ما وراء مناورات الطيران الروسي في سماء الشمال السوري
تشهد سماء شمال غربي سوريا تدريبات ومناورات للطيران الحربي الروسي بشكل مكثف خلال الأيام العشرة الماضية، في منطقة باتت مسرحًا ومضمارًا لهذه الطائرات.
وتجري هذه الطائرات جولات تدريبية ومناورات وتنفّذ غارات تكتيكية لليوم الـ12 على التوالي، بالإضافة إلى جولات سطع ومسح للمنطقة، وأخذ أبعاد المنطقة، وزاوية التنفيذ على أهداف أرضية.
“المرصد 80” (أبو أمين)، المختص برصد التحركات العسكرية في المنطقة، قال ل إن المناورات الروسية بدأت منذ 18 من نيسان الحالي، وتدخل في إطار التدريبات لطيارين جدد، وتعتمد هذه التدريبات على الدوران في سماء المنطقة، والتنفيذ تكتيكيًا على أهداف وهمية بالتنسيق مع طيران الاستطلاع بالجو.
وأوضح المرصد أن طائرات من طراز “SU – 24″ و”SU – 34” (سوخوي) تنفّذ هذه التدريبات، والهدف منها مسح المنطقة طبوغرافيًا، وأخذ الأبعاد (خطوط الطول والعرض)، وأخذ زوايا وإحداثيات لتنفيذ الغارات.
وأضاف أن التدريبات تهدف إلى رفع خبرة الطيارين، وكيفية التنسيق مع طيران الاستطلاع خلال التنفيذ على الهدف، وكيفية تحقيق هدف مضمون.
ومن خلال خبرته كمرصد عسكري، قال إن هذا النوع من التدريبات يأتي بعده مرحلة تنفيذ على أهداف نظامية وحقيقة على الأرض، من مرافق وبنية تحتية بالتنسيق مع طيران الاستطلاع.
زيادة بعد حرب أوكرانيا
شكّل التدخل الروسي في سوريا نقطة تحول جذرية في مسار الأحداث الميدانية، إذ استطاع النظام السوري استرجاع مساحات جغرافية واسعة على الخريطة منذ أول غارة نفذها سلاح الجو الروسي في سوريا في 30 من أيلول 2015، منها باتفاقيات روسية- تركية، وأخرى لعبت فيها روسيا دورًا محوريًا مع الأردن وإسرائيل وحتى الولايات المتحدة.
ومع بداية التدخل الروسي 2015، وقبل تنفيذ أي غارة كان الطيران الروسي يحوم لأيام في سماء الشمال السوري، ثم ينفذ في منطقة إدلب وريف حلب، وفق ما قاله المرصد العسكري.
ولفت المرصد إلى أن تدريب الطيارين الروس في سماء الشمال السوري زاد بعد الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت في شباط 2022، مرجحًا نقلهم بعد ذلك إلى جبهات القتال في أوكرانيا.
المسيّرات الانتحارية على الخط
دخلت الطائرات المسيّرة الانتحارية محلية الصنع على خطوط الاشتباكات شمال غربي سوريا، وباتت سلاحًا تستخدمه قوات النظام السوري وحلفاؤها بكثافة منذ مطلع 2024، متبعة نهجًا جديدًا يهدد حياة الناس ويدمر وسائل بقائهم وسبل عيشهم.
ومنذ بداية العام الحالي حتى 17 من آذار الماضي، استجابت فرق “الدفاع المدني السوري” لـ235 هجومًا على مناطق شمال غربي سوريا، من قبل قوات النظام والقوات الموالية لها، وتسببت هذه الهجمات بمقتل 18 مدنيًا وإصابة 90 مدنيًا آخرين.
وفي حديث سابق مع، قال “المرصد 80” (أبو أمين)، إن الطائرات الانتحارية هي “درونات” من طراز “FPV”، محلية التصنيع بإشراف روسي- إيراني، وتستخدمها قوات النظام السوري.
آلة لقتل الشعب السوري
خلال التدخل العسكري، شنت القوات الجوية الروسية أكثر من 100 ألف طلعة جوية قتالية في سماء سوريا، وفق تصريحات قائد القوات الجوية الروسية الموفدة إلى سوريا، يفغيني نيكيفوروف، على هامش احتفالية للقوات الروسية في قاعدة “حميميم” الجوية بريف اللاذقية، في 12 من آب 2021، بمناسبة الذكرى الـ109 ليوم الطيران القتالي الروسي.
ووفق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، قتلت القوات الروسية 6963 مدنيًا منذ تدخلها في سوريا، فيما قتل على يد قوات النظام 201 ألفًا و234 مدنيًا.
وفي 2019، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تسجيلات صوتية قالت إنها تعود إلى سلاح الجو الروسي، في أثناء تنفيذه عمليات قصف في سوريا.
وذكرت الصحيفة أنها حصلت على اتصالات أجراها سلاح الجو الروسي في أثناء قصفه لمنشآت طبية، من خلال فك رموز آلاف من موجات بث الراديو التابع للقوات الروسية، موثقة أشهرًا من نشاط الطيارين.
ويظهر التحقيق قصف الطائرات الروسية أربعة مستشفيات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، منها قصف لمستشفى “نبض الحياة” في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي، في 5 من أيار 2023.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي