الكربوهيدرات مثل الخبز والمكرونة والبطاطس، قد يكون لها نفس التأثير على مرض السكري، مما يزيد من خطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحية الخطيرة.
صحيح أن جسمنا مصمم للتعامل مع ارتفاعات السكر المعتدلة وغير المتكررة، والتي تؤدي في النهاية إلى مرض السكري، حيث يُفرز الأنسولين لامتصاص السكر الزائد وتهدئة الحالة، لكن ما نراه هو أن هذا ليس نادرًا.
وما يحدث هو أن الأنسولين يُفعّل بشكل متكرر لدرجة أن الخلايا تصبح أقل استجابة للأنسولين ولا تمتص الجلوكوز الزائد في الدم بكفاءة، والاستمرار في تناول الطعام يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، وهو ما يُصبح عندها مرض السكري من النوع الثاني.
من الطبيعي تمامًا أن ترتفع نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام ما يؤدي إلى مرض السكري، فلدى الأشخاص الأصحاء، فإن تناول وجبة، وخاصةً وجبة غنية بالكربوهيدرات، يُحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين لإعادة مستويات السكر في الدم إلى وضعها الطبيعي.
ما هو الأنسولين؟
والأنسولين هرمون يتحكم في مستويات السكر في الدم عن طريق إرسال إشارات إلى الخلايا لامتصاص الجلوكوز من مجرى الدم.
وارتفاع نسبة السكر في الدم لفترات طويلة يُشير أيضًا إلى الجسم؛ لبدء تخزين السكر على شكل دهون، مما يُسبب انسداد الشرايين، ويؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن والزهايمر وحتى العمى.
وبما أننا نُطلق على الجلوكوز الذي يشق طريقه في نظامنا الوعائي اسم “سكر الدم”، فمن السهل الاعتقاد بأن هذه الارتفاعات الضارة والانخفاضات اللاحقة ناتجة فقط عن الأطعمة الحلوة، لكن الكربوهيدرات التي تبدو بريئة هي عادةً السبب.
فيكفي أن أقول أن مجرى دمك بأكمله خمسة لترات منه مُصمّم لاستيعاب ملعقة صغيرة واحدة فقط من السكر، وهنا تُصبح حقيقة الملعقة الصغيرة صادمة، وقد تظنّ أنك ذكيٌّ بتجنبك السكر في شاي الصباح، لكن الأطعمة التي تتناولها طوال اليوم دون وعي هي في الواقع السبب الحقيقي.
ومن أجل تقليل ارتفاعات سكر الدم، فعليك بالقيام بما يلي:
أولًا: تقليل تناول الكربوهيدرات المُكررة، مثل المكرونة حيث تتحلل الكربوهيدرات الموجودة في المكرونة بسرعة نسبية في الأمعاء، مُطلقةً السكر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم لدى بعض الأشخاص.
ثانيًا: إذا لم تكن قادرًا على التخلي عنها، فتناول هذه الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مع الألياف.
والأطعمة التي تتحلل بسرعة هي الخبز والمعكرونة والأرز الأبيض، حيث يوجد إنزيم في فمك يُسمى الأميليز، والذي يُحلل هذه الكربوهيدرات إلى سكر قبل أن تخرج من فمك وتستمر في الجهاز الهضمي.
حل آخر يتمثل في تناول البروتين أو الدهون،؛يث أظهرت دراسات عديدة أن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين أو الدهون قبل الكربوهيدرات يمكن أن يقلل من استجابة سكر الدم.
فإذا كنت ستتناول وجبة غنية بالدهون والبروتينات والكربوهيدرات، فابدأ بالأطعمة الغنية بالألياف أولًا، مثل الخضراوات الورقية، ثم الدهون والبروتينات، وانتهي بالكربوهيدرات، سيؤدي هذا إلى خفض نصف ارتفاع السكر الذي كنت ستشعر به لو تناولت الكربوهيدرات أولًا.
ويتمتع الناس بتحكم أفضل في مستوى السكر في الدم صباحًا، وهنا يجب تقييد أوقات تناول الطعام وتجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرةً لتقليل ارتفاعه، وتعزيز فقدان الوزن، وإطالة العمر.
