ما أبرز الفصائل العسكرية في السويداء
توجد فصائل مسلحة محلية بتوجهات مختلفة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، ظهرت بعد الثورة السورية في آذار 2011.
الفصائل المحلية وسلطة المشيخية النافذة وعدم اتباع الحل الأمني من قبل النظام، منح السويداء خصوصية مقارنة ببقية المحافظات، فالفصائل الرئيسة لا تتبع للجيش وأجهزة الأمن وإنما عرفت عن نفسها بأنها تعمل على حماية المحافظة.
وخلال السنوات الماضية، بقيت مراكز الأمن وكتائبه العسكرية تعمل في المحافظة، إلى أن جرى تشكيل غرفة عمليات الجنوب التي ضمت فصائل محلية من درعا والسويداء والقنيطرة في 6 من كانون الأول 2024، وسيطرت على المحافظات الثلاث.
لم تعلن الفصائل في السويداء العمل تحت جناح “إدارة العمليات العسكرية”، وأوقفت بعض فصائلها رتلًا لـ”إدارة العمليات العسكرية” كان قد نسق مع أحد الجهات العسكرية فقط في المحافظة، ومنعت الرتل من الدخول إلى المدينة، وهو ما أعاد تسليط الضوء على القوة العسكرية الفاعلة في المحافظة.
فصائل محلية تتبع المشيخة
الفصائل الأكبر في المحافظة هي التي تتبع مرجعيات دينية، أبرزها كان “حركة رجال الكرامة” التي أسسها الشيخ وحيد البلعوس عام 2013.
لعبت الحركة خلال قيادة البلعوس دورًا كبيرًا في إخراج السويداء من التوترات الأمنية التي عاشتها المنطقة حينها، وحمت الملاحقين من قبل النظام السابق للخدمة الإلزامية، وأمنت انشقاق جنود في جيش النظام السابق.
وكان الشيخ وحيد يصرح بمعارضته للنظام، إلى أن اغتيل في أيلول 2015، دون أن تعرف الجهة التي اغتالته.
عيّنت الحركة شقيقه رأفت البلعوس، الذي أصيب في تفجير اغتيال شقيقه أيضًا، قائدًا جديدًا للحركة، وألقى كلمة اتهم فيها المخابرات باغتيال شقيقه، مؤكدًا أن الحركة ستستمر على نفس النهج مع حفاظها على “وحدة سوريا وانتمائها إليها، وتحريم التعدي على السويداء، وتحريم التعدي منها على الآخرين”.
وفي شباط 2017 عينت “الحركة” الشيخ يحيى الحجار، بسبب حالة رأفت البلعوس الصحية.
هاجمت الحركة مجموعات الخطف وتجارة المخدرات في السويداء، وصعدت ضد قوات النظام السابق عدة مرات نتيجة استقدام تعزيزات عسكرية إلى السويداء أو نصب حواجز لم تلق قبولًا لدى الحركة، ولعبت دورًَا في الضغط على النظام كي يفرج عن معتقلين من أبناء المحافظة.
وبحسب مقال في “حرمون للدراسات المعاصرة“، فإن مقاتلي “حركة رجال الكرامة” يصرّحون بأنهم “لا يقاتلون أو يعتدون إلا على من يعتدي عليهم، ويدافعون عن الأرض والكرامة في جبل العرب”.
أعضاء “الحركة” لا يتقاضون رواتب شهرية أو مقابلًا ماديًا مقابل خدمتهم، مقارنة مع بقية الفصائل، وأسلحتهم وتجهيزاتهم هي حصيلة مساعدات مالية من مصادر غير حكومية وخارج إطار الدعم الروسي- الإيراني.
شهدت الحركة عدة انشقاقات أدت إلى ظهور حركة “شيخ الكرامة”، وذلك بعد خلافات مع قائد “رجال الكرامة”، الشيخ يحيى الحجار، على خلفية مواقف الطرفين من النظام السوري.
وشكل ليث وفهد أبناء الشيخ وحيد البلعوس “قوات شيخ الكرامة” بعد انشقاقهم عن الحركة.
