يمكن أن تُسبب ثورات البراكين العملاقة آثارًا أكثر خطورة، حيث ساهم أحد هذه الأحداث في انقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة، كما تسببت البراكين العملاقة في أحداث أدت إلى أكبر انقراض جماعي على الأرض، وهو انقراض العصر البرميالترياسي قبل 252 مليون سنة.
ولكن ما الذي يُغذي ثورانًا بركانيًا هائلًا، وكيف يشق طريقه إلى السطح من أعماق الكوكب؟
في دراسة جديدة نُشرت في مجلة “اتصالات الأرض والبيئة”، أظهرنا أن أعمدة الصخور الساخنة، التي ترتفع لمسافة 3000 كيلومتر تقريبًا عبر وشاح الأرض وتُسبب ثورات بركانية هائلة، متصلة بمناطق مصدر بحجم قارة تُسمى “البقع البركانية المخفية” (BLOBS).
بقع البراكين المخفية داخل الأرض
بقع البراكين هي مناطق ساخنة تقع في قاع وشاح الأرض (يتراوح عمقها بين 2000 و3000 كيلومتر تقريبًا)، وقد تتكون من مواد مختلفة مقارنةً بصخور الوشاح المحيطة بها.
ربما وُجدت هذه البقع البركانية منذ مئات الملايين من السنين، ومن غير الواضح ما إذا كانت ثابتة أم أنها تتحرك كجزء من حركة الوشاح.
وكانت أعمدة الوشاح هي الرابط الضمني في الدراسات السابقة التي ربطت بين الكتل البركانية المتحركة والانفجارات البركانية العملاقة، حيث يشبه شكلها إلى حد ما المصاصة.
وترتفع أعمدة الوشاح ببطء شديد عبر الوشاح لأنها تنقل الصخور الصلبة الساخنة، وليس الذائبة أو الحمم البركانية، وعند انخفاض الضغوط في أعلى 200 كيلومتر من وشاح الأرض، تذوب الصخور الصلبة، مما يؤدي إلى الانفجارات البركانية.
هل النقط البركانية ثابتة أم متحركة؟
أظهرنا أن مواقع الثوران البركاني المدروسة تقع إما على النقط البركانية المتحركة التي تنبأت بها نماذجنا أو بالقرب منها، ويمكن تفسير مواقع الثوران البركاني الواقعة خارج النقط البركانية المتحركة بقليل من خلال إمالة الأعمدة.
وخلال الدراسة تم تمثيل النقط البركانية الثابتة بصور ثلاثية الأبعاد لباطن الأرض، أُنتجت باستخدام موجات زلزالية من زلازل بعيدة (وهي تقنية تُسمى التصوير المقطعي الزلزالي).
وتطابق أحد نماذج التصوير المقطعي الزلزالي الأربعة التي درسناها مع مواقع الانفجارات البركانية العملاقة السابقة، مما يعني أنه لا يمكن استبعاد سيناريو “البقع البركانية الثابتة” في العصور الجيولوجية الحديثة أي الـ 300 مليون سنة الماضية.
وتتمثل إحدى الخطوات التالية لهذا البحث في استكشاف الطبيعة الكيميائية للبقع البركانية وقنوات الأعمدة البركانية.