اخر الاخبار

ما موقف السوريين من اتفاق سلام مع إسرائيل

أصدر المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى) تقريرًا عن نتائج استطلاع رأي يكشف كيف ينظر السوريون إلى العلاقة مع إسرائيل، شارك فيه حوالي 2550 سوريًا توزعوا على جميع المحافظات السورية.

وحمل التقرير، الصادر في 30 من نيسان الماضي، بعنوان “نحو التطبيع آراء وتوقعات السوريين حول توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل”، نتائج متباينة حول عملية التطبيع أو السلام مع إسرائيل.

وجاءت نتائج التقرير كالآتي:

  • توقيع معاهدة سلام  مع إسرائيل: 46% من السوريين المشاركين بالاستطلاع رفضوا توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، بينما وافق ما نسبته 39.88% من السوريين على المعاهدة، بينما كانت النسبة الباقية والتي تقدر 13.76% غير مهتمة.

  • وجود سفارة إسرائيلية في دمشق أو سفارة سورية في إسرائيل: رفض 59.25% من السوريين وجود أي تمثيل دبلوماسي إسرائيلي في سوريا، أو العكس بينما أيد هذا الوجود الدبلوماسي 23.73%، في حين كان 17.2% غير مهتمين بهذه القضية.

بحسب التقرير، لا تزال إسرائيل هي التهديد الأكبر لأمن سوريا في المرحلة الراهنة، إذ أكد 76% من السوريون المشاركين في الاستطلاع هذا الموقف.

ووفقًا، للتقرير فقد أبدت محافظتا السويداء والقنيطرة نسبًا مرتفعة في تأييد وجود اتفاقية سلام مع إسرائيل، مقابل تراجعها في درعا وبقية المحافظات.

وأرجع المركز ارتفاع التأييد في المحافظتين إلى تصاعد خطاب حماية الأقلية الدرزية من قبل إسرائيل في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، والعبء الذي يتحمله أهالي محافظة القنيطرة، كونهم على تماس مباشر مع القوات الإسرائيلية التي تنفذ توغلات عسكرية دون رادع لها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

رئيس مركز “مدى”، الدكتور حسام السعد، اعتبر أن الاختلاف في آراء العينة شمل أيضًا كلًا من القومية والديانة والطائفة، فعلى مستوى القومية، كان المكوّن الكردي، من عينة الدراسة، هو الأكثر تأييدًا لوجود معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل، وكان المسيحيون أكثر تأييدًا للمعاهدة.

وبحسب السعد، فإن الطائفتين الإسماعيلية والعلوية أكثر تأييدًا لمعاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل، مقابل المكوّن السني في عينة الدراسة.

ووفقًا للتقرير، فقد ربط غالبية السوريين بين الاستقرار والازدهار الاقتصادي في سوريا والتطبيع مع إسرائيل، إذ يرى أكثر من 70% منهم أن التطبيع سوف يعمل على “قدوم الاستثمارات العربية والدولية إلى سوريا”، وبالتالي “تحسّن الوضع الاقتصادي”.

بينما يعتقد 62% منهم أن التطبيع سيؤدي إلى أن تحتل إسرائيل مزيدًا من الأراضي السورية.

إحصائيات واردة في تقرير مركز مدى للدراسات (تعديل)

إحصائيات واردة في تقرير مركز مدى للدراسات (تعديل)

و”رغم التوجه الكبير والتحول في آراء السوريين تجاه إسرائيل والموافقة على عقد اتفاقية سلام، اعتبروها الدولة الأكثر خطرًا، تليها إيران والولايات المتحدة وروسيا”، بحسب التقرير، وهذا يفسر أن قرار الاتجاه نحو تأييد السلام معها يأتي من باب درء المخاطر، لا سيما وأنها على تماس مباشر مع سوريا بشكل عام، وبعض المحافظات السورية الحدودية على وجه الخصوص.

بينما جاءت المملكة العربية السعودية كأقل البلدان خطرًا على سوريا، كما يقول المركز.

المركز السوري لدراسات الرأي العام (مدى) يعرف نفسه بأنه “مؤسسة بحثية مستقلة أسسها فريق من الباحثين وخبراء في المجتمع المدني السوري، يتمتعون بخبرة واسعة في تحليل القضايا المدنية والاقتصادية الحرجة التي تشكلت خلال سنوات الصراع. يجمع المركز بين الرؤية المشتركة والخبرة المتنوعة، ويعتمد على منهجيات علمية دقيقة لفهم الرأي العام السوري وتوثيقه، لضمان أن تُؤخذ أصوات السوريين في الاعتبار عند اتخاذ القرارات”.

معضلة إسرائيل في سوريا

منذ سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024،  اتجهت إسرائيل نحو التصعيد تجاه سوريا عسكريًا وسياسيًا وتوغلت في بعض المناطق المحاذية للحدود، كما نفذت عشرات الغارات العسكرية على مواقع عسكرية سورية.

وصعدت إسرائيل خطابها مرارًا ضد الحكومة السورية الجديدة، بدءًا من مطالبات نتنياهو بنزع سلاح ثلاث محافظات سورية، وصولًا  إلى تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف للحكومة السورية تحت غطاء حماية الأقليات على غرار ما جرى في أشرفية صحنايا، في 30 من نيسان الماضي.

وتبرر الحكومة الإسرائيلية سياستها الخارجية تجاه سوريا بالاستشهاد بماضي القيادة الجديدة، معتبرة ذلك مصدر قلق لأمنها، إذ تبني استراتيجيتها الحالية وكما هو معروف، على كون الرئيس السوري، أحمد الشرع، يقود “مجموعة جهادية” (هيئة تحرير الشام)، ومن وجهة نظر إسرائيل، فإن الأيديولوجيا التي تنتمي إليها هذه المجموعة قريبة بلا شك من أيديولوجيا عدوتها التقليدية (حماس)”، كما قالت الخبيرة السياسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط إيفا كولوريوتيس، في حديث سابق ل.

بالنسبة للتطبيع، قال عضو “الكونجرس” الأمريكي، كوري ميلز، إن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أبدى انفتاحًا للعلاقة مع إسرائيل، خلال لقاء السيناتور به بدمشق.

وأضاف ميلز في مقابلة له مع التلفزيون “العربي” القطري، نشر مضمونها في 23 من نيسان، أنه ناقش مع الشرع رؤيته لعملية الانتقال السياسي في البلاد، والانتقال إلى الحوكمة والديمقراطية الحرة، بعد سقوط النظام السوري السابق.

وتناول الطرفان الحديث عن مسائل أمنية ومسألة الحدود، إضافة إلى العلاقة مع إسرائيل وإجراء حوار معها، مشيرًا إلى إمكانية توسيع اتفاقيات “أبراهام”.

في حديث سابق ل، قال مدير الأبحاث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية“، معن طلاع، إن التطبيع مع إسرائيل مرتبط بأجندة الخارجية السورية، وهذه الأجندة يمكن عنونتها وفق ما صرحت به الحكومة، بأنها تبحث عن الاستقرار وأن سوريا لن تكون بيئة نزاع.

وهذه رسالة توحي بأن الاستحقاقات الداخلية لسوريا ستجعل أداءها في السياسة الخارجية قائمًا على العلاقات الدبلوماسية والتفاعل الإيجابي مع قضايا المنطقة، بحسب طلاع.

ويرى طلاع أن أجندة سوريا الخارجية اليوم تضم محورين مهمين، الأول التوازن في الأدوات الخارجية، أي إنهاء العلاقة مع محور إيران والذهاب نحو محور الدول العربية وتحسين العلاقات معها بالإضافة إلى تركيا.

والمحور الثاني ملف العقوبات والتصنيف وإعادة الإعمار والتعافي المبكر وضمان عودة اللاجئين، وصحيح أن هذه الملفات استحقاقات ضرورية، لكنها ستكون أيضًا ورقة ضغط بيد الإدارة السورية الجديدة.

وبناء على ما سبق، يعتقد طلاع أن أجندة التفاوض مع إسرائيل ستكون مؤجلة وليست في المدى المنظور على الأقل.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *