تسعى روسيا إلى إجراء “تغييرات جوهرية” على خطة السلام الأميركية لإنهاء الحرب مع أوكرانيا، بما في ذلك فرض المزيد من القيود على القدرات العسكرية لكييف، فيما عبّر الرئيس الأوكراني ‌فولوديمير زيلينسكي، عن رغبته في عقد اجتماع مع نظيره الأميركي دونالد ترمب لبحث أكثر القضايا حساسية مثل الأراضي، ولفت إلى “خلافات لا تزال قائمة”.

ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن مصدر مقرب