قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الاثنين، إن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام في بلاده عبر نشر قوات بحرية في منطقة البحر الكاريبي.

وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا في الأسابيع القليلة الماضية وسط تعزيزات كبيرة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الكاريبي والمياه القريبة. ويقول مسؤولون أميركيون إن هذا التحرك يهدف إلى التصدي للتهديدات من عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية.

وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب القضاء على عصابات المخدرات هدفاً أساسياً لإدارته في إطار جهود أوسع تهدف إلى الحد من الهجرة وتأمين الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

“مسالمون لكننا مستعدون” 

لكن مادورو ووزير الداخلية ديوسدادو كابيلو ومسؤولين آخرين قالوا إن الولايات المتحدة تهدد بلادهم، وإن هذا التعزيز يأتي في إطار مساعي لتبرير التدخل ضدهم.

وقال مادورو خلال مؤتمر صحافي حضره مسؤولون وقادة عسكريون كبار في كراكاس “يسعون إلى تغيير النظام من خلال التهديد العسكري”، وهو التعليق ذاته الذي أدلى به ممثل فنزويلا لدى الأمم المتحدة الأسبوع الماضي.

وأضاف “تواجه فنزويلا أكبر تهديد تشهده قارتنا منذ 100 عام.. لم نشهد وضعاً كهذا من قبل”.

ووصف مادورو بلاده بأنها “مسالمة” لكنها لن ترضخ للتهديدات. مضيفاً أن الجيش الفنزويلي “على أهبة الاستعداد”.

وسخرت الحكومة الفنزويلية من تأكيدات الولايات المتحدة بأن البلاد وقيادتها طرف رئيسي في تجارة المخدرات على الساحة الدولية.

وكان ترمب، قد أمر وزارة الدفاع “البنتاجون”، بإرسال ثلاث سفن حربية لاعتراض عصابات المخدرات قبالة سواحل أميركا الجنوبية، بما في ذلك بالقرب من فنزويلا، ما يزيد من حدة المواجهة الأميركية مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

“اعتراض شحنات المخدرات”

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن المدمرات المزودة بصواريخ موجهة ستتمتع بسلطة اعتراض شحنات المخدرات، ما يمنح البحرية مهمة مباشرة لمكافحة المخدرات في أميركا اللاتينية، بدلاً من دورها المعتاد في دعم خفر السواحل.

وستبدأ مدمرات “أرلي بيرك- يو إس إس جيسون دونهام”، و”يو إس إس سامبسون”، و”يو إس إس جريفلي”، التي شاركت في عمليات اعتراض الصواريخ بالبحر الأحمر، مهامها هناك بمجرد توقيع وزير الدفاع بيت هيجسيث على الأمر، وفقاً للصحيفة.

وقال الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي كان قائداً سابقاً للقيادة الجنوبية الأميركية والقيادة الأميركية الأوروبية إنه “بالنسبة لعمليات مكافحة المخدرات البحتة، فإن مدمرات إيجيس التي تبلغ كلفتها مليارات الدولارات مبالغ فيها، إذ أن سفن خفر السواحل ستكون كافية”.

وأضاف أنه كـ”رسالة إلى نيكولاس مادورو، فإن وصول عشرات صواريخ توماهوك، القادرة على قصف الساحل، وألف بحار من البحرية، وقدرات جمع المعلومات الاستخبارية، إلى مياهه هو أمر بالغ الأهمية”.

وتنشر وزارة الدفاع الأميركية عادة أصولاً عسكرية لدعم خفر السواحل الذي يعترض مهربي المخدرات في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي قبالة سواحل كولومبيا وفنزويلا، إلّا أن أفراد البحرية الأميركية وسلاح مشاة البحرية عادةً ما كانوا يؤدون دوراً داعماً.

وتأتي هذه الخطوة، بعد أن وجه الرئيس الأميركي البنتاجون في أغسطس الماضي، لإعداد خيارات لاستخدام القوة العسكرية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية، التي صنّفها “منظمات إرهابية أجنبية” في أمر تنفيذي صدر في يناير الماضي.

شاركها.