في ظل المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن خيوط شبكة معقدة تقف خلف مؤسسة تحمل اسمًا يوحي بالعطاء: “مؤسسة غزة الإنسانية”. لكن ما بدا كمبادرة إنسانية، ليس إلا مشروعًا سياسيًاأمنيًا تقوده أطراف إسرائيلية وأمريكية، بعيدًا عن رقابة الأمم المتحدة.
وبحسب التحقيق، تقف خلف المؤسسة شركات استثمارية وأمنية كبرى، تسعى لتأسيس نظام بديل لتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، يخدم أجندات أمنية ويقصي المنظمات الدولية. عمليات المؤسسة بدأت في مايو، بتوزيع وجبات محدودة، فيما تُرك آلاف الفلسطينيين أمام مراكز فارغة.
تقرير الصحيفة يشير إلى دعم مالي ضخم وصل إلى 130 مليون دولار من مصادر غامضة، بعضها يعود لفترة إدارة ترامب. ويُطرح المشروع كامتداد لـ”صفقة القرن”، بمشاركة رمزية لأسماء سياسية بارزة مثل توني بلير وديفيد بيزلي، وسط انسحاب بعض الشركاء بعد اتضاح طبيعة المبادرة.
تحذيرات أممية تتصاعد من “تسييس الإغاثة” وتحويلها إلى وسيلة ضغط، في وقت يُجبر فيه المدنيون على المجازفة بحياتهم من أجل رزمة مؤن. تحقيق “واشنطن بوست” يطرح سؤالًا جوهريًا: هل باتت المعونة سلاحًا جديدًا في يد الاحتلال؟