يستمر تطبيق اتفاق إطلاق النار في السويداء جنوبي سوريا، بعد اشتباكات دامية، بين فصائل محلية ومقاتلي العشائر، وقوات وزارتي الدفاع والداخلية.

ونقلت قناة “الإخبارية السورية” اليوم 22 من تموز، عن مصدر أمني، أن اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء يجري تطبيقه في معظم المناطق بلا خروقات.

وأوضح بأن الخطوة التالية ستكون بتنفيذ تهدئة شاملة لإعادة الاستقرار لعموم المحافظة مع العمل على تبادل المعتقلين من الطرفين، مؤكدًا أن التهدئة ستتيح للحكومة العمل على إعادة مظاهر الحياة والخدمات في المحافظة وعودة العوائل التي خرجت منها.

وأفاد مراسل في السويداء أن ما يجري حاليًا هو تأمين المحافظة، وسط غياب الخدمات، بينما يعمل الأهلي على تنظيف المستشفى الوطني في المدينة من الجثث منعًا لانتشار الأوبئة.

في حين، تستمر بعض الاشتباكات المتقطعة في محيط شهبا شمالي محافظة السويداء.

بينما نقل مراسل في درعا أن الهدوء عاد إلى أغلب الجبهات في ريف المحافظة الغربي والشمالي، حيث تنتشر قوات الأمن الداخلي.

قائد الأمن الداخلي في السويداء، أحمد الدالاتي، قال، الاثنين 21 من تموز، إن نقاشًا بشأن واقع المحافظة بمشاركة سكانها سيجري بعد تأمين الاستقرار، مع الرفض “القاطع” لأي طرح يتعلق بأجندات لها علاقة بالانفصال والفيدرالية.

وأكد الدالاتي أن الأولوية في الوقت الحالي هي لتثبيت وقف إطلاق النار، والاستجابة للاحتياجات الإنسانية، إضافة إلى التواصل مع الفعاليات في المدينة لفض النزاع.

وأشار الدالاتي إلى أنه جرى نزع فتيل الأزمة التي شهدتها محافظة السويداء، مشيرًا إلى أن احتجاز أبناء العشائر في المدينة كانت “من أهم المشاكل التي واجهت قوات الأمن”.

وقال إن “سكان السويداء من كل الطوائف أهلنا، وهم تحت مسؤولية الدولة وسنعوض المتضررين في المدينة”.

وفي وقت سابق، أكد قائد الأمن الداخلي في السويداء، أحمد الدالاتي، الالتزام الكامل بتأمين خروج جميع الراغبين بمغادرة محافظة السويداء، وتوفير إمكانية الدخول إليها للراغبين بذلك، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لـ”ترسيخ الاستقرار وإعادة الأمان إلى المحافظة”.

وأشار الدالاتي إلى فرض طوق أمني في محيط السويداء لتأمينها وإيقاف الأعمال القتالية فيها، والحفاظ على المسار الذي سيؤدي إلى المصالحة والاستقرار في المحافظة.

خروج العائلات يأتي نتيجة لجهود الوساطة التي تبذلها الحكومة السورية مع الأطراف في محافظة السويداء، والتي تركز على وقف التصعيد وتعزيز المصالحة، في إطار التزام الدولة بحماية جميع أبنائها والحفاظ على وحدة النسيج الوطني، بحسب الدالاتي.

إجلاء نحو 2000 عائلة

نشرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الاثنين 21 من تموز، إحصائية توضح عدد العوائل التي أجليت من السويداء إلى مناطق درعا، والذي وصل إلى 2068 عائلة.

وتوزعت العوائل على 21 قرية في محافظة درعا، بحسب إحصائية الوزارة، واستضافت قرية أم ولد 826 عائلة، وقرية المليحة الشرقية 170 عائلة، ومحيط معربة 150 عائلة، وجمرين 125، ورخم 120 عائلة نازحة.

واستقبلت القرى الجنوبية 80 عائلة، 80 منهم في قرية الحراك، و140 عائلة توزع منها 70 على قرية صماد، و70 على بصرى الشام، و63 عائلة في إزرع، و52 عائلة في قرية معربة، و44 في البقعة-إزرع.

وتوزعت بقية العوائل النازحة على قرى الكرك، صيدا، طفس، المسيفرة، الغرية الغربية، الموسمية، السهوة، خربة غزالة.

أوضح المكتب الإعلامي لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ل، أن هذه الإحصائية تمثل أعداد العوائل الذين تم إجلاؤها من السويداء منذ الأحد 20 تموز وحتى الاثنين، منوهًا إلى أن هذه الإحصائية لا تشمل الأهالي الذين تم استقبالهم من أقاربهم في مناطق درعا.

ويأتي إجلاء العائلات من السويداء ضمن اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة محافظة السويداء بسبب الظروف الراهنة، إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم، بحسب ما نقلته الوكالة السورية الرسمية (سانا) عن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، العميد أحمد الدالاتي.

بينما وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 558 شخصًا وإصابة أكثر من 783 آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين 13 و21 من تموز الحالي.

نحو 2000 عائلة أجليت من السويداء إلى درعا

المصدر: عنب بلدي

شاركها.