على مدار عامين تحارب إسرائيل على جبهات عدة، غزة ولبنان واليمن وإيران، واستخدمت طوال تلك الفترة قسماً كبيراً من قدراتها البرية والجوية بكثافة، لكن رغم تنوع الجبهات إلا أن الدور الذي يلعبه سلاح البحرية، ظل بعيداً عن الضوء بشكلٍ كبير.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، في تقرير، بأن نطاق عمليات القوات البحرية الإسرائيلية تضاعف 4 مرات منذ 7 أكتوبر 2023، كما شاركت البحرية في صد الهجمات الجوية والصاروخية عبر نظم الدفاع الجوي المتكاملة في سفنها على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وتمثل البحرية الإسرائيلية الضلع الثالث في الثالوث النووي الذي تملكه تل أبيب دون أن تعترف بامتلاكه رسمياً، إذ أن لديها قدرات عسكرية بحرية، تمكنها من استهداف دائرة واسعة من الدول في دائرة قطرها ربما يتجاوز 1500 كيلومتر، ما يعني كافة الدول العربية المحيطة وإيران، فما هي طبيعة القوة البحرية الإسرائيلية، وما هي أخطر الأسلحة التي تملكها؟
هيكل البحرية الإسرائيلية.. التكنولوجيا هي الأساس
يمثل سلاح البحرية الإسرائيلي أحد أذرع الجيش الإسرائيلي الثلاثة، ويصف نفسه على موقعه الرسمي بأنه “حامي الحدود في الساحة البحرية، المسؤول عن أمن الموانئ، وضمان حرية الملاحة، والدفاع عن المناطق الاقتصادية، وتنفيذ عمليات هجومية عند الحاجة”.
ورغم المساحة الصغيرة التي تمثلها السواحل الإسرائيلية مقارنة بجيرانها على البحرين الأبيض والأحمر، إلا أن السر الرئيس الذي يعتمد عليه سلاح البحرية الإسرائيلي، هو تعويض هذا الفارق الجغرافي، بالقدرات التقنية المصنعة محلياً، أو المنقولة من كبرى الترسانات البحرية العالمية.
وتتكون البحرية الإسرائيلية من 5 أقسام متكاملة، هي أسطول السفن السطحية، ويضم زوارق الصواريخ الثقيلة، والسفن الحربية بأنواعها.
ويتولى الأسطول الذي يعمل في البحرين المتوسط والأحمر مهمة تأمين خطوط الملاحة من وإلى إسرائيل، ومواجهة التهديدات.
وتملك إسرائيل سفناً لمهام الدفاع الجوي وكشف التهديدات، كما تمتلك أسطولاً من الغواصات المتقدمة التي يتميز بعضها بقدرات ضرب صواريخ نووية، كما تمتلك وحدات كوماندوز عالية التدريب تحمل اسم “شاييطت 13” وهي وحدة الكوماندوز البحري الأشد سرية في إسرائيل، وهي قوات متخصصة في العمليات الخاصة، تجمع بين قدرات الغوص القتالي، والاقتحام البحري والعمليات البرية خلف الخطوط.
لكن تل أبيب لا تملك حاملات طائرات أو حاملات مروحيات أو مسيرات، أو مدمرات، وتركز بشكل كامل على التكنولوجيا خاصة في مجال الصواريخ البحرية، وقدرات الغواصات التي تملكها، بما يجعلها منظومة بحرية متكاملة.
صناعات عسكرية بحرية متقدمة
تملك إسرائيل رصيداً كبيراً من التعاون التقني ونقل التكنولوجيا والتصنيع العسكري البحري، فلديها تعاون طويل مع بريطانيا، والولايات المتحدة، وألمانيا، والهند، وإيطاليا، في مجال التصنيع.
وأفادت مجلة SPS naval forces بأن الصناعة البحرية الإسرائيلية تهدف بشكل أساسي لتلبية احتياجات الجيش الإسرائيلي من السلاح، مع تصدير بعض القطع والذخائر، فضلاً عن النشاط الكبير في تكنولوجيا الملاحة وتقنيات الحماية والاستخبارات والاستطلاع سواء على السطح أو في الأعماق.
وأضافت أن إسرائيل لديها بالفعل أحواض بناء السفن بما في ذلك السفن البحرية التجارية، فضلاً عن وجود صناعات داعمة مثل شركة “رامتا” التي تصنع زوارق الهجوم السريع من طراز Dvora والتي حصلت عليها البحرية الهندية.
وأشارت المجلة إلى امتلاك إسرائيل أنظمة مضادة للسفن، وأنظمة الدفاع الجوي القائمة على السفن، والأنظمة غير المأهولة تحت الماء، وأجهزة الاستشعار البحرية، والطائرات البحرية دون طيار وغيرها.
وذكر موقع GFP، أن إسرائيل تمتلك نحو 67 من الأصول البحرية، بينها 7 سفن طرادات والتي تعتبر وحدة بحرية أصغر حجماً من الفرقاطة، و5 غواصات، و45 من السفن السطحية الدورية، وسط غياب لحاملات الطائرات بأنواعها والمدمرات.
“ساعر-6”.. أخطر القطع البحرية الإسرائيلية
تحمل غالبية قطع السطح الإسرائيلية، مسمى “ساعر”، وهي كلمة عبرية تعني العاصفة، وتستخدم للإشارة إلى زوارق الصواريخ الثقيلة والكورفيتات المدعومة بالصواريخ، وهي تشكل العمود الفقري للسفن القتالية الإسرائيلية.
بدأت سلسلة ساعر في البحرية الإسرائيلية منذ الخمسينيات، بالسفن من طراز ساعر -1 وهي سفن ألمانية مع تعديلات أجرتها إسرائيل عليها، تلتها ساعر-2 التي خرجت هي الأخرى من الخدمة، وكانت ألمانية أيضاً.
وشاركت سفن ساعر -3 في حرب 1973، ثم بدأت رحلة التصنيع الخالص في الثمانينيات بساعر -4، ثم ساعر 4.5 الإسرائيلية، ولا تزال في الخدمة، ثم شاركت شركة لوكهيد مارتن الأميركية في بناء كورفيت ساعر -5 في التسعينيات ولا تزال في الخدمة.
أما أكثر القطع البحرية الإسرائيلية خطورة فهي ساعر -6، وهي سفينة كورفيت حديثة جرى تصنيعها في ألمانيا بتصميم إسرائيلي، وبمواصفات فائقة سرية، وتعتبر أكبر وأحدث سفن السطح في البحرية الإسرائيلية، وتستخدمها تل أبيب في تأمين حقول الغاز وفي المهام البعيدة.
بدأت إسرائيل استلام سلسلة سفن ساعر-6 من ألمانيا في 2020، كسفن قتال جرى بنائها في مدينة كييل الألمانية، مع تركيب أنظمة تكنولوجية خاصة بالجيش الإسرائيلي بعد وصولها.
وذكر تقرير لصحيفة Times of Israel، أنه عند تسليم طراد “ساعر 6” للمرة الأولى أواخر عام 2020، كانت السفن قادرة بشكل أساسي على الإبحار فقط، قبل أن يتم تجهيزها بأجهزة استشعار وأسلحة وأنظمة اتصالات متقدمة.
وأعلن موقع الجيش الإسرائيلي، أنه قبل نحو 5 سنوات من استلام أول سفينة “ساعر 6″، سافر 10 مهندسين يعملون في البحرية الإسرائيلية إلى ألمانيا للمشاركة في مشروع خاص، وكانت مهمتهم الرئيسية العودة إلى إسرائيل بسفن صواريخ جديدة دورها حماية الأصول البحرية الإستراتيجية لإسرائيل.
وتعتبر ساعر -6 أقوى قطع السطح البحرية الإسرائيلية، إذ تضم رادار MF-STAR وهو رادار إسرائيلي الصنع متعدد المهام، يستطيع رصد وتتبع الأهداف الجوية والبحرية في وقتٍ واحد.
وتملك السفينة منظومة Barak-8 للدفاع الجوي على مدى يبلغ 70 كيلومتر، مع صواريخ أرض – أرض من نوع Gabriel V وهي صواريخ ثقيلة تستطيع تحييد وإغراق السفن من مسافات بعيدة وآمنة تماماً.
فضلاً عن ذلك، تملك السفينة أنظمة تشويش فائقة للتجسس على السفن، وكشف الغواصات والتشويش على اتصالات وأسلحة القطع المعادية، وإصابتها بالشلل.
وتحمل كل سفينة من سفن ساعر -6، نحو 40 صاروخ أرض – جو بحري من طراز باراك 8 لاعتراض وتدمير جميع أنواع التهديدات المحمولة جواً مثل الصواريخ المضادة للسفن، وصواريخ كروز، والطائرات المقاتلة، والمروحيات، والأنظمة الجوية دون طيار، كما يتم تركيب نظامين دفاعيين C-Dome على مقدمة السفينة لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية.
وتزود إسرائيل قسم القوس الأمامي بالطراد بمدفعOto Melara 76mm Super Rapid، والذي يوفر معدل إطلاق نار عالياً ضد الأهداف الجوية والسطحية.
وزودت البحرية السفن أيضاً بـ 16 صاروخاً مضاداً للسفن مثل Gabriel وRGM-84 Harpoon وRBS-15 Mk 3 لمهاجمة سفن وقوارب العدو.
ويشمل التسلح قاذفتي طوربيد MK54 Lightweight Torpedo ومحطتين للأسلحة عن بعد من طراز Rafael Typhoon 30.
وجرى تدعيم ساعر 6 بنظام دفع مشترك يعمل بالديزل، لإبقاء السفن طافية في البحر لفترة طويلة.
وتبلغ السرعة القصوى للطرادات نحو 26 كيلومتراً في الساعة وستكون قادرة على الوصول إلى مسافة قصوى تبلغ 2500 ميل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه زود أنظمة مضادة للصواريخ، واعتراض عال المسار تعتمد على أنظمة رادار “أدير”.
وتستطيع السفينة الإسرائيلية العمل لعدة مهام في الوقت نفسه، فهي تقوم تتولى عمليات الدفاع الساحلي، وتأمين الأصول الاستراتيجية البحرية (مثل حقول الغاز)، كما يمكنها أداء مهام مكافحة الغواصات والتصدي للهجمات السريعة وأداء دور فعال في الدفاع الجوي، وأيضاً تقديم دعم قتالي مستمر لسفن أخرى وحتى للطائرات دون طيار.
الغواصات الإسرائيلية.. ذراع نووية طويلة المدى
حصلت إسرائيل لأول مرة على غواصتين بريطانيتين من الفئة S في أواخر الخمسينيات، لتكون نواة أسطول الغواصات الإسرائيلي الذي توسع بعد ذلك بشكل كبير.
وتعتبر الغواصات الألمانية من طراز دولفين، المعدلة خصيصاً لصالح البحرية الإسرائيلي، هي الذراع البحرية الأطول مدى في كل الترسانة الإسرائيلي، وبين عامي 1999 و2000 أعلنت إسرائيل تشغيل 3 غواصات من طراز “دولفين”.
وتسلمت البحرية الإسرائيلية الغواصتين الرابعة والخامسة، اللتين جرى الاتفاق عليهما في عام 2006، هما غواصتين متطورتين من طراز دولفين، مجهزتين بأنظمة دفع هوائية مستقلة.
وأفاد موقع NTI، بأن الغواصات الإسرائيلية جرى تجهيزها لحمل صواريخ مزودة برؤوس نووية حتى تتمكن من الحفاظ على خيار الضربة الثانية، وهو خيار يعني احتمال الضربة النووية الأولى، والقدرة على الرد رغم تدمير باقي أصول الثالوث النووي ونجاة القطع البحرية.
ورفضت الحكومة الألمانية التعليق على تعديل الغواصات من طراز “دولفين” التي سلمتها إلى إسرائيل لتناسبها صواريخ كروز مسلحة برؤوس نووية.
وذكر مسؤولون ألمان، مثل الرئيس السابق لهيئة تخطيط السياسات في وزارة الدفاع الألمانية هانز رول، أن بلاده افترضت أن إسرائيل تعتزم تجهيز الغواصات بأسلحة نووية.
ورصد مسؤولون سابقون في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين، في يونيو 2002، تجارب صاروخية إسرائيلية في المحيط الهندي باستخدام غواصات من طراز “دولفين” مجهزة بصواريخ كروز ذات قدرة نووية، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي.
ورغم التفوق التقني الهائل للغواصة الألمانية المعدلة، إلا أن سلاحاً على متنها قد يغير قواعد اللعبة بالكامل.
إذ تحمل الغواصات من طراز دولفين النسخة البحرية من صواريخ Popeye الإسرائيلي، وهي صواريخ في الأصل جو- أرض، تنتجها إسرائيل بأكثر من مدى، لكن النسخ البحرية المصممة للغواصات تتمتع بمدى هائل يصل إلى 1500 كيلومتر، وهو ما يجعل الصاروخ واحداً من أكبر القدرات البحرية الإسرائيلية على الإطلاق، ويعتبر الصاروخ أكثر أسلحة إسرائيل البحرية حساسية وسرية.
Dakar.. غواصة الجيل التالي الإسرائيلية
تبرز الغواصة الإسرائيلية Dakar من الجيل التالي، التي تطورها ألمانيا، بواسطة ThyssenKrupp Marine Systems، بقدراتها المختلفة تماماً عن غواصات “دولفين” الموجودة في الخدمة حالياً.
وقال موقع TWZ، إن هناك تكهنات متزايدة بأن غواصات داكار من الجيل التالي سيكون لديها نظام إطلاق عمودي – VLS، لافتاً إلى أن هذه الميزة لا تزال نادرة للغاية في الغواصات التي تعمل بالطاقة التقليدية وستكون بمثابة تطور جديد للبحرية الإسرائيلية، ما يوفر قدرة هجومية إضافية كبيرة.
وتوصلت وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى اتفاق مع شركة ThyssenKrupp Marine Systems، لبيع 3 غواصات من فئة Dakar.
وستحل الغواصات الثلاث من طراز Dakar من الجيل التالي محل الدفعة الأولى للبحرية الإسرائيلية المكونة من 3 غواصات من طراز “دولفين”، والتي جرى بناؤها في ألمانيا أيضاً، وتشغيلها بين عامي 1999 و2000، ومن المقرر بناء الشريحة الجديدة من الغواصات في مدينة كيل، شمال ألمانيا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة TKMS، رولف فيرتز، في بيان، أوائل العام الماضي، إن الفئة الجديدة من الغواصات ستزود إسرائيل بالقدرات الأكثر تقدماً، استناداً إلى تكنولوجيا مبتكرة ومتطورة.
وتصف الشركة المصنعة فئة Dakar بأنها “تصميم جديد تماماً، سيتم تطويره خصيصاً لتلبية المتطلبات التشغيلية للبحرية الإسرائيلية”.
وأكد TWZ، أن احتفاظ الغواصة داكار من الجيل التالي بشراع كبير، ربما يرجع إلى إيواء صواريخ أكبر.
ولن تكون Dakar أول غواصة تعمل بالطاقة التقليدية تحصل على قدرة الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات.
وأكد TWZ، أنه باستخدام أنابيب الطوربيد الخاصة بها، يُعتقد أن بعض الغواصات الحالية من طراز “دولفين” على الأقل قادرة على إطلاق صواريخ كروز Popeye Turbo التي يمكنها حمل رؤوس حربية نووية.
ويرجح أن تتمتع فئة Dakar بقدرة مماثلة، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر حالياً على أن إسرائيل تعمل على صاروخ جديد من الغواصات، سواء كان نووياً أو مسلحاً بشكل تقليدي.
ويعتقد أيضاً أن يتم النظر إلى أدوار ومهام فئة داكار بشكل مختلف بعض الشيء عن الغواصات البحرية الإسرائيلية الأقدم بشكل عام، بسبب اهتمام تل أبيب المتزايد بالقدرة على إبراز القوة البحرية أبعد من شواطئها.
ويبدو أن فئة Dakar تتمتع بنوع من قدرة VLS (نظام إطلاق عامودي)، كوسيلة لزيادة سعة المخزن الإجمالية، بالإضافة إلى تقديم إمكانية حمل صواريخ جديدة وأكثر تقدماً من شأنها أن تحل محل Popeye Turbo في كل من الطرازين التقليديين.
دراكون.. أضخم غواصات إسرائيل
أعلنت البحرية الإسرائيلية، أنه تم إطلاق أحدث الغواصات لديها فئة INS Drakon، في مدينة كيل الألمانية، بحسب موقع Naval News.
وتعتبر دراكون نسخة مختلفة من فئة Dolphin-II الناجحة، وهي أكبر من أي غواصة إسرائيلية سابقة، ولديها شراع عملاق، لاستيعاب الصواريخ الجديدة المتقدمة.
