لم تكتمل فرحة سناء سمارة (60 عامًا) بتحرير سوريا من نظام الحكم السابق، بحسب وصفها ل، فبعد أعوام من تراكم مستحقاتها التقاعدية في المصرف التجاري سوريا، بدأت معاناتها بتحصيل الرواتب وقبضها من الصرّافات الموجودة في المحافظات القريبة من مدينتها ادلب.
في حكم النظام السابق، لم يكن باستطاعة أهالي محافظة ادلب، وحتى القاطنون المهجرون فيها الذهاب للمحافظات القريبة بحكم إغلاق الطرقات وتحييد المحافظة عنها، وبالتالي لم يتمكنوا من قبض الرواتب التقاعدية وحتى تجديد بطاقة المصرف.
معاناة ليست بالحسبان
عبّرت السيدة الستينية عن خيبة أملها بعد تحرير سوريا، وقالت ل، إنها ذهبت لمدينة حماة بداية العام الحالي، لطلب تجديد بطاقتها، وقبض مستحقاتها، باعتبار قيام النظام السابق بنقل مديرياته في ادلب إلى حماه حينها، لكنها بعد محاولتين لتجديد البطاقة وحصولها عليها فوجئت بتعطل الشبكة وخروجها عن الخدمة.
حالها كحال العديد من المتقاعدين الذين يتقاضون رواتبهم من التأمينات أو التأمين والمعاشات سواء من ادلب أو من محافظتي حلب وحماه باعتبارهما الأقرب لمحافظة ادلب، وبعد جولة ل على الصرّافات الآلية التابعة للبنك التجاري أو العقاري في المحافظتين، كان هناك ازدحام عليها وطوابير لعشرات المواطنين.
وتعتبر معاناة المتقاعدين في محافظة ادلب مضاعفة بحكم حاجتهم للسفر إلى المحافظات القريبة بسبب عدم تفعيل البنوك العامة في المحافظة بعد، وعدم وجود الصرّافات الآلية فيها.
عائشة بلشة، متقاعدة من مدينة إدلب، لم تساعدها صحتها على التوجه إلى مدينة حماة أكثر من مرة لتجديد بطاقتها، فكان خيارها كخيار الأغلبية توكيل شخص من المعارف بقبض الراتب مقابل أجر يتفق عليه الطرفان لتوفير عناء السفر والوقوف لوقت طويل أمام طابور، و قد ينتهي بها الأمر العودة دون جدوى بسبب توقف الشبكة عن العمل أو نفاذ العملة داخل الصرّافات.
أما سناء، فقد تمكنت ابنتها في حلب من قبض 500 ألف ليرة سورية من مجموع الرصيد المتراكم داخل البطاقة المصرفية، وبحسب ما قالت ل، فإنه لا يمكن لصاحب البطاقة سحب رصيد أكثر من 500 ألف ليرة سورية كل أسبوع، وعليه الانتظار لأسبوع جديد كي يسحب مبلغًا آخر، وهذا الأمر زاد معاناة المتقاعدين في إدلب، فمعظمهم لديهم رواتب متراكمة لسنوات، وعليهم تحمل عناء الازدحام والسفر وقبض جزء من الرصيد كل أسبوع.

ازدحام أمام أحد فروع البنك العقاري في حلب لقبض الراتب الشهري للمتقاعدين والموظفين- 19 حزيران 2025 (/ سماح علوش)
مناشدات بالجملة
أطلق بريد “تجمع المعلمين والأكاديميين السوريين” عبر منصته مناشدة للجهات المعنية، لنقل معاناة المعلمين والمتقاعدين في إدلب.
وقالت المنسقة العامة للتجمع، إيمان قريد، ل، إن المتقاعدين جميعهم من كبار السن، ويقفون أمام الصرافات لساعات طويلة منذ الصباح الباكر، فضلًا عن المعاملة السيئة التي يتعرضون لها من قبل الموظفين في حلب وحماه.
وجاء في المناشدة، أن الأمر الأكثر إيلامًا، أن المتقاعدين معظمهم تجاوز السبعين من العمر، ويقفون تحت أشعة الشمس الحارقة لانتظار دورهم وتسيير معاملاتهم.
وأكدت المنسقة قريد، أن مدينة إدلب لاتحتوي على مراكز مخصصة بعد لتقبيض الرواتب، ما يفرض على المتقاعدين التنقل إلى المدن المجاورة، ويترتب على ذلك عناء ونفقات إضافية لا تتناسب مع قيمة الراتب.
تتراوح قيمة الراتب الشهري للمتقاعدين بين 200 ألف ليرة سورية، حتى 350 ألف ليرة سورية وسطيًا، وذلك قبل صدور القرار الرئاسي بزيادة عامة لكافة الموظفين والمتقاعدين بنسبة 200%.
يطالي المتقاعدون المقيمون في إدلب أن تجد الحكومة حلولًا جذرية لمعاناتهم، من خلال تحويل المستحقات الشهرية عن طريق شركة “الهرم للصرافة”، أو أي بنك مصرفي يتم فتح حساب خاص لكل موظف لحفظ كرامته.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي