لا يُعد مصطلح “اضطراب حساسية الرفض” أو اضطراب RSD تشخيصًا رسميًا، ولكنه يكتسب زخمًا في كلٍّ من الأبحاث والدراسات السريرية.
وتخيل أن صديقك لم يرد على رسالة لبضع ساعات، وقد يعتقد معظم الناس: ربما يكون مشغولًا فحسب.
ولكن الشخص المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) قد ينتابه سيل من الأفكار مثل: “لا بد أنهم يكرهونني!” أو “لقد دمرت صداقتنا!”.
هذه الانفعالات العاطفية الشديدة تجاه الرفض، سواءً كان حقيقيًا أو متخيلًا، هي جزء مما يُسمى “اضطراب حساسية الرفض”. أو اضطراب RSD.
ولا يُعد هذا المصطلح تشخيصًا رسميًا، ولكنه يكتسب زخمًا في كلٍّ من الأبحاث والدراسات السريرية، وخاصةً بين البالغين الذين يسعون إلى فهم أنفسهم بشكل أفضل.
إذن، ما هو اضطراب RSD أو حساسية الرفض، وما علاقته باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وكيف يمكننا التعامل معه بمزيد من التعاطف؟ فالأمر يتجاوز مجرد كره النقد.
ويشعر الجميع بالألم عند انتقادهم أو استبعادهم، ولكن اضطراب حساسية الرفض لا يقتصر على “عدم الإعجاب” بردود الفعل، حيث تشير كلمة “اضطراب حساسية الرفض” إلى ضائقة عاطفية شديدة.
ويصف الأشخاص المصابون باضطراب حساسية الرفض ردود فعل غامرة تجاه الرفض المتصور، حتى لو لم يقل أحد أو يفعل أي شيء قاسٍ.
ويمكن لتعليق عابر مثل “ظننت أنك ستفعل ذلك بهذه الطريقة” أن يثير مشاعر الخجل أو الإحراج أو الشك في الذات.
وغالبًا ما يكون الألم العاطفي فوريًا ومُستهلكًا، مما يدفع بعض الأشخاص إلى الانسحاب أو الإفراط في الاعتذار أو الانفعال لحماية أنفسهم.
ارتباط اضطراب RSD باضطراب فرط الحركة
غالبًا ما يرتبط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالانتباه أو الاندفاع، ولكن أحد المكونات الرئيسة والتي غالبًا ما يتم تجاهلها، وهو الاضطراب العاطفي: صعوبة في إدارة الاستجابات العاطفية القوية والتعافي منها.
وهذا ليس عيبًا في الشخصية؛ إنه اختلاف عصبي، حيث تُظهر دراسات تصوير الدماغ أن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يميلون إلى وجود اختلافات في كيفية عمل اللوزة الدماغية (جهاز الإنذار العاطفي في الدماغ) وقشرة الفص الجبهي (التي تنظم الدوافع والعواطف) معًا.