“مراسي ريد” صفقة جديدة تثير الجدل حول سيادة الأراضي المصرية
أُعلن مؤخرًا عن مشروع ضخم جديد تحت اسم “مراسي ريد” في خليج سوما على البحر الأحمر، باستثمارات تصل إلى 20 مليار دولار، على مساحة تفوق 10 ملايين متر مربع. المشروع يجمع بين شركة إعمار الإماراتية، المملوكة لرجل الأعمال محمد العبار، ورجل الأعمال السعودي حسن الشربتلي، في ما يُروّج له كنقلة نوعية للاستثمار السياحي في مصر.
لكن خلف العناوين الوردية، تبرز تساؤلات مشروعة حول تفريط متسارع في أراضي مصر الساحلية، وتحويلها إلى خرائط استثمارية تُرسم بأيادٍ خارجية. فما بين مشروع “رأس الحكمة” سابقًا، و”رأس بناس” و”رأس جميلة” قبله، تتجه ملكية نقاط استراتيجية على البحرين الأحمر والمتوسط إلى مستثمرين أجانب، أغلبهم من الإمارات والسعودية، في مواقع مجاورة لمطارات وموانئ وقواعد عسكرية.
النظام المصري يرى أن هذه الصفقات تمثل شريان حياة للاقتصاد المتعثر، ويضعها في خانة “أكبر الاستثمارات الأجنبية المباشرة”، لكن الواقع الاقتصادي بعد تلك المشاريع لم يشهد انفراجة حقيقية: الأسعار في ارتفاع، والديون في تفاقم، وأراضٍ تنتزع من أصحابها بحجة التعويض.
المراقبون يحذّرون من أن ما يجري ليس مجرد استثمار عقاري أو سياحي، بل إعادة رسم لخريطة النفوذ الإقليمي، تلعب فيه الإمارات دور الواجهة، بينما تُباع أراضي مصر تدريجيًا تحت شعار “تحيا مصر”.