“اللانش بوكس” عادة باتت محط اهتمام كبير بين الأمهات خلال السنوات الأخيرة، إذ تحولت من مجرد وسيلة عملية لحمل طعام الطفل إلى مساحة يتنافسن فيها على الأشكال الجذابة والتنسيقات المبهرة.

وبالرغم من أن الاهتمام بتقديم الطعام بطريقة جميلة قد يكون محفزًا للطفل على تناول وجبته، فإن المبالغة في الشكل على حساب المحتوى جعلت هذه الظاهرة تنحرف عن هدفها الأساسي، فالطفل يحتاج قبل كل شيء إلى غذاء متوازن يمده بالطاقة ويعينه على التركيز والنمو، بحسب ما قالته اختصاصية التغذية والطب التكميلي والعلاجي نور قهوجي، ل.

قهوجي أضافت أن “اللانش بوكس” الصحي يجب أن يكون انعكاسًا لوعي الأم وحرصها، لا ساحة لتجارب عشوائية تعتمد على الحلويات والألوان الصناعية.

ولفتت الاختصاصية إلى أن بعض الأمهات يملأن العلبة بسكاكر وأطعمة مصنعة لمجرد أن شكلها جميل، غير مدركات أن هذه الخيارات قد تسبب للطفل اضطرابًا في مستويات الطاقة وضعفًا في التركيز، إضافة إلى مشكلات صحية على المدى البعيد.

وذكرت قهوجي أن أفضل أنواع “اللانش بوكس” للأطفال تلك خفيفة الوزن المجهزة من البلاستيك الآمن (BPA-free)، مشيرة إلى ضرورة التأكد من وجود كتابة “بولي بروبيلين” على العبوة، والتي تُعتبر من أكثر الأنواع أمانًا.

مقترحات صحية

من أهم مكونات “اللانش بوكس” الصحي، وفق قهوجي، الفواكه الطازجة، فهي مصدر طبيعي للفيتامينات وتُعطي الطفل جرعة من السكر المفيد.

وقالت الاختصاصية، إنه يمكن إضافة الخضار المقطعة مثل الخيار والجزر، فهي خفيفة وسهلة الأكل وتشجع الطفل على تبني عادات غذائية سليمة.

ويعد وجود مصدر بروتين أمرًا أساسيًا، سواء كان بيضة مسلوقة، أو قطعة جبن، أو لبنة، أو شرائح دجاج مشوي، أضافت قهوجي، إذ إن البروتين يمنح الطفل الشبع ويساعده على الحفاظ على تركيزه خلال اليوم الدراسي.

وحول حصة “الكربوهيدرات”، نصحت اختصاصية التغذية والطب التكميلي والعلاجي أن تكون من مصادر جيدة مثل الخبز الأسمر أو “التوست” المصنوع من الحبوب الكاملة، لأنها تزود الطفل بالطاقة دون أن ترفع مستوى السكر في دمه بشكل مفاجئ.

وأشارت قهوجي إلى إمكانية إضافة وجبة خفيفة صحية مثل حفنة من المكسرات غير المحمّصة، أو قطعة صغيرة من “الكيك المنزلي” المحضّر بمكونات بسيطة، معتبرة أن هذه التفاصيل الصغيرة تصنع فارقًا كبيرًا في صحة الطفل ونشاطه.

ما يجب تجنبه

حذرت الاختصاصية قهوجي من العصائر المحلاة، والمشروبات الغازية، والوجبات المصنعة، والشوكولا اليومية، والصلصات الجاهزة الغنية بالسكر والدهون، داعية إلى تجنبها كون هذه الخيارات قد تبدو سهلة وسريعة لكنها تسبب ضررًا أكبر من فائدتها، وتعوّد الطفل على طعم السكر المتكرر ما يجعله يبتعد عن الطعام المغذّي.

وأشارت إلى أهمية التحدث مع الأطفال عن قيمة الطعام الصحي، وأن نشرح لهم بطريقة بسيطة لماذا نختار لهم هذه الأطعمة تحديدًا، باعتبار أن فهم الطفل لسبب اختيار الفاكهة بدلًا من الشوكولا، أو الماء عوضًا عن العصير المحلّى مثلًا، يجعله أكثر تعاونًا وقبولًا، إضافة إلى أهمية مشاركة الطفل في عملية تجهيز “اللانش بوكس” وأثر ذلك في تعزيز شعوره بالمسؤولية وتشجيعه على تناول الطعام الذي اختاره بنفسه، ما يجعل التجربة أكثر فائدة ومتعة، ويغرس بالأطفال عادات غذائية سليمة، بحسب اختصاصية التغذية.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.