وكانت لهجة “قوات شيخ الكرامة” معادية بشكل واضح للنظام السابق وروسيا خلال السنوات السابقة، وشاركت أيضًا في الهجوم على مجموعات محلية تعمل بتجارة المخدرات والخطف وتتبع لقوات النظام الأمنية.
“تجمع أحرار جبل العرب” يندرج أيضًا تحت تبعية وتنسيق مع رجال الدين في السويداء، فقائده الشيخ سليمان عبد الباقي يعرف بقربه أيضًا من الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز شيوخ العقل في المحافظة.
سليمان عبد الباقي من الوجوه البارزة الداعمة لحراك السويداء، ووقف فصيله العسكري بوجه النظام في حماية المظاهرات السلمية وكان من المؤسسين لحراك ساحة الكرامة.
ولعب التجمع دورًا في الضغط على النظام للإفراج عن المعتقلين من أبناء السويداء على حواجز النظام الأمنية، عبر خطف ضباط وعناصر النظام ومبادلتهم بأبناء السويداء، والمشاركة بملاحقة عصابات الخطف والمخدرات.
مجموعات مدعومة من النظام السابق
شهدت السويداء تشكيل مجموعات مسلحة بدعم من قوات النظام الأمنية وإيران، إلى جانب ميلشيا “الدفاع الوطني” و”كتائب البعث” و”نسور الزوبعة” التابعة لـ”الحزب القومي السوري”.
وأوضح “تقدير موقف” نشره “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية” حمل عنوان “المشهد الأمني في السويداء: قراءة في السياق والمآلات المتوقعة”، المجموعات المسلحة التي مولتها أفرع النظام الأمنية ومواقع انتشارها.
هذه المجموعات مولت من قبل “حزب الله” اللبناني، و”شعبة المخابرات العسكرية” كمجموعات “حركة قوات الفجر” و”قوات الفهد”، وفرع “الأمن العسكري” في السويداء، و”المخابرات الجوية” و”فرع أمن الدولة” و”مكتب أمن الفرقة الرابعة”.
المجموعات المدعومة من قوات النظام وإيران و”حزب الله” تعرضت لهجمات خاصة من قبل “حركة رجال الكرامة” و”قوات شيخ الكرامة”، بعد اتهامها بارتكاب عمليات خطف وإتجار بالمخدرات.
محاربة المد الإيراني تحدث عنه ليث البلعوس علنًا، وقال البلعوس في “مضافة الكرامة” في بلدة المزرعة، غربي السويداء، في 31 من تموز 2022، إن مهاجمة مجموعة راجي فلحوط هو “اجتثاث للمد الإيراني وليست اجتثاثًا لراجي فلحوط (قائد مجموعة مقربة من الأمن العسكري)”.
استطاع المهاجمون القضاء على عدد من هذه المجموعات على رأسها مجموعة راجي فلحوط (قوات الفجر)، في نهاية تموز 2022، أنهت الفصائل المحلية في بعد معارك استمرت بضع ساعات، إلا أن زعيم المجموعة راجي فلحوط التابع لـ”الأمن العسكري” تمكن من الهرب، ولم يُعرف مصيره حتى اليوم.
وفي آب 2022، هاجم كل من “حركة رجال الكرامة” و”لواء الجبل” مقرات ومنازل عناصر من “قوات الفهد”، ما أجبر سليم على حل مجموعته وتسليم سلاحه.
مهاجمة ومحاولة ضبط مجموعات مدعومة من النظام وإيران استمرت خاصة خلال السنتين الماضيتين، إذ هدد قائد “حركة رجال الكرامة”، الشيخ يحيى الحجار الملقب (أبو حسن)، في آب الماضي، مجموعات مسلحة محلية في السويداء بشن حملة عسكرية جديدة ضدهم في حال نفذت عمليات سرقة أو خطف ولم تلتزم بكلمات وتوجيهات مشايخ العقل.
وقال الشيخ الحجار في تسجيل مصور، إن “الفصيل الذي يتشكل لأجل كرامة الجبل وأهله نحن معه”، أما “الزعرنة والتشبيح والخروج عن الخط الديني سنكون ضده، حتى لو سلحته الوحوش وأيًا كان خلفه”.
من يقود العمليات ضد مجموعات النظام في السويداء؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي