لماذا تقف تركيا إلى جانب باكستان في حربها مع الهند.. تصريح ناري من أردوغان

تقف تركيا إلى جانب باكستان في النزاع الأخير مع الهند لأسباب متعددة، تتعلق بالدبلوماسية الإقليمية والمواقف السياسية المشتركة، بالإضافة إلى مخاوف من تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة.
وأدانت وزارة الخارجية التركية الهجمات الهندية على باكستان، وطالبت بإجراء تحقيق “شفاف ومحايد”. وأكدت تركيا ضرورة تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم لتجنب المزيد من التصعيد، مما يعكس دعمها للموقف الباكستاني الذي ينفي التورط في الهجوم .
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تضامن تركيا مع باكستان وترحم على مواطنيها الذين قتلوا في الهجوم الهندي.
وأكد أردوغان استعداد أنقرة لبذل ما بوسعها لمنع تصاعد التوتر بين باكستان والهند ومواصلة مساعيها الدبلوماسية.
وحذرت تركيا من أن الهجمات الهندية الأخيرة تشكل تهديدًا باندلاع “حرب شاملة” في المنطقة، خاصةً مع امتلاك البلدين أسلحة نووية. وأعربت عن قلقها من تصاعد المواجهات العسكرية، ودعت إلى “خفض التوتر” واستعادة الحوار بين الجانبين عبر قنوات دبلوماسية .
ويتسق الموقف التركي مع تاريخ العلاقات الوثيقة بين أنقرة وإسلام آباد. فتركيا وباكستان تربطهما شراكات في مجالات الدفاع والاقتصاد، كما تتبنى الدولتان مواقف متشابهة في قضايا إقليمية، مثل دعم القضية الفلسطينية وقضية كشمير .
وأشارت تركيا إلى أن التوتر في كشمير ليس مجرد نزاع حدودي، بل قضية ذات أبعاد استراتيجية تؤثر على الأمن المائي والجيوسياسي في جنوب آسيا. فباكستان تعتمد على مياه الأنهار المشتركة مع الهند، والتي قد تتحول إلى سبب لحروب مستقبلية، كما حذر وزير الدفاع الباكستاني . هذا التهديد الوجودي يجعَل تركيا تتعاطف مع الموقف الباكستاني.
ودعمت تركيا الجهود الدولية، مثل تلك التي تبذلها الولايات المتحدة وبريطانيا، لخفض التصعيد. لكنها في الوقت نفسه انتقدت الخطوات الأحادية الجانب التي تتخذها الهند، مثل تعليق معاهدة تقاسم مياه نهر السند، والتي وصفتها باكستان بـ”العمل الحربي” .
وأعربت تركيا عن قلقها إزاء الخسائر المدنية في باكستان نتيجة الهجمات الهندية، مثل الهجوم على مسجد أسفر عن مقتل 13 شخصًا . كما أن انتقادها لسياسات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والتي وصفتها بـ”اليمينية المتشددة”، يعكس مخاوف من سياسات قد تزيد الاحتقان الديني في كشمير ذات الأغلبية المسلمة .
موقف تركيا لا يعكس تحيزا مطلقا لباكستان بقدر ما هو تأكيد على ضرورة حل النزاعات عبر الحوار واحترام القانون الدولي. ومع ذلك، فإن العلاقات الاستراتيجية والتاريخية مع إسلام آباد، إلى جانب المخاوف من تصعيد نووي، تجعل أنقرة أكثر ميلا لدعم المطالب الباكستانية في هذه الأزمة.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية