بدأ مجلس الأمن الدولي، الاثنين، مباحثات بشأن قرار صاغته فرنسا لتمديد مهمة قوات حفظ السلام في لبنان (يونيفيل)، والإشارة إلى اعتزامه العمل على سحبها في نهاية المطاف، فيما أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون الثلاثاء، تمسك بلاده ببقاء قوة يونيفيل.
وتسيّر يونيفيل، التي تأسست عام 1978، دوريات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل. ويتم تجديد تفويض العملية سنوياً، وينتهي أجل تفويضها الحالي في 31 أغسطس.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة، التي تتمتع بحق النقض في المجلس “أبلغت اجتماعاً مغلقاً للمجلس الاثنين، أن تفويض البعثة يجب أن يمدد لسنة واحدة أخيرة فقط”.
وعندما طُلب من المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على ما إذا كانت واشنطن تريد إنهاء مهمة “اليونيفيل” تدريجياً، قال: “لا نعلق على المفاوضات الجارية في مجلس الأمن”.
وينص مشروع القرار الفرنسي على أن يشير المجلس إلى “عزمه العمل على انسحاب اليونيفيل بهدف جعل الحكومة اللبنانية الجهة الوحيدة التي توفر الأمن في جنوب لبنان، شريطة أن تسيطر الحكومة اللبنانية بالكامل على جميع الأراضي اللبنانية وأن تتفق الأطراف على ترتيب سياسي شامل”.
وورد في نص مشروع قرار مجلس الأمن أنه “يحث المجتمع الدولي على تكثيف دعمه، بما في ذلك بالمعدات والعتاد والمال للجيش اللبناني”.
لبنان يتمسك ببقاء يونيفيل
بدوره، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، الثلاثاء، تمسّك لبنان ببقاء قوات حفظ السلام “اليونيفيل” في مناطق الجنوب طوال المدة اللازمة لتنفيذ القرار (1701).
وقال عون خلال لقاء قائد “اليونيفيل” اللواء ديوداتو أباغنارا، إن لبنان “متمسك ببقاء القوات الدولية في الجنوب طوال المدة اللازمة لتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية”، مشدّداً على “أهمية التعاون بين الجيش واليونيفيل وأهالي البلدات والقرى الجنوبية”، حسبما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام.
دعم بريطاني وباكستاني
وفي سياق الحشد الدولي لدعم تمديد مهمة “اليونيفيل”، التقى وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي بسفير بريطانيا، هاميش كاول، في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية لتمديد بقاء القوات.
وأكد السفير البريطاني “دعم بلاده لموقف لبنان بشأن التمديد لقوات اليونيفيل”، وجدد تأييد بريطانيا “قرار حصر السلاح بيد الدولة”.
كما التقى رجّي سفير باكستان سليمان أطهر، الذي تشغل بلاده مقعداً غير دائم في مجلس الأمن، وأبلغ رجّي “دعم بلاده للتمديد للقوات الدولية وفق الصيغة التي نعمل على إقرارها”.
وتم توسيع نطاق تفويض “اليونيفيل” في عام 2006، بعد حرب استمرت شهراً بين إسرائيل وجماعة “حزب الله”، للسماح لقوات حفظ السلام بمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على أجزاء من الجنوب خالية من الأسلحة أو المسلحين غير التابعين للدولة اللبنانية.
وأثار ذلك توتراً مع “حزب الله”، الذي يملك قواتاً في جنوب لبنان، رغم وجود الجيش.