أدى تراجع الطلب على اللحوم الحمراء في أسواق العاصمة دمشق وضواحيها إلى انخفاض طفيف في أسعارها وميولها لحالة شبه استقرار، وذلك بعد عزوف العشرات عن شرائها والبحث عن بدائل أخرى أو خفض الاستهلاك للحد الأدنى لمجاراة الواقع المعيشي المتردي.
تراجع الطلب
رياض عبدو، صاحب محل لبيع اللحوم في معضمية الشام بريف دمشق، قال ل، إنه خفض عدد الذبائح في دكانه من أربعة خراف أسبوعيًا إلى اثنين منذ شهر تقريبًا، وذلك بسبب انخفاض الطلب، وعدم توفر الكهرباء للحفاظ على كميات اللحوم المتبقية.
“منذ زمن لم يطلب شخص كيلو لحم، يكتفي الناس بالطلب بمبلغ معين دون السؤال عن السعر أبدًا”، قال رياض، لافتًا إلى أن ثبات سعر اللحوم يرجع لقلة الطلب.
وبحسب صاحب المحل، تجاوز سعر كيلو لحم الخاروف 150 ألف ليرة بينما يتراوح سعر كليو لحم الغنم بين 120 إلى 130 ألف ليرة سورية.
لم يعد رياض يعتمد على تجارة اللحوم فقط لتأمين معيشته، فتراجع البيع أثر سلبًا عليه، وبات مضطرًا للبحث عن عمل إضافي، لافتًا أن لحمة المعلاق (الجهاز الهضمي للخاروف) والتي كانت سابقًا تباع قبل تعليق الذبيحة، تبقى معلقة لأيام بعدما وصل سعر الكيلو 100 ألف ليرة.
بدائل للتقنين
قررت صباح العدل، من سكان حي كفرسوسة بدمشق، عدم الاستغناء كليًا عن اللحم، وإنما تخفيض الاستهلاك وإلغاء الوجبات التي يعتمد تحضريها على اللحوم بشكل كبير (كالشيش برك وفطائر اللحمة).
وقالت صباح ل، إنها تشتري كيلو لحمة واحد شهريًا لعائلته المكونة من أربعة أشخاص، موضحة أن نوعية اللحمة “مسوفة”، وتقوم بتحميصها وحفظها، وتضع معلقة أو ملعقتين للطبخة الواحدة، “لكيلا ننسى طعم اللحم لا أكثر”، وفق تعبيرها.
بينما قال “أبو مالك”، من سكان حي الميدان بدمشق، إنه استغنى عن اللحم الأحمر كليًا إذ يمكن بسعر كيلو يمكن أن يشتري ضعف الكمية من لحم الدجاج وهو بديل مناسب، وفق رأيه.
ويباع كيلو الفروج (الدجاج) بحوالي 27 ألف ليرة، وفق ما رصدت، ويسجل كيلو الفخاذ 25 ألف ليرة، وكيلو الجناحات 22 ألف ليرة، وكيلو صدر الشيش 65 ألف ليرة، وكيلو السودة 80 ألف ليرة سورية.
400% في عام
بمقارنة الأسعار التي باتت تسجلها اللحوم الحمراء في الأسواق بالفترة ذاتها من العام الماضي، فإن نسبة الارتفاع وصلت إلى قرابة 400%.
وفي العام الماضي، كان سعر كيلو لحم الخاروف يتراوح بين 30 و35 ألف ليرة، بينما لم يتجاوز سعر كيلو لحمة العجل 25 ألفًا.
بينما وصل متوسط الأسعار بعد نحو عام، بحسب جولة أجرتها على أسواق متفرقة من دمشق وضواحيها، للحم الخاروف نحو 150 ألف ليرة، ولحم الغنم 125 ليرة، ولحم العجل 110 آلاف ليرة، بينما سجل كيلو الدهنة 100 ألف، فيما يتراوح سعر كيلو اللحمة المسوفة (مخلوطة هبرة ودهنة وهي أكثر الأصناف مبيعًا) بين 90 إلى 110 ألف ليرة سورية.
عدة أسباب وراء الارتفاع
يشكل ارتفاع أسعار المواشي والتقلبات في أسعار الأعلاف السبب الرئيسي لغلاء أسعار اللحوم، تزامنًا مع ضعف القدرة الشرائية لدى الأهالي مع عدم قدرة الكثيرين على مجاراة الغلاء الذي بات يشمل معظم السلع.
فهد حباب (اسم مستعار) لصاحب محل بيع لحوم في كفرسوسة بدمشق، أوضح ل أن سعر كيلو الخاروف الواقف (الحي) يبلغ حوالي 50 ألف ليرة مع تراجع الكميات المعروضة بالسوق أيضًا.
وأضاف أن ارتفاع الأسعار لا يأتي من المربي أو صاحب المحل، فالغلاء ليس في مصلحة أحد، وأن الزبون ليس هو المتضرر الوحيد، فقد انخفضت مبيعات المحال، وبالتالي المرابح إلى الحد الأدنى.
وكان رئيس جمعية اللحامين بدمشق، محمد يحيى الخن، قال في تصريح صحفي، إن الأسواق شهدت منذ مطلع أيلول الماضي حركة بيع ضعيفة، وتراجع في بيع اللحوم بنسبة تصل إلى 25%، إذ انخفض عدد الذبائح اليومي إلى 500 رأس غنم، وكان قد وصل إلى 650 رأس غنم خلال الشهر الماضي.
وبرر الخن، ارتفاع أسعار اللحوم بقلة المادة، وارتفاع سعر الأعلاف بسبب عدم توفر المراعي، وكذلك امتناع المربين عن البيع، لافتًا إلى أنه لا علاقة للمحروقات في تحديد سعر اللحوم بدمشق، على حد قوله.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
