اخر الاخبار

ماكرون يستفز الجزائر بزيارة رسمية للصحراء الغربية.. هل بدأت فرنسا بتغيير مواقفها؟

وطن يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استفزاز الجزائر في واحدة من أكثر القضايا حساسية في المنطقة، وهي قضية الصحراء الغربية، حيث أرسل وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي في زيارة رسمية إلى مدينة العيون، لتكون أول مسؤولة فرنسية رفيعة تصل إلى الإقليم المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، إذ تشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية توترًا متزايدًا منذ سنوات، وزادت حدّته مؤخرًا بعد تصريحات ماكرون التي أكدت دعم باريس للرباط في ملف الصحراء الغربية. واعتبرت الجزائر هذه الخطوة بمثابة “انحياز فرنسي” لصالح المغرب، ما يعكس تراجعًا في موقف باريس التقليدي الذي كان يوازن بين الطرفين.

زيارة رشيدة داتي حملت رسائل واضحة، حيث وصفتها بـ”التاريخية”، مؤكدة أن الصحراء الغربية “جزء من السيادة المغربية”، وهو ما اعتبرته الأوساط السياسية في الجزائر تجاوزًا فرنسيًا لخطوطها الحمراء، خصوصًا أن داتي شاركت في افتتاح مركز ثقافي فرنسي في المدينة، ما يعزز الحضور الفرنسي في المنطقة.

التوتر بين الجزائر وفرنسا ليس جديدًا، لكنه يتفاقم مع مثل هذه الخطوات، خصوصًا أن باريس وقّعت خلال هذه الزيارة نحو 40 اتفاقية استثمارية مع المغرب، تشمل مشاريع في الصحراء الغربية. هذا الأمر أغضب الجزائر التي اعتبرت أن فرنسا لم تعد طرفًا محايدًا في النزاع، بل أصبحت داعمة صريحة للرباط.

وتتزامن هذه التطورات مع محاولات ماكرون تعزيز علاقاته مع المغرب، بعدما شهدت علاقته بالملك محمد السادس فتورًا خلال السنوات الماضية. لكن في المقابل، يبدو أن هذه الاستراتيجية ستدفع الجزائر لمراجعة علاقاتها مع باريس، وربما اتخاذ إجراءات تصعيدية، مثل تجميد التعاون الاقتصادي أو الدبلوماسي.

ويبقى السؤال المطروح: هل تتحول الأزمة بين الجزائر وفرنسا إلى قطيعة دبلوماسية، أم أن ماكرون سيسعى لاحتواء التوتر في ظل المصالح الفرنسية الكبيرة في شمال إفريقيا؟

“الصحراء مغربية”.. ما ثمن اعتراف ماكرون؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *