يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الاثنين، على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة بدعم دولي وإسلامي وعربي لتبني خريطة الطريق الأميركية، التي طرحها الرئيس دونالد ترمب بشأن غزة.

ومن المقرر أن يتم التصويت على مشروع القرار الأميركي، مساء الاثنين عند الساعة 20:00 بتوقيت جرينيتش.

ويتطلب تمرير المشروع الأميركي الحصول على 9 أصوات وعدم استخدام أي من الأعضاء الدائمين (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا) حق النقض “الفيتو”.

وحظي مشروع القرار الأميركي، مساء الجمعة، بدعم السعودية، ومصر، وقطر، والإمارات، وإندونيسيا، وباكستان، والأردن، وتركيا. 

وقالت الدول المعنية، في بيان مشترك مع الولايات المتحدة، إن “الخطة الشاملة التاريخية لإنهاء الحرب على غزة، المعلن عنها في 29 سبتمبر الماضي، حظيت بتأييد القرار، وتم الاحتفال بها وإقرارها في قمة شرم الشيخ”.

وفي السياق، قال مراسل قناة “الشرق” بالقدس، قاسم الخطيب، إن إسرائيل تنظر بحذر وتوجس إلى القرار رغم إعلانها الموافقة على مبادرة ترمب، التي تتضمن جميع البنود، بما فيها المسار المؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.

وأشار الخطيب إلى أن خطة ترمب دخلت مرحلة حاسمة قد تشكّل تهديداً مباشراً لاستقرار حكومة نتنياهو، إذ إن إقامة دولة فلسطينية قد تتسبب في تفجير الائتلاف الحكومي ودفع الجناح الأكثر تطرفاً إلى الانسحاب من الحكومة.

تفعيل الخطة الأميركية عبر مجلس الأمن

وواجهت الولايات المتحدة 3 خيارات، الأول قبول بعض التعديلات الروسية، والثاني جمع دول في “تحالف الراغبين” خارج الأمم المتحدة لتتولى وتمول عملية استقرار غزة، أما الثالث، والذي قررت في الأخير اللجوء إليه، هو طرح مسودتها للتصويت مباشرة.

وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مساء الجمعة، إن “الخطة الشاملة” التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الصراع في غزة، تمثل أفضل مسار لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن مشروع قرارها في مجلس الأمن الدولي سيُفعّل هذه الخطة.

وأعرب الوزير الأميركي عن شكره للسعودية ومصر وقطر، والإمارات، وإندونيسيا، وباكستان، والأردن، وتركيا على تأييدهم لمشروع القرار، مؤكداً أن المنطقة “لم تكن يوماً أقرب إلى سلام حقيقي ودائم كما هي الآن”.

واعتبر سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، في مقال رأي بصحيفة “واشنطن بوست”، الجمعة، أن قرار مجلس الأمن “سيحدد ما إذا كانت المنطقة ستواصل السير على طريق سلام مستدام، أو ما إذا كانت شعوبها ستخاطر بالانزلاق مجدداً إلى الصراع والبؤس”.

مقترح روسي مضاد

لكن روسيا، التي تمتلك حق النقض “الفيتو” إلى جانب الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا، وزعت مشروع قرار بديل يتضمن تفاصيل أقل حول ما سيحدث على الأرض، لكنه يكرر أهمية حل الدولتين والرغبة في إبقاء السلطة الفلسطينية مسؤولة عن إدارة قطاع غزة.

وينصّ المقترح الروسي المضاد على أنه “يرفض أي محاولة لإحداث تغييرات ديموجرافية أو جغرافية في قطاع غزة”، ويؤكد “أهمية وحدة واستمرارية الأراضي بين قطاع غزة والضفة الغربية تحت إدارة السلطة الفلسطينية”.

وتُشيد روسيا بالجهود الأميركية لإحلال السلام في المنطقة، لكنها تريد من مجلس الأمن أن يلعب دوراً أكثر نشاطاً في خطة السلام الخاصة بغزة، وتصرّ على أن تكون الدولة الفلسطينية أولوية، وفقاً لبيان أصدرته البعثة الروسية، الجمعة.

وتبتعد الخطة الأميركية عن الترويج المباشر لحل الدولتين، لكنها “تقدم مساراً نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة”، حسبما جاء في البيان الصادر عن البعثة الأميركية، الجمعة. وتعارض إسرائيل قيام دولة فلسطينية.

شاركها.