أوضح قائد “قوات شيخ الكرامة”، ليث البلعوس، موقفه من الأحداث التي تشهدها محافظة السويداء، جنوبي سوريا، بعد ثمانية أيام من العنف والاشتباكات والانتهاكات المتبادلة.
وحمّل البلعوس، ما أسماه “الطرف الآخر” المسؤولية، في إشارة إلى الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، وعزا السبب إلى انفراد الأخير بالقرار ورفض الحوار.
واتهمه باختيار السلاح وتنفيذ أجندات خارجية، في إشارة إلى إسرائيل.
ليث البلعوس هو قائد “قوات شيخ الكرامة” وهو نجل مؤسس “حركة رجال الكرامة” أحد أبرز الفصائل في السويداء، وكان له دور في التنسيق بين الحكومة السورية وقيادات ووجهاء في السويداء، إلا أن نشاطه واجه اعتراضًا من أطراف أخرى، أبرزها الفصائل الموالية للشيخ الهجري.
وقال البلعوس، إنه تواصل مع كل الأطراف المعنية، من الدولة والعشائر والقوى الوطنية وحتى من “حمل السلاح في لحظة غضب” مؤكدًا على مطالبه بدولة قانون ومؤسسات “لا تسحق الكرامة ولا تصمت على فوضى”، وفق تعبيره.
وأضاف في تسجيل مصور، بثته قناة “الإخبارية” الرسمية اليوم، الاثنين 21 من تموز، “نعرف أن صوتنا قد لا يرضي الجميع وأننا سندفع ثمنًا باهظًا لوقوفنا في المنتصف، نحاول جمع الشظايا وترميم البيت دون أن ننجر إلى الدم أو نخضع إلى الابتزاز أو نساوم على المبدأ، لكننا لم نتراجع حتى حين هددنا ووقفنا صامدين، لا عن ضعف بل عن حكمة”.
كما دعا القيادي من الطائفة الدرزية إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات من كل الجهات، مشددًا على أن يأخذ القانون مجراه.
ودعا السياسيين إلى فتح أبواب التفاهم ونبذ العنف وحماية المدنيين ممن يستهدفهم تحت أي ذريعة.
كما هاجم ما أسماه صمت المجتمع الدولي، وقال إن تردده في اتخاذ إجراءات فاعلة لن يفسّر إلا كتشجيع ضمني للفوضى والانقسام، داعيًا إلى تحمل مسؤولياته، والعمل بما يمليه ميثاق الأمم المتحدة وصونًا لحماية الشعوب والدول.
“رجال الكرامة”: لا يمثلنا
نفت “حركة رجال الكرمة” انتماء البلعوس إلى صفوفها، وقالت إنه ليس من صفوف الحركة منذ عام 2016 وتصريحاته لا تمثلها، مؤكدة موقفها المناهض للحكومة.
تعد “حركة رجال الكرامة” أبرز الفصائل المحلية في السويداء، أسسها الشيخ وحيد البلعوس عام 2013.
ولعبت الحركة خلال قيادة البلعوس دورًا كبيرًا في إخراج السويداء من التوترات الأمنية التي عاشتها المنطقة حينها، وحمت الملاحقين من قبل النظام السابق للخدمة الإلزامية، وأمنت انشقاق جنود في جيش النظام السابق.
وكان الشيخ وحيد يصرح بمعارضته للنظام، إلى أن اغتيل في أيلول 2015، دون أن تعرف الجهة التي اغتالته.
عيّنت الحركة شقيقه رأفت البلعوس، الذي أصيب في تفجير اغتيال شقيقه أيضًا، قائدًا جديدًا للحركة، وفي شباط 2017 عينت “الحركة” الشيخ يحيى الحجار، بسبب حالة رأفت البلعوس الصحية.
شهدت الحركة عدة انشقاقات أدت إلى ظهور حركة “شيخ الكرامة”، وذلك بعد خلافات مع قائد “رجال الكرامة”، الشيخ يحيى الحجار، على خلفية مواقف الطرفين من النظام السوري السابق.
وشكل ليث وفهد أبناء الشيخ وحيد البلعوس “قوات شيخ الكرامة” بعد انشقاقهما عن الحركة.
وتأتي تصريحات ليث البلعوس بعد ثمانية أيام على اندلاع أحداث دامية، اندلعت عقب عمليات خطف متبادل بين عشائر البدو المقيمة في السويداء، وفصائل محلية ذات طابع درزي، ما تطور إلى اشتباكات بين الطرفين.
ودخلت وزارتا الدفاع والداخلية عقب الاشتباكات لفض النزاع بين الطرفين، في 14 من تموز الحالي، وتزامن مع دخولهما أنباء عن انتهاكات من الجهات الحكومية بحق مدنيين، ما أدى إلى هجوم مضاد من الفصائل.
ودخلت إسرائيل على خط المواجهة لتقصف النقاط الحكومية الموجودة داخل السويداء وخارجها، أبرزها مقر الأركان في العاصمة دمشق، ما اضطر الأخيرة لعقد اتفاق مع الفصائل وانسحابها من السويداء.
أعقب خروج القوات الحكومية انتهاكات وحوادث قتل بحق المكون البدوي في السويداء من قبل فصائل محلية، الأمر الذي أسفر عن موجة غضب لدى الأوساط العشائرية، ترجم إلى هجوم واسع من مقاتلين من الأخيرة.
وتشهد المدينة هدوءًا حذرًا بعد عقد اتفاقية وقف إطلاق نار، وإخراج عوائل بدوية محتجزة في المدينة.
ووثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 558 شخصًا وإصابة أكثر من 783 آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين 13 و21 من تموز الحالي.
تقرير حقوقي يوثق مقتل 558 سوريًا في السويداء
مرتبط
المصدر: عنب بلدي