أصدر وزير الثقافة السوري، محمد ياسين صالح، قرارًا، في 10 من آب الحالي، يقضي بإحداث وإدارة المتاحف التراثية والفنية والشعبية الخاصة، ووضع شروط لآلية الإشراف عليها.

وبحسب القرار، يحصل صاحب المتحف الخاص على ترخيص من الوزارة لعرض المقتنيات الأثرية أو التراثية أو التاريخية أو الثقافية، بقصد الدارسة والبحث وخدمة الجمهور وتنمية ثقافة المجتمع.

نائب المدير العام للآثار و المتاحف في سوريا، مسعود بدوي، قال ل، إن المتاحف التراثية والفنية والشعبية تعكس واقع الحياة في مدينة أو عدة مدن من خلال عرض طرق الحياة وأساليب العيش والمقتنيات الأثرية أو التراثية أو التاريخية أو الثقافية، وذلك بقصد الدراسة والبحث وتنمية ثقافة المجتمع التي أصبحت بعد عدة عقود من الزمن جزءًا من الذاكرة الشعبية والتاريخ.

وبيّن أن تعزيز دور المتاحف الخاصة في الحفاظ على الهوية التراثية السورية يكون من خلال التواصل مع المجتمع المحلي، وخاصة الذي يملك أدوات خاصة يمكن الاستفادة منها في عرض طرق للمعيشة، والتعامل مع الذاكرة الشعبية من خلال المعروضات التي تمثل جزءًا مهمًا من هوية سوريا التراثية، إضافة إلى اقتناء المعروضات الشعبية التراثية بشتى الطرق ومن ضمنها الشراء، وفق بدوي.

وحول التحديات، أشار بدوي إلى أن أبرز التحديات هي إيجاد المكان المناسب للمتاحف الخاصة، وطرق الحصول على المقتنيات الأثرية، ودرجة تقبل المجتمع لها، وتشجيع المجتمع المحلي على زيارتها بالإضافة إلى التركيز على تسعيرة الزيارة للمتاحف الخاصة والوصول الآمن للمبني وتأمين المرافق الضرورية لخدمة الزوار وتوفير معايير الأمان والسلامة.

إحياء السياحة الثقافية

سيكون هناك تبادل خبرات بين الجامعات والمتاحف الحكومية والمتاحف الخاصة للاستفادة من تجارب الآخرين، وتبادل المعلومات وطرق العرض وتوثيق القطع المعروضة وتقديم الشروحات المناسبة، بحسب بدوي.

وأضاف بدوي أنه سيكون هناك أيضًا تواصل مع المنظمات الدولية (مثل اليونسكو) لتسجيل عدد من مكونات التراث الشعبي على لائحة التراث العالمي (مثل أدوات الزراعة والفلاحة والأدوات الفنية وغيرها) حيث تشكل هذه الأدوات جزءًا من حضارتنا الممتدة، إضافة إلى تقديم الدعم اللازم لاستمرار عمل هذه المتاحف.

وستكون المتاحف الخاصة جزءًا من إعادة إحياء السياحة الثقافية في سوريا، إذا عملت بطريقة صحيحة وركزت على إحياء الذاكرة الشعبية، وتنظيم الزيارات والرحلات لهذه المتاحف والتعريف بها، بحسب بدوي.

وكانت المواقع الأثرية السورية تعرضت لدمار وتخريب وتعديات وسرقة الكثير من القطع الأثرية في عهد النظام السابق.

واستأنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أنشطتها في سوريا، بعد انقطاع دام 14 عامًا، عقب زيارة بعثة رفيعة المستوى من المنظمة إلى سوريا.

وعلقت بعض البعثات الأثرية الأجنبية أنشطتها خلال سنوات الحرب في سوريا، بينما استمرت بعض الفرق، كالبعثة الهنغارية، التي تابعت أعمالها في قلعتي “الحصن” و”المرقب”.

كما عادت بعض البعثات إلى العمل في سوريا منذ عام 2019، حيث عملت خمس بعثات إيطالية في مواقع مثل تل إيبلا وطوقان.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.