ما تحضيرات السكان لحلويات عيد الفطر في إدلب
سئم البائع صبحي من كثرة السؤال وعدم الشراء أو الشراء بكميات قليلة ما سبب له خيبة أمل من تراجع مبيعاته على “بسطة” الحلويات والسكاكر التي وضعها على ناصية أحد شوارع مدينة إدلب، مستغلًا موسم العيد لتحقيق مردود مادي.
وقال صبحي البساتنة (45 عامًا) إن الزبائن تشتكي من ارتفاع الأسعار رغم أن المعروض على “البسطة” يبقى سعره أرخص من المحال، لكن قلة فرص العمل وانعدام القدرة الشرائية واقتصادرها على أبسط الاحتياجات، خلق حالة السؤال وعدم الشراء.
وأوضح أنه يستغل موسم العيد كل عام ليعرض بعض الحلويات على “بسطة”، لافتًا إلى أن أسعار الحلويات ارتفعت من 20% إلى 30% حسب الصنف، وذلك مقارنة بأسعارها قبل حلول شهر رمضان.
ووصل سعر الكيلوغرام من البسكويت غير المغلف إلى 75 ليرة تركية (كان 60 ليرة قبل شهر رمضان)، وارتفع سعر البسكويت المغلف من 100 ليرة إلى 120 ليرة، وتراوح سعر معمول العيد بين 75 ليرة و90 ليرة تركية.
ويباع كيلو السكاكر بـ75 ليرة تركية، ويبدأ سعر كيلو الشوكولا بـ90 ليرة، ووصل سعر كيلو الراحة من النوع المتواضع إلى 80 ليرة، ويزداد سعرها حسب المكسرات المعجونة بها ليصل سعر بعضها إلى 450 ليرة تركية.
وذكر البائع أن البيعات حتى قبل يومين من حلول عيد الفطر تراجعت بنسبة 40% مقارنة بعام 2023، لافتًا إلى أن حركة البيع كانت على الكميات القليلة “نصف كيلو وكيلو.
المال يتحكم
سألت أشخاصًا في مدينة إدلب عن تحضيراتهم لعيد الفطر بما يتعلق بالحلويات، واختلفت التحصير تبعًا للحالة المادية والتي لها الدور الأكبر في تحديد الكمية والجودة.
عبد الله حج سليمان، مهجر يقيم في مدينة إدلب، قال إنه اكتفى بشراء القليل من الشوكولا ونصف كيلو من “البيتيفور” ونصف كيلو من “المعمول” بعجوة.
يعمل عبد الله عاملًا في أحد مولات إدلب ويتقاضى 75 ليرة كأجرة يومية وهي غير كافية لإعداد طبق من الطعام، مضيفًا أن شراء أبسط حلويات للعيد تحتاج إلى 500 ليرة تركية، أي ما يعادل عمله لأسبوع.
بدورها، قالت السيدة مريم حافظ (48 عامًا) تقيم في مدينة إدلب إن الأسعار المرتفعة دفعتها لعدم شراء الحلويات، وتفكر في إعداد كمية قليلة من المعمول في المنزل.
ويبلغ سعر الكيلوغرام من العجوة المستخدمة في صناعة المعمول من النوع المتوسط 30 ليرة، والكيلو من الطحين 20 ليرة، يضاف عليهما سعر السمن والمكسرات، ليبلغ سعر صناعة الكيلو من المعول في المنزل 50 ليرة تركية، عدا عن تكلفة الغاز.
من جانبه محمود علبي ( 35 عامًا)، مهجر يقيم في مدينة إدلب، قال إنه سيكتفي بتقديم الشاي والقهوة لضيوفه في العيد بسبب عدم قدرته عن شراء ضيافة العيد لهذا العام.
أما حسين مهجر من ريف إدلب الشرقي إلى شمالي سرمدا، فقال إن مبلغ 1500 ليرة تركية، الذي وصله من شقيقه في تركيا بالكاد كان كافيًا لشراء ملابس لأطفاله الأربعة، وسيشتري كيلو من المعمول وكيلو شوكولا.
وتنتظر ثلاث عائلات التقتها، أن تحصل على زكاة الفطر حتى تستطيع شراء حلويات عيد الفطر لهذا العام.
وفي الشمال السوري، تصل أجرة العامل يوميًا في أحسن الأحوال إلى 100 ليرة تركية (نحو ثلاثة دولارات أمريكية)، بينما وصل حد الفقر المعترف به إلى 10843 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 8933 ليرة.
ويسكن شمال غربي سوريا 4.5 مليون شخص، منهم 4.1 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 2.9 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي