قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على عشرات الدول منها الاتحاد الأوروبي، “تشكل صدمة للتجارة العالمية”، داعياً التكتل للرد “قطاعاً بقطاع”، وسط تقييم الشركات والحكومات لتداعيات حرب تجارية متصاعدة تهدد وضع تحالفات عالمية.
ووصف ماكرون خلال اجتماع مع ممثلي قطاع الصناعة الفرنسي، رسوم ترمب بأنها “موجعة” و”غير مبررة”، مؤكداً أن الرد “سيكون أكبر من الرد السابق” على الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضت على الصلب والألمنيوم.
وأشار إلى أنه “في حال عمل الأوروبيون معاً للرد على الرسوم الجمركية الأميركية فسننجح في تفكيكها”، متوقعاً أن تدفع هذه الرسوم “الدول الآسيوية لزيادة صادراتها إلى أوروبا”.
وبينما دعا الرئيس الفرنسي الأوربيين إلى الرد “بشكل منظم” و”موحد”، قال إن على التكتل الذي سيواجه رسوماً تبلغ 20%، الرد على الرسوم الجمركية “قطاعاً بقطاع”، وأن على “اقتصادات الدول الغربية أن تكون أكثر إنتاجية”.
وذكر أن بعض الرسوم “الباهظة استهدفت أقاليم ما وراء البحار”، لافتاً إلى أن “الاقتصاد الأميركي والمستهلكون الأميركيون سيصبحون أفقر وأضعف”.
“وقف الاستثمارات”
وحث الرئيس الفرنسي الشركات على “وقف استثماراتها” في الولايات المتحدة، قائلاً: “من غير المنطقي أن تستثمر الشركات هناك، وسط الانتقادات الأميركية لأوروبا”.
وأضاف: “ما هي الرسالة التي نحملها من وجود جهات أوروبية كبرى تستثمر مليارات الدولارات في اقتصاد أميركا التي تُلحق أضراراً بنا؟، يجب أن يكون لدينا تضامن جماعي”.
وأثار قرار ترمب فرض رسوم جمركية شاملة على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة تهديدات بالرد من عدة دول، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، الخميس، وسط تقييم الشركات والحكومات لتداعيات حرب تجارية متصاعدة تهدد وضع تحالفات عالمية.
“ضرائب على الطبقة المتوسطة”
من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الولايات المتحدة لـ”التعاون بدلاً من المواجهة”، معرباً عن تمنياته بأن يعيد “حلفاؤنا الأميركيون” النظر في تلك الرسوم التي وصفها بأنها “ضرائب على الطبقة المتوسطة”.
وتوقع بارو أن “ترتفع الأسعار على الأسر الأميركية”، مضيفاً: “فرض الرسوم الجمركية سيدفع المفوضية الأوروبية إلى الرد بطريقة ما، كما تفعل عندما تتأثر مصالح أوروبا التجارية”، بحسب ما نقلته شبكة Fox Business الأميركية.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي “سيسخر جميع الأدوات المتاحة لديه لمواجهة إجراءات الإكراه، فلديه حالياً بعض الأدوات القوية جداً”.
وتطرق الوزير الفرنسي لـ”إمكانية فرض ضرائب على الصادرات والواردات”، وسط توقعات بأن تقيّد هذه الخطوات وصول الشركات الأميركية لعقود المشتريات الأوروبية، والخدمات الرقمية والمالية في السوق الأوروبية الموحدة.
وشدد بارو، على حاجة الولايات المتحدة “الماسة” إلى الاقتصاد الأوروبي لأسباب متعددة، موضحاً أن “فرنسا التي تعد أقدم حليف لأميركا، تمتلك 335 مليار دولار من سندات الخزانة الأميركية”.
ووفقاً لوكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، تعد الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة الأعلى منذ أكثر من قرن. وذكر تقرير صادر عن معهد أبحاث ألماني، أن اقتصاد الاتحاد الأوروبي قد يخسر 750 مليار يورو (833.63 مليار دولار) بسبب الرسوم الجمركية.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الرسوم “ستزيد الضبابية، وتؤدي إلى مزيد من الإجراءات الحمائية. والعواقب ستكون وخيمة على الملايين حول العالم”، مضيفة أن الاتحاد يستعد للرد في حال لم تنجح المحادثات مع واشنطن.
