جاء الإعلان عن مصرع محمد علي الحداد، رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، بعد سقوط طائرة خاصة كانت تقله، ووفداً مرافقاً له، في طريقة عودته من تركيا، ليثير تساؤلات حول هوية الرجل وأهميته في المشهد الليبي.
ونعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المقالة من البرلمان، عبدالحميد الدبيبة، مساء الثلاثاء، رئيس أركان قواته محمد الحداد، بعد إعلان تركيا العثور على حطام طائرته التي سقطت في محيط مطار إيسينبوغا بالعاصمة التركية أنقرة.
من هو محمد علي الحداد؟
الفريق أول ركن محمد علي أحمد الحداد هو أحد أبرز القادة العسكريين في غرب ليبيا، ويشغل منصب رئيس الأركان العامة للقوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا منذ عام 2021.
ويُعد محمد الحداد من الشخصيات العسكرية المحورية في مرحلة ما بعد حرب طرابلس، ومن أبرز الوجوه التي قادت جهود توحيد المؤسسة العسكرية عبر اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).
وتولى منصبه كرئيس الأركان العامة منذ 2021 بقرار من حكومة الدبيبة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ولعب دوراً مهماً في إعادة هيكلة القوات في الغرب الليبي، بحسب تقارير ليبية.
وكان من أبرز القادة الذين عملوا على دمج المليشيات المسلحة ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية لقوات غرب ليبيا.
وبصفته عضواً فاعلاً في اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، شارك محمد الحداد في اجتماعات اللجنة التي تضم ممثلين عن شرق ليبيا وغربها بهدف توحيد المؤسسة العسكرية ووقف إطلاق النار بين الجانبين.
وكان من الأصوات الداعمة للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2020.
الحداد والعلاقات الإقليمية
بحسب تقارير ليبية، سعى محمد الحداد إلى بناء شراكات عسكرية مع تركيا وإيطاليا والولايات المتحدة.
وتصفه تقارير إعلامية بأنه كان على علاقات عسكرية إقليمية واسعة، إذ زار فرقاطة تركية قبالة السواحل الليبية في أغسطس 2021، في زيارة أثارت جدلاً واسعاً داخل ليبيا.
والتقى وزير الدفاع التركي السابق خلوصي أكار في طرابلس ضمن تنسيق عسكري مستمر، وأجرى آخر لقاءاته في أنقرة، الثلاثاء، مع وزير الدفاع التركي الحالي يشار غولر، ورئيس الأركان سلجوق بيرقدار أوغلو، تناولت التعاون العسكري بين الجانبين، بحسب البيانات الرسمية.
كما وقّع اتفاقاً عسكرياً في روما عام 2023 لتدريب القوات الخاصة الليبية وتعزيز التعاون الأمني في المتوسط.
وأجرى لقاءات مع مسؤولين عسكريين أميركيين في إطار التعاون الأمني.
وفي يونيو 2022، التقى الحداد في القاهرة مع عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان الجيش الليبي آنذاك، ضمن اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).
وفي مارس 2023، اجتمع الحداد والناظوري في روما مع قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا الجنرال ميشل لانغلي، حيث أكدا المضي قدماً في مشروع توحيد الجيش وتشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود.
نعي الحداد
ونعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية، المقالة من البرلمان، عبد الحميد الدبيبة رئيس أركان قواته وعدد من المسؤولين العسكريين.
وقال في نعيه: “ببالغ الحزن والأسى، تلقّينا نبأ وفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق أول ركن محمد الحداد ومرافقيه، رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الأستاذ محمد العصاوي دياب، والمصور بمكتب إعلام رئيس الأركان العامة الأستاذ محمد عمر أحمد محجوب، إثر فاجعة وحادث أليم أثناء عودتهم من رحلة رسمية من مدينة أنقرة التركية”.
وأضاف الدبيبة: “إن هذا المصاب الجلل خسارة كبيرة للوطن وللمؤسسة العسكرية ولجميع أبناء الشعب، إذ فقدنا رجالاً خدموا بلادهم بإخلاص وتفانٍ، وكانوا مثالاً في الانضباط والمسؤولية والالتزام الوطني”.
