وليمة الموت الرومانية، كانت واحدة كانت حدثًا لا يُنسى، وهي وليمة الامبراطور الروماني دوميتيان، ففي غرف مزينة بفخامة، وترفيه مُتقن، وبالطبع، أشهى المأكولات الرومانية، ولكن ما انتهت إليه كان الموت والرعب.
الإمبراطور دوميتيان ووليمة الموت المرعبة
اشتهر الأباطرة الرومان، عمومًا، بقسوتهم ووحشيتهم، ولم يتورعوا عن قتل المعارضين والمنتقدين والتهديدات من أجل الوصول إليها والحفاظ عليها. مع ألعاب الساحات الشرسة والحروب التوسعية المستمرة، كان الموت واقعًا يوميًا في الإمبراطورية الرومانية.
حكم دوميتيان خلال القرن الأول الميلادي، وكان مكروهًا للغاية بين الطبقة الحاكمة في روما لقسوته وتقلباته. كان حاكمًا قاسيًا، يستولي على ممتلكات وثروات المعارضة في مجلس الشيوخ قبل قتلهم. ونظرًا لتزايد خوفه على حياته (فقد كان الأباطرة الرومان يُغتالون بوتيرة مُقلقة)، بدا أنه كان لديه طريقة لرؤية الموت وإيقاعه أينما ذهب. من خلال استضافة وليمة تدور حول مفهوم الموت.
أقيمت وليمة الموت المرعبة عام 89 قبل الميلاد. كانت أشبه بحفلة هالوين صارخة على الطراز الروماني. كان كل شيء، من أجساد الخدم العارية إلى الطعام وحتى الغرفة نفسها، أسودًا قاتمًا، لكن دوميتيان كان يُخبئ المزيد لضيوفه.
قائمة الطعام
وُضعت جميع الأطعمة التي تُقدم عادةً في التضحيات للأرواح الراحلة أمام الضيوف، جميعها سوداء اللون وفي أطباق من نفس اللون. يبدو هذا لذيذًا؛ شكرًا لك يا دوميتيان. لا شك أن ضيوفه الكرام، الذين وصفهم ديو بأنهم “أبرز رجال مجلس الشيوخ والفرسان”، كانوا على دراية بخوف الإمبراطور من انتقامه المروع من كبار الشخصيات الرومانية الذين أغضبوه، ولذلك فمن المفهوم أن ينقصهم بعض الأحاديث الراقية على العشاء.
في الواقع، ساد صمت مطبق من جانب الجميع باستثناء دوميتيان، كما لو كانوا بالفعل في عالم الأموات. لقد خشوا بالتأكيد أن يكونوا كذلك قريبًا!
لقد فكر دوميتيان في كل صغيرة وكبيرة في مناسبته. هل كانت هناك أماكن جلوس شخصية؟ بالطبع كانت هناك. ربط الإمبراطور المُفكّر هذه التفاصيل بموضوع الحفلة بكلّ دقّة، وعلّق ديو قائلًا: “وضع بجانب كلّ [ضيف] لوحًا على شكل شاهد قبر، يحمل اسم الضيف، ومصباحًا صغيرًا يُعلّق في القبور.
وبعد الوليمة، غادر الجميع بسلام، بعد أن انتهى الإمبراطور من مُناقشة، مواضيع تتعلق بالموت والمجازر.
السبب المحتمل للوليمة المروعة
لاحظ المؤرخ الروماني القديم أن المزيد من المفاجآت كانت في انتظاره، حتى بعد أن غادر الجميع هذا الحدث المرعب. وعندما عاد الجميع إلى منازلهم من الوليمة، ورد أنهم تلقوا هدايا فاخرة من دوميتيان.
أما عن سبب رغبة دوميتيان تحديدًا في إقامة مثل هذا الحدث، فهو تكرار لفكرة “تذكر أنك ستموت”، هي فكرةٌ لطالما تأملها الرومان، وكانوا أحيانًا يُقدمون لبعضهم البعض هدايا قاتمة مثل تماثيل هياكل عظمية صغيرة في الحفلات أو الأعياد.