وأفاد موقع TWZ، بأن الغواصة دراكون تعمل كجسر بين فئة دولفين وفئة داكار من الجيل التالي الجديدة كلياً.
وتحتفظ Dolphin-II بالفعل بهيكل مطول مقارنةً بـ Dolphin-I الأصلية لاحتوائها على أنظمة دفع هوائية مستقلة – AIP.
ويرجح أن يكون فئة داكار من الجيل التالي بنفس طول فئة دراكون تقريباً، وتتميز بشراع مطول مماثل.
وذكر موقع Naval News، المتخصص في أنظمة الدفاع البحرية، أنه من المرجح أن تكون الغواصة أطول، وتتميز بنظام إطلاق عمودي.
وتشير التقديرات التقريبية إلى أن الهيكل الأطول والشراع يضيفان مساحة يبلغ عرضها حوالي 2 متر وطولها 4 أمتار وعمقها يصل إلى 11 متراً، ما يجعله يستوعب صومعتين كبيرتين للصواريخ، أو على الأرجح من 4 إلى 8 مخازن أصغر.
واعتبر تقرير للموقع المتخصص، أنه “من المنطقي أيضاً أن يكون لديها حيز لإضافة أسلحة نووية”.
ورغم أن الشراع الكبير يشير إلى القدرات النووية، إلا أنه ربما يجري استخدامه لمعدات القوات الخاصة، أو استغلال المساحة كحظيرة للمركبات ذاتية التحكم تحت الماء، أو المركبات الجوية غير المأهولة، أو حتى إطلاق ذخائر جوالة، أو غواصات الإنقاذ، وحسب الموقع تظل الفرضية الأكثر ترجيحاً للشراع الكبير هي وجود الصواريخ.
وتسمح أنابيب الصواريخ في الهيكل أسفل الشراع بوضع صواريخ أطول بكثير مما لو كان يفترض وضعها تحت غلاف سطح الغواصة، ويضيف الشراع عدة أمتار إلى طوله المحتمل، على الرغم من أنه لا يزال من الضروري أخذ الوزن وثبات القطعة البحرية خلال العمل في الاعتبار.
ورغم وجود الصواريخ الجديدة في الشراع، إلا أنه لا تزال الغواصة تتمتع بأربعة أنابيب طوربيد إضافية في مقدمتها، وقد يتسبب وجود أنابيب الطوربيد لصواريخ كروز المسلحة نوويا وأنابيب الإطلاق العمودية بمفاجئة المحللين.
ورجح التقرير، ألا تكون الأسلحة الجديدة جاهزة إلا بعد دخول الغواصة الخدمة، وربما يتم استخدام دراكون لاختبار الصواريخ الجديدة، بينما يؤدي الاحتفاظ بأنابيب الطوربيد إلى السماح باستمرار الردع النووي.
ويحتمل أن تكون إحدى المجموعتين من الصواريخ مسلحة تقليدياً والأخرى مزودة برؤوس نووية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسمح بمهام الهجوم مع الحفاظ على الردع النووي.
وقد يستغرق الأمر بعض الوقت، وربما سنوات، لفك رموز قدرات الغواصة الإسرائيلية الأحدث.
وتحافظ البحرية الإسرائيلية على سرية العديد من خصائص غواصاتها الحالية.
صاروخ Popeye.. اليد القاتلة
رغم أن بدايته كانت في الثمانينات، إذ طورت إسرائيل بمساعدة أميركية صاروخ Popeye بمدى يتراوح بين 75 إلى 90 كيلومتراً، كصاروخ جو- أرض، إلا أن الشركات الإسرائيلية سارعت لتطوير هذا الصاروخ لزيادة المدى وقدرات التدمير مع تنوع النسخ.
وتمتلك إسرائيل نسخة بعيدة المدى من هذا الصاروخ، وهي Popeye Turbo، قادرة على حمل رؤوس نووية، ويتمتع بمدى يصل إلى 1500 كيلومتر، بحسب موقع Missile Threat.
وفي مايو 2000 أجرت إسرائيل سراً أول تجربة لإطلاق صواريخ كروز قادرة على حمل رؤوس نووية من غواصتين ألمانيتي الصنع من طراز دولفين، وفق اتحاد العلماء الأميركيين FAS.
وحسب تقارير إعلامية فإن الصواريخ التي أُطلقت من سفن قبالة سواحل سريلانكا في المحيط الهندي أصابت هدفاً على بُعد حوالي 1500 كيلومتر.
وأفادت تقارير بأن إسرائيل تمتلك رأساً نووياً يزن 200 كيلوجرام، ويحتوي على 6 كيلوجرامات من البلوتونيوم، ويمكن تركيبه على صواريخ كروز.
ورغم التكتم الشديد على النسخة الأطول مدى من الصاروخ الإسرائيلي Popeye Turbo، إلا أن تقارير مراقبين عسكريين ترجح أنه يعمل بمحرك نفاث توربيني، وقد يتضمن إلكترونيات طيران ومكونات أخرى مُطورة لسلسلة صواريخ Popeye.
وأفاد موقع national security journal الأميركي المتخصص في شؤون الدفاع والأمن القومي، في تقرير، بأن إسرائيل تسلح غواصات دولفين بالصاروخ نفسه، مع مدى يصل إلى 1500 كيلومتر، وهو ما يوفر لها قدرات فائقة.
واعتبر التقرير أن نشر الصاروخ يعني “أنه حتى في حال تعرضت إسرائيل لضربة أولى مدمّرة، فإنها ستظل تحتفظ بقدرة الرد النووي من غواصاتها”.
وأضاف: “يُعتقد أن هذه القدرة تتحقق من خلال نشر صواريخ كروز بعيدة المدى، مثل صاروخ Popeye Turbo، التي يمكن إطلاقها من أنابيب الإطلاق بقياس 650 ملم في الغواصات، ويُعتقد أن مدى هذه الصواريخ يتجاوز 1500 كيلومتر، ويمكنها حمل رؤوس نووية، رغم أنه لم يتم تأكيد ذلك رسمياً حتى الآن”.
ولم تعلن البحرية الإسرائيلية رسمياً، عن تفاصيل الصاروخ، كما تفرض رقابة عسكرية على ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الصاروخ أو الغواصات “لدواعي الأمن القومي”.
شايطيت 13.. المارينز الإسرائيلي
تعتبر وحدة القوات الخاصة الإسرائيلية “شايطيت 13” وحدة كوماندوز بحرية تعمل في البحر والبر والجو في مجموعة متنوعة من الأنشطة الجريئة والخاصة، بحسب موقع الجيش الإسرائيلي.
وتشارك الوحدة في أنشطة عملياتية مختلفة، بما في ذلك إلحاق أضرار استراتيجية بالبنى التحتية البحرية للعدو، فضلاً عن جمع معلومات استخباراتية عالية الجودة عن عمليات العدو.
وتجمع الخدمة في الوحدة بين التدريب الشامل والطويل للمشاة والتخصص في الحرب البحرية والغوص وتشغيل السفن الخاصة، وتتطلب فرق القتال في الوحدة اكتساب مهارات وتدريبات متنوعة لتنفيذ مهامها، ولذلك يكون تدريبها طويلاً وشاملاً.
ويتخصص المقاتلون في قتال المشاة، ومكافحة الإرهاب، وحرب العصابات، والقفز المظلي العملياتي، وأساليب الهجوم البحري.
وتشكلت هذه الوحدة عام 1949، ويوصف المنتسبين لها بـ “الجنود الصامتين”، حسب التقارير الإسرائيلية.
وأفاد موقع Combat Operators، بأن وحدات مشاة البحرية الخاصة الإسرائيلية، مُدربة على أسلحة متنوعة، بما في ذلك مسدسات جلوك، وبنادق كاربين M4، وبنادق CTAR-21، وبنادق قنص M24 وSR-25، ورشاشات نيجيف، وغيرها من الأسلحة الغربية الحديثة.
ويعتبر التسليح الشخصي القياسي للقوات الخاصة الإسرائيلية هو بندقية هجومية أميركية مُعدلة من طراز M16 CAR-15، وغالباً ما تُرفق بقاذفة قنابل M203.
واستخدمت البحرية الإسرائيلية قواتها الخاصة عدة مرات في حروبها المتعددة، خاصة على جبهات لبنان وسوريا، إذ تولت مهام القبض على المطلوبين وزرع الألغام وتفجير الجسور واستهداف مخازن الأسلحة ومحطات الدفاع الجوي والساحلي.