وصلت باخرة من العجول الحية إلى مرفأ طرطوس على الساحل السوري، قادمة من مولدوفا، في 22 من آب الحالي.
الباخرة كانت محملة بـ505 رؤوس من العجول، وأشرفت دائرة الصحة والإنتاج الحيواني في مديرية زراعة طرطوس، بالتنسيق مع هيئة المنافذ البرية والبحرية، على تفريغ الحمولة بعد إجراء الكشف الصحي والتأكد من خلو الحيوانات من الأمراض السارية والمعدية، وفق ما ذكرته محافظة طرطوس.
مدير مديرية الصحة والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، عبد الحي اليوسف، قال ل، إن الهدف من استيراد العجول هو تزويد القطيع المحلي برؤوس جديدة قادرة على الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي في سوريا، وتحريك العجلة الاقتصادية المتعلقة بالثروة الحيوانية.
وتم اختيار دولة مولدوفا بناء على التاجر المستورد، وذلك بعد التأكد من خلوها من الأمراض العابرة للحدود والتي تؤثر سلبًا على الصحة الحيوانية، وبعدها تم منح الموافقة على الاستيراد، وفق اليوسف.
الأمراض العابرة للحدود هي أمراض شديدة العدوى وسريعة الانتشار يمكن أن تنتقل عبر حدود الدول، سواء كانت أمراضًا حيوانية المنشأ تؤثر على الماشية وتهدد الأمن الغذائي والاقتصاد، أو أمراضًا نباتية تضر بالمحاصيل، أو أمراضًا تصيب الإنسان وتنتقل عبر النواقل أو البيئة.
تتطلب هذه الأمراض تنسيقًا عالميًا وتعاونًا دوليًا لمراقبتها والوقاية منها، كما هو الحال في جهود منظمة الأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة الصحة العالمية (WHO).
وبيّن اليوسف أنه يوجد في سوريا شح باللحوم الحمراء خصوصًا لحوم العجول، ولذلك لن يكون هناك تأثير سلبي على السوق المحلية، إضافة إلى أن سوريا بحاجة لإدخال قطيع جديد، لافتًا إلى أنه “من الممكن أن يستخدم هذا القطيع مستقبلًا بعد تسمينه بالتصدير للخارج.
وحول التحديات اللوجستية، أشار إلى أن ذلك يتمثل في شركات الشحن التي لا تصل إلى الرصيف البحري لسوريا بسبب العقوبات.
استيراد اللحوم
انتشرت اللحوم المجمدة بوفرة ملحوظة في الأسواق السورية، خاصة بعد سقوط النظام السابق، واتباع اقتصاد السوق الحر، الذي مهّد لدخول البضائع الأجنبية.
وتنافس أسعار اللحوم المجمدة اللحوم المحلية الطازجة، الأمر الذي يفسّر إقبال الأهالي على شرائها.
ويُعتمد على استيراد اللحوم المجمدة لتغطية الأسواق السورية بالكميات المطلوبة، مع استغلال أسعارها المنخفضة التي تناسب القدرة الشرائية للأفراد، وتكسر بدورها احتكار بعض التجار الذين يتلاعبون بأسعار اللحوم بشقيها.
أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي، عبد الرزاق حبزة، قال ل، إن استيراد اللحوم المجمدة ظاهرة نشأت منذ أكثر من عشر سنوات في سوريا، ومن أهم أسبابه نقص أعداد القطيع الحيواني (الأغنام، الأبقار، الدجاج).
وكانت اللحوم تُستورد سابقًا بشكل نظامي، أما اليوم فأغلبيتها تُستورد بشكل مهرّب، سواء الفروج أو اللحوم الحمراء، والإقبال على شرائها من قبل المستهلكين جيد نوعًا ما، نظرًا لأسعارها التي تُعد منخفضة عن اللحوم الطازجة بحوالي 50%، وبالتالي تناسب القدرة الشرائية للعائلات، بعيدًا عن قضية القيمة الغذائية، التي لا تشغل بال المستهلكين، بحسب حبزة.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي