J-36 الشبحية مشابه لتصميم الطائرة J-20، حيث أن أسطحها مائلة، ولا تعتبر طائرة منخفضة الارتفاع إلى حد كبير، إلا إذا حققت الصين تقدماً هائلاً في مجال المواد، وهو ما لا يمكن استبعاده، ولكن هذه الطائرة أيضاً طائرة أسرع من الصوت، كما أن ارتفاعها عن سطح البحر أقل ضرورة لضمان بقائها على قيد الحياة.
وما يميز طائرة J-36 عن التصاميم الأسرع من الصوت السابقة هو غياب أسطح الذيل العمودية، ما يجعل التخفي من جميع الجوانب في عالم السرعة العالية.
وتحتوي على خمسة أجزاء تحكم على الحافة الخلفية لكل جناح، حيث يتم تقسيم العنصرين الخارجيين للعمل كمكابح/دفة.
ويبدو أن هذه الأجزاء كانت مفتوحة على مصراعيها طوال مدة الرحلة الأولى، وهو الوضع الذي يمنحها أقصى قدر من التحكم.
ومع ذلك، كما هو الحال في B-2 وB-21، يجب أن تظل هذه الأسطح مغلقة في وضع التخفي ويجب توفير التحكم الاتجاهي بوسائل أخرى.
وتظهر مقاطع الفيديو، أن الطائرة تحتوي بوضوح على 3 محركات.
وتكشف الصورة الوحيدة التي شوهدت حتى الآن للطائرة J-36 على الأرض ثلاثة عوادم كبيرة القطر تفتح مباشرة أمام الحافة الخلفية، وتظهر لقطات أخرى ما يبدو أنه أجزاء متحركة من الحافة الخلفية خلف العوادم، ما يمنحها بعض القدرة على توجيه الدفع.
وتحتوي الطائرة على مخزن أسلحة ضخم بحجم القاذفة. ويمكنها حمل صواريخ جو-جو، ولكن مخزن الأسلحة الرئيسي الكبير يعني أسلحة أكبر لأهداف أكبر مثل حاملات الطائرات والقواعد الجوية.
ويمكن للطائرة الصينية أن تطلق أسرابا من الذخائر المتسكعة ضد القواعد الجوية، بما في ذلك القواعد البعيدة التي تستضيف قاذفات B-21 بعيدة المدى.
تحول كبير
قالت مجلة The Economic Times، إن تصميم الطائرة J-36 وقدراتها تمثل تحولاً كبيراً في الهيمنة الجوية، ما يشكل تهديداً محتملاً للقوى العسكرية العالمية، وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأضافت أن “من أبرز مميزات الطائرة J-36 هي تكوينها المكون من ثلاثة محركات، ويُعتقد أنها تعمل بمحركات توربوفان من طراز WS-10C”.
وتم تصميم هذا التكوين للعمليات عالية السرعة وعالية الارتفاع، ما يتيح للطائرة تغطية مسافات طويلة دون الحاجة إلى التزود بالوقود جواً.
ويتوقع أيضاً أن يوفر الحجم الأكبر للطائرة J-36 سعة وقود أكبر، وحمولة أكبر، ومساحة أكبر للأسلحة وأجهزة الاستشعار المتقدمة، ما يجعلها مناسبة لمجموعة متنوعة من مهام القتال والاستطلاع.
ويعتبر تطوير الطائرة J-36 جزءاً من استراتيجية أوسع نطاقاً للصين لتحديث جيشها، ما يعكس التقدم الكبير في تكنولوجيا القتال الجوي.
وقد يكون ظهور الطائرة J-36 لأول مرة له تداعيات كبيرة على الهند، التي تفتقر حالياً إلى طائرة مقاتلة شبحية.
ومع نشر الصين بالفعل لمقاتلاتها الشبحية من طراز J-20 بالقرب من حدود الهند، وخاصة في سيكيم، فإن إضافة الطائرة J-36 قد تزيد من التوترات على طول الحدود.
الأهمية الاستراتيجية
لا يعتبر الكشف عن طائرة J-36 مجرد قفزة تكنولوجية للصين فحسب، بل إنه أيضاً خطوة استراتيجية لتأكيد قوتها العسكرية على الساحة العالمية، وذلك وفقاً لـ The Economic Times.
ويبدو أن رحلة الاختبار، التي حدثت في ذكرى ميلاد ماو تسي تونج، كانت عرضاً متعمداً لقدرات الصين المتنامية.
وتشير طبيعة الرحلة البارزة إلى أن “البلاد حريصة على عرض تقدمها، وخاصة في مجال الطيران العسكري، للعالم”.
وقال جاستن برونك، الباحث الأول في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن العرض العام لمثل هذا النموذج الأولي المتقدم “رائع”.
وأشار إلى أن الجيش الصيني نادراً ما يعرض طائرات جديدة دون غرض استراتيجي واضح.
ويُعتقد أن تطوير طائرة J-36 هو جزء من نهج “نظام الأنظمة” الأوسع، والذي يدمج المنصات المأهولة وغير المأهولة لتعزيز فعالية القتال، على غرار مبادرة الهيمنة الجوية الأميركية من الجيل التالي – NGAD.
الطموحات الصينية
وتعتبر طائرة J-36 جزءاً من طموحات الصين الأكبر لتحديث جيشها تحت قيادة الرئيس شي جين بينج.
واعترفت وزارة الدفاع الأميركية بالفعل بأن القوات الجوية الصينية هي الأكبر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ويعكس تركيز البنتاجون على الصين باعتبارها “تحدياً كبيراً” المخاوف بشأن التقدم السريع الذي أحرزته بكين في تكنولوجيا الطائرات والأنظمة الجوية بدون طيار والاستراتيجيات العسكرية المتكاملة.
بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، يشكل إدخال طائرة J-36 تحدياً كبيراً.
ويمكن أن تهدد قدرات التخفي والإمكانات بعيدة المدى لطائرة J-36 الأصول العسكرية الأميركية الحيوية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مثل الناقلات وطائرات الإنذار المبكر والسفن البحرية المنتشرة في المقدمة.
وتتجاوز إمكانات الطائرة J-36 القتال التقليدي، إذ يمكن أن تعمل كمنصة اختبار لتقنيات متقدمة يمكن نشرها عبر مجموعة متنوعة من المنصات، بما في ذلك القاذفات الشبحية والمركبات الجوية غير المأهولة.
ويعكس هذا طموح الصين ليس فقط للتنافس مع الولايات المتحدة، بل وتجاوزها في مجالات رئيسية من الطيران العسكري.
ويشكل تطوير طائرة J-36 شهادة على الرؤية الاستراتيجية طويلة الأجل للصين.
وتشكل الطائرة جزءاً من جهود أوسع نطاقاً لتحديث قواتها الجوية والبحرية، ما يضمن امتلاكها القدرة على إسقاط القوة خارج حدودها.
ومع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة بشأن قضايا مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي، تعمل طائرة J-36 كرمز لقوة الصين المتنامية وأصل عملي لتوسيع نفوذها العسكري.
ومع استمرار رحلات اختبار الطائرة J-36، ستظهر معلومات إضافية عن قدراتها.
ويتوقع الخبراء مشاهدات وبيانات إضافية في الأشهر المقبلة، والتي ستلقي المزيد من الضوء على أدائها وإمكاناتها.
استعداد صيني للتجريب والابتكار
وقال إيوان جراهام، المحلل البارز في المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، لـ”رويترز”، إنه مع تحديث الصين لجيشها، فإن التصميمين “يظهران استعداد صناعة الطيران الصينية للتجريب والابتكار”.
وقال: “مهما كانت المزايا أو العيوب، يبدو أنه تصميم أصلي للغاية”.
وتابع: “إنهم يستحقون الثناء على ذلك، ويجب عليهم التخلص من أي شعور بالرضا عن النفس بأن الولايات المتحدة وحلفائها يحددون دائماً الوتيرة”.
ولم ترد وزارة الدفاع الصينية على الفور على طلب التعليق.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها “على علم بالتقارير” لكنها قالت “ليس لديها تعليق إضافي بخلاف ما ورد في تقريرها السنوي عن الجيش الصيني هذا الشهر”.
وذكرت “رويترز” أن مقطع فيديو يظهر الطائرة الأكبر من الطائرتين الصينيتين الجديدتين، وهي تحلق فوق تشنجدو من خلال مطابقة المباني القريبة واللافتات والشعارات والأشجار مع صور الأقمار الاصطناعية وصور الملفات.
ولم يتسن التحقق من التاريخ بشكل مستقل.
وأشار بيتر لايتون، الخبير في الدفاع والطيران في معهد جريفيث آسيا في أستراليا، إلى أنه من الصعب بشكل عام تطبيق تسميات مثل الجيل الخامس، والتي تشمل الطائرات الشبحية الحالية مثل F-22 و F-35 – على الطائرات الصينية، والتي غالباً ما تتضمن ميزات تصميم فريدة لا تظهر مرة أخرى أبداً.
وقالت كيلي جريكو، زميلة بارزة في مركز ستيمسون ومقره الولايات المتحدة، إن “الرحلات النهارية التي تقوم بها الصين للتصاميم الجديدة فوق المدن حيث يمكن رؤيتها بسهولة كانت غريبة”.
وقالت إنه قد يكون من “الأسهل على الصين أن تضاهي الولايات المتحدة في الطائرات بدلاً من المركبات غير المأهولة والصواريخ”.
وأضافت “بينما يناقش البنتاجون بنشاط مستقبل نظام الدفاع البحري الجديد من الصعب ألا نتساءل عما إذا كانت هذه محاولة من بكين للتأثير على هذا النقاش”.