اخر الاخبار

ماسك وحلفاؤه يصطدمون بحركة maga بسبب تأشيرة H-1B

شهدت الولايات المتحدة جدلاً كبيراً خلال اليومين الماضيين، مع احتدام الانتقادات بين أنصار حركة MAGA (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، والملياردير إيلون ماسك وحلفائه، بسبب الجدل حول برنامج هجرة العمال المهرة (H-1B)، والذي يعتبر شريان الحياة الأساسي لشركات وادي السيليكون.

وتصاعد هذا الجدل خلال موسم العطلات الهادئ سياسياً في الولايات المتحدة، وسط حملة شرسة من أنصار MAGA القوة الدافعة وراء ترمب وحركته السياسية، ضد إيلون ماسك وحلفائه في وادي السيليكون، مثل فيفيك راماسوامي.

ودافع ماسك وراماسوامي، اللذان سيقودان “وزارة الكفاءة الحكومية” (DOGE) ضمن إدارة ترمب المقبلة، عن أهمية تأشيرات H-1B لشركات التكنولوجيا الكبرى، مؤكدين أن الولايات المتحدة تحتاج إلى جذب الكفاءات الأجنبية لدعم الابتكار، وهو موقف اصطدم مباشرة بموجة من الهجمات والانتقادات من المتشددين في اليمين الجمهوري، الذين يطالبون بسياسات هجرة صارمة تحمي العمال الأميركيين من المنافسة الأجنبية.

ووصف موقع “أكسيوس” المشهد بأنه أشبه بـ”حرب أهلية” داخل أوساط حركة MAGA، حيث تحول النقاش سريعاً إلى “معركة شرسة” حول قضايا متشابكة تشمل العرق، والهجرة، وصراع النخب والمليارديرات، مع الطبقة العاملة التي تشكل العمود الفقري لداعمي MAGA.

وتوقعت “واشنطن بوست” أن امتداد هذه المعركة إلى الرأي العام، قد يتسبب في انقسام داخل ائتلاف ترمب حول تنفيذ سياسات الهجرة، وهي القضية الأساسية التي قادت ترمب إلى البيت الأبيض.

ماسك: علينا ضمان أفضل اللاعبين 

وفي دفاعه عن تأشيرة H-1B، قدم إيلون ماسك تشبيهاً يعكس رؤيته، قائلاً عبر منصة “إكس”، إن الابتكار يشبه الرياضة، مضيفاً: “إذا كنت تريد الفوز، عليك أن تضمن وجود أفضل اللاعبين”.

وأكد ماسك أن الولايات المتحدة تحتاج إلى جذب العقول اللامعة من مختلف أنحاء العالم “لتلبية احتياجاتها التكنولوجية المتسارعة”.

وهاجر إيلون ماسك من جنوب إفريقيا إلى الولايات المتحدة في عام 1995 للدراسة في جامعة ستانفورد. على الرغم من عدم التحاقه بالدراسة، بدأ مسيرته المهنية في البلاد بطريقة شابها بعض الغموض حول وضعه القانوني آنذاك، بحسب وسائل إعلام أميركية.

وعندما سُئل عن تجربته في نظام الهجرة، امتنع ماسك عن الإجابة المباشرة، لكنه استخدم تشبيهاً رياضياً لدعم حجته بشأن العمالة الأجنبية، قائلاً: “إذا أتيحت لك فرصة ضم لاعب (كرة السلة) مثل ليبرون جيمس إلى فريقك، فلن تتردد، الأمر يتعلق بالتميز والقدرة على المنافسة”.

راماسوامي يهاجم “الثقافة الأميركية”

من جانبه، أثار فيفيك راماسوامي جدلاً أكبر بتصريحاته، التي ألقى فيها باللوم على “الثقافة الأميركية” لتفضيل الشركات للعمال الأجانب.

واعتبر راماسوامي أن السبب يعود إلى طبيعة المجتمع التي تحتفي بالمظاهر على حساب الجدية والإنجاز. وأضاف أن المشكلة ليست في نقص ذكاء الأميركيين، بل في ثقافة تعطي الأولوية لرموز اجتماعية مثل “ملكة الحفلات”، وهو مصطلح يشير إلى التركيز على الشعبية والجاذبية الاجتماعية، بدلاً من التقدير للإنجازات الأكاديمية أو العلمية.

وقال إن “الثقافة التي تمجد ملكة الحفلات أكثر من بطل الأولمبياد العلمي لن تُخرج أفضل المهندسين”.

راماسوامي الذي سيشغل دوراً قيادياً مع إيلون ماسك في “لجنة الكفاءة” المكلّفة بإصلاح السياسات الحكومية، أشار إلى أن هذه العقلية تحدّ من قدرة الولايات المتحدة على المنافسة عالمياً، خاصة في مجالات التكنولوجيا والابتكار.

وقوبلت تصريحات راماسوامي بانتقادات واسعة من شخصيات يمينية بارزة، كان من بينها المعلق المحافظ مايك سيرنوفيتش، الذي شدّد على أن الأجيال الأميركية السابقة حققت إنجازات عظيمة، مثل السفر إلى الفضاء، دون أن تتأثر بمثل هذه المعوقات الثقافية.

وفي ردها على تصريحات رامسوامي، قالت نيكي هيلي، المرشحة الرئاسية السابقة للحزب الجمهوري وابنة مهاجرين هنود: “لا توجد أي مشكلة في العمال الأميركيين أو في الثقافة الأميركية، يكفي أن تنظر إلى الحدود لترى عدد الأشخاص الذين يتطلعون للحصول على ما لدينا، علينا أن نستثمر في الأميركيين ونعطيهم الأولوية بدلاً من العمال الأجانب”.

وفي السنوات الأخيرة، وصل عدد المتقدمين للحصول على تأشيرة H1B من الهند، التي هاجر إليها والدا راماسوامي، إلى 75%.

ووفقاً لبيانات خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية (USCIS)، حصل المهاجرون الهنود على ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع تأشيرات H-1B في عام 2023.

“غزاة العالم الثالث”

وقادت الناشطة اليمينية لورا لومر، المعروفة بمواقفها المتشددة والمعادية للمهاجرين، حملة انتقادات حادة في أوساط حركة MAGA. 

جاء ذلك إثر تعيين الرئيس المنتخب دونالد ترمب لرائد الأعمال الهندي-الأميركي سريرام كريشنان مستشاراً رئيسياً في سياسات الذكاء الاصطناعي.

وأثار هذا التعيين استياء لومر، التي ترى في دعم كريشنان لتأشيرات H-1B، والتي تسهل استقدام العمالة الهندية إلى الولايات المتحدة، تهديداً للعمالة المحلية.

ولم تكتف لومر بالاعتراض، بل شنت سلسلة هجمات على وسائل التواصل الاجتماعي وُصفت بأنها تحمل طابعاً عنصرياً، إذ اعتبرت هذا التعيين “قراراً مقلقاً للغاية”، كما وصفت العمالة الهندية بـ”غزاة من العالم الثالث”.

ولم يسلم إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي من انتقاداتها، إذ اتهمتهما بتعزيز “استيراد” المهندسين الأجانب على حساب العمال الأميركيين، تحت ذريعة البحث عن “المواهب الفائقة” في مجال التكنولوجيا.

ودافعت شخصيات بارزة في عالم التكنولوجيا، التي انضمت مؤخراً إلى قاعدة داعمي ترمب، عن تعزيز الهجرة للعمالة الماهرة، كخطوة ضرورية لدعم التنافسية الاقتصادية. 

ومن بين هؤلاء، ديفيد ساكس، رجل الأعمال البارز من أصول جنوب إفريقية، والذي أعرب عن تأييده لسريام كريشنان في منشور على منصة “إكس” بمناسبة عيد الميلاد، قائلاً: “سريام مواطن أميركي منذ أكثر من عقد، دوره لا يشمل إدارة أميركا، بل تقديم المشورة بشأن سياسات الذكاء الاصطناعي، لن يكون له تأثير على سياسة الهجرة الأميركية، هذه الهجمات أصبحت سطحية”.

“الرقابة” على منشورات MAGA

وقال عدد من أنصار حركة MAGA إنهم تعرضوا لما وصفوه بـ”عقوبات” فرضت عليهم على منصة “إكس”، ورقابة شديدة مورست عليهم خلال الساعات الأخيرة. 

وذكر أحد أبرز النشطاء في MAGA، مثل لورا لوومر، غافين ماريو واكس، وأوين شروير وحساب ConservativePAC، أنهم فقدوا جميعاً شارات التحقق الزرقاء الخاصة بهم مساء الخميس إلى الجمعة، بعد انتقادهم مواقف ماسك بشأن العمل والهجرة. 

وقالت منظمة ConservativePAC في منشور: “جميع المؤثرين لدينا فقدوا الآن حالة التحقق، وكذلك صفحتنا، لم نفعل شيئاً سوى التعبير عن رأينا ضد تأشيرات H-1B، ويبدو أن ماسك قام بإسكاتنا عن قصد”، مضيفاً: “هل هذا هو الوضع الجديد في منصة التواصل الاجتماعي الأكثر حرية في أميركا؟”.

أما لورا لوومر فقالت: “بعد أن وصفني ماسك اليوم بمثيرة للمشاكل، تم سحب شارة التحقق الخاصة بي، وتم تعطيل اشتراكاتي، وتم منعي من الشراء الميزات في المنصة، رغم أنني كنت أدفع مقابلها بالفعل، هذا انتقام واضح”.

ووصفت لوومر ما حدث بأنه “رقابة شاملة”، واتهمت من سمتهم بـ”أوليغارشية التكنولوجيا” بمعاداة القيم الأميركية.

ما موقف ترمب؟

لم يُعلق الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعد على هذا الصراع الداخلي، الذي يتعرض لقضايا العرق والهجرة والعمل، لكنه قد يشكل تحديات مستقبلية لفريق الكفاءة الحكومية (DOGE)، ولموقع ماسك وراماسوامي في إدارة ترمب المقبلة.

ورغم وضوح مواقف ترمب تجاه الهجرة غير الشرعية، إلا أن سياساته المتعلقة بالهجرة القانونية لم تُحدد معالمها بشكل كامل. 

وخلال حملته الانتخابية، أشار ترمب إلى إمكانية إصلاح نظام الهجرة القانونية، مؤكداً أن الطلاب الحاصلين على درجات علمية متقدمة يجب أن يحصلوا على الإقامة الدائمة.

ويرى خبراء أن فترة ترمب الأولى تقدم إشارات حول ما يمكن توقعه في ولايته المقبلة. 

وقال ديمو ميخايلوف، وهو محام مختص بقضايا الهجرة، لـ Newsweek إن “الرئيس المنتخب لم يُناقش الكثير بشأن الهجرة القانونية، لكن استناداً إلى ما شهدناه في الفترة الأولى، يمكننا توقع تغييرات في النظام القانوني للهجرة”.

وخلال حملته الانتخابية في عام 2016، وعد ترمب بإنشاء “باب كبير وجميل” للهجرة القانونية، إلا أن الواقع كان مختلفاً. 

وتأثرت إدارته بشدة بتوجهات مستشاره ستيفن ميلر، الذي قاد جهوداً لفرض قيود على التأشيرات وتصاريح العمل، شملت تشديد اللوائح المتعلقة بتوظيف العمالة من جهات خارجية، وزيادة طلبات الأدلة لدعم طلبات الهجرة وارتفاع نسب الرفض، مما أدى إلى نزاعات قانونية متكررة في المحاكم.

وكان من بين القرارات الأولى التي اتخذها ترمب خلال أيام من فوزه بالانتخابات، تعيين ستيفن ميلر لمنصب نائب رئيس موظفي البيت الأبيض للشؤون السياسية وتوليه منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن الداخلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *