انتشرت منذ ساعات الصباح الباكرة من اليوم الخميس، مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي بين السوريين توثق انتهاكات جسيمة ودموية نفذتها مجموعات محلية مسلحة بحق بدو السويداء جنوب سوريا، وذلك بعد ساعات من اتفاق لوقف إطلاق النار بين مشيخة عقل الطائفة الدرزية في المحافظة وبين الحكومة السورية والتي تمت على إثرها انسحاب قوات الجيش السوري وقوى الأمن العام.
ـ “مجازر” بحق بدو السويداء
وفي التفاصيل، قال مراسل وكالة ستيب نيوز في المنطقة، إن معظم ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع مصورة توثق الانتهاكات وعمليات التطهير العرقي ضد بدو السويداء صحيحة، ولكنه لم يؤكد عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة تلك المجازر، خاصةً وأن الرقم المتداول بين السوريين يقول إن عددهم تجاوز 100 قتيل حتى لحظة تحرير الخبر بينهم نساء وأطفال.
وأوضح مراسلنا أنه لا يمكن حالياً حصر عدد القتلى برقم دقيق، نتيجة صعوبة التحرك في المنطقة والوضع الأمني غير المستقر نهائيا، إلا أنه أكد صحة ما يتم تداوله من انتهاكات، خاصةً مع انتشار الدخان المتصاعد من عمليات حرق الخيم في المنطقة، مشيراً إلى الحظر الذي فرضته المجموعات المحلية المسلحة على الدخول إلى تلك المناطق، سواء لوسائل الإعلام أو المنظمات الإنسانية.
وعقب مراسلنا على الانتهاكات التي تمت بحق المدنيين الدروز خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء، مؤكدة أن تلك الانتهاكات لا يمكن نسبها كلها إلى قوى الأمن العام، خاصةً وأن معظمها تم في الأيام الأولى التي لم تكن تشهد تدخل الأمن السوري بعد، وإنما يمكن القول إن من قام بأغلب تلك الانتهاكات عناصر من بدو السويداء وخارجين عن القانون.
وأكد مراسلنا أنه لم يكن هناك أي عمليات تحريضية بين أبناء الطائفة الدرزية أو حكومة دمشق على بعضهم البعض وإنما كان هناك بعض الأصوات من داخل السويداء المتهمة لزعيم الطائفة الدرزية حكمت الهجري، باللجوء إلى إسرائيل وطلب الحماية منهم من القوات السورية، وما زاد الطين بلة ما شهدته بعدها دمشق وجنوب سوريا من غارات إسرائيلية وتلتها التصريحات الإسرائيلية المتعهدة بحماية أبناء الطائفة الدرزية.
أما فيما يتعلق بالدعوات بين التجار السوريين حول مقاطعة تجار السويداء، قال مراسلنا إنها مجرد دعوات فردية يتناقلها بعض السوريين فيما بينهم ولا يوجد أي شي رسمي، مشيراً إلى أن الحكومة السورية لا تستطيع التدخل في التجارات الخاصة للسوريين وفرض عليهم بمن يتعاملون ومع من لا يتعاملون.
والجدير ذكره أن سوريا شهدت أمس الأربعاء يوماً حافلاً بالأحداث المتوترة، إذ استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع حكومية حساسة بقلب العاصمة دمشق، على خلفية أحداث السويداء والتي انتهت باتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء الطائفة الدرزية انتهت بانسحاب القوات السورية من السويداء، فيما تزال التهديدات الإسرائيلية مستمرة لحكومة دمشق.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية