أعلنت الشرطة الماليزية عن تفكيك شبكة تمول تنظيم “الدولة الإسلامية” للقتال في سوريا وبنغلاديش.

وقال المفتش العام للشرطة الماليزية، محمد خالد إسماعيل، في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء الماليزية اليوم، الجمعة 4 من تموز، إن مجموعة من المواطنين البنغلاديشيين المرتبطين بتنظيم “الدولة الإسلامية” استخدمت منصات التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية وتجنيد أعضاء من داخل مجتمع العمال المهاجرين في ماليزيا.

وقال إن فرع الشرطة الخاص اكتشف المجموعة لأول مرة من خلال عدد من حسابات “فيسبوك” التي تتشارك بنشاط محتوى مرتبط بتنظيم “الدولة”، وكلها تعود إلى عناوين بروتوكول الإنترنت (IP) التي نشأت في ماليزيا.

وأشار المسؤول الماليزي إلى أن هدف التجنيد هو تجنيد أعضاء للقتال في سوريا أو لصالح تنظيم “الدولة” الإسلامية، وجمع الأموال لتوجيهها إلى سوريا وشبكات تنظيم “الدولة” الإسلامية وبنغلاديش.

وأضاف أن المجموعة جمعت أموالًا لدعم الأنشطة المسلحة باستخدام تطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول مثل (Touch ‘n Go وbKash)، فضلًا عن خدمات تحويل الأموال الدولية، وقال خالد إن الأعضاء دفعوا 500 رينجيت ماليزي سنويًا (118.46) دولار أمريكي  إلى “الحركة المسلحة المتطرفة” في بنغلاديش كرسوم عضوية.

وبناء على معلومات استخباراتية، اعتمد أسلوب عمل الجماعة على عدة استراتيجيات، منها تجنيد أعضاء عبر قطاعات العمل، بما في ذلك المصانع ومواقع البناء ومحطات الوقود، مستهدفين الجالية البنغلاديشية العاملة في ماليزيا.

كما استخدمت منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” كوسيلة لنشر الأيديولوجيات المتطرفة والراديكالية، مما أدى إلى جذب المزيد من المؤيدين.

وبحسب إسماعيل، جرى استخدام تطبيقات المراسلة مثل “واتساب” و”تلجرام” على نطاق واسع لتوزيع الدعاية وتنسيق العمليات وتنظيم الأنشطة سرًا، بما في ذلك جلسات التعليم (التعليم الديني) واجتماعات الأعضاء.

وبحسب الوكالة الماليزية، تمكنت الشرطة من ضبط ما بين 100 إلى 150 شخصًا متورطين في مجموعة “واتساب”.

مخاوف من تداعيات أمنية

المفتش العام للشرطة الماليزية، أحمد خالد إسماعيل، اعتبر أن التداعيات الأمنية على ماليزيا تتمثل في أن البلاد معرضة لخطر التحول إلى مركز لوجستي ومركز عبور للمسلحين الأجانب.

وقال إن تسلل الأيديولوجيات المتطرفة إلى مجتمعات المهاجرين، والتي يصعب كشفها، قد يؤدي إلى أنشطة تخريبية تُنفذ سرًا.

إذا تُركت هذه القضية دون معالجة، بحسب إسماعيل، فقد تؤثر على مكانة ماليزيا الدولية وعلاقاتها الدبلوماسية في المنطقة.

وأما المتورطون بشكل طفيف، فستتخذ الشرطة الماليزية الإجراءات المناسبة بحقهم وتعيدهم إلى أوطانهم، أما المتورطون بشكل كبير، فـ”سنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ونوجه لهم التهم بموجب قوانيننا الوطنية”، وفق ما أضاف إسماعيل.

وقال إن الأفراد الذين أعلنوا “البيعة” عبر الإنترنت أصبحوا مسؤولين عن قيادة خلايا جديدة أنشئت في مناطق معينة، بهدف توسيع نفوذ المجموعة وعملياتها.

وأضاف أنه تم تنفيذ عملية التجنيد على مراحل، بدءًا بعملية التدقيق والتقدم نحو تشكيل المزيد من الأعضاء النخبة”.

واحتجزت ماليزيا مئات الأشخاص للاشتباه في تورطهم في أنشطة متشددة بعد هجوم وقع في العاصمة كوالالمبور عام 2016 ارتبط بتنظيم “الدولة” الإسلامية، إلا أن الاعتقالات تراجعت إلى حد كبير في السنوات القليلة الماضية.

نشاط في سوريا

عاد تنظيم الدولة الإسلامية إلى الواجهة بعد اتهامه من قبل وزارة الداخلية السورية، بالوقوف خلف تفجير كنيسة “مار إلياس” بحي الدويلعة في دمشق، في 22 من حزيران الماضي.

الهحوم  على الكنيسة الدمشقية ، في 22 من حزيران الماضي ، أدى إلى مقتل 25 شخصًا وإصابة و63 آخرين، بحسب ما ذكرته وزارة الصحة السورية لوكالة الأنباء السورية (سانا).

وفي 23 من حزيران، نفذ الأمن السوري حملة أمنية ضد خلية من تنظيم “الدولة” في ريف دمشق، مرتبطة بالتفجير، وأسفرت عن مقتل شخصين واعتقال خمسة آخرين.

وحول المعلومات التي وصلت إليها التحقيقات عن هوية الانتحاريين منفذي تفجير الكنيسة، أوضح المتحدث الرسمي للوزارة، أن الانتحاري الأول الذي نفذ تفجير الكنيسة، والثاني الذي ألقي القبض عليه وهو في طريقه لتنفيذ تفجير انتحاري في مقام “السيدة زينب” في ريف دمشق، قدما إلى دمشق من مخيم “الهول”  عبر البادية السورية، وتسللا بعد تحرير العاصمة، بمساعدة زعيم الخلية، مستغلين حالة الفراغ الأمني بداية التحرير، وهما غير سوريين.

وفي كانون الأول 2024، نفذت طائرات فرنسية ضربات على مواقع لتنظيم “الدولة” وسط سوريا، ضمن مشاركتها في التحالف الدولي، وهي العملية الأولى من هذا النوع التي تنفذها فرنسا منذ سنتين، وفق وزير الدفاع، سيباستيان لوكورن.

وزادت التحذيرات من عودة نشاط التنظيم والدعوات لضرورة مكافحته، فكان ملف “مكافحة الإرهاب” حاضرًا على طاولة اللقاءات بين رؤساء ووزراء دول عديدة وشخصيات الحكومة السورية، مع تحركات من الأخيرة لمواجهة خلايا التنظيم، أبرزها القبض على القيادي “أبو الحارث العراقي” (كان يشغل مناصب مهمة فيما يسمى “ولاية العراق”، أبرزها ملف الوافدين ونائب مسؤول التجهيز، وهو ضالع في العديد من الهجمات التي ينفذها التنظيم).

وكشف مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة شاركت معلومات استخباراتية مع الإدارة السورية الجديدة، أدت إلى إحباط مخطط لتنظيم “الدولة” لتفجير مقام “السيدة زينب”، تبعه اتفاق سوريا مع الأردن والعراق وتركيا ولبنان على إدانة الإرهاب بكل أشكاله، والتعاون في مكافحته عسكريًا وأمنيًا وفكريًا، وإطلاق مركز عمليات مشترك للتنسيق والتعاون في مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

تنظيم “الدولة” يعيد رسم حضوره في سوريا

المصدر: عنب بلدي

شاركها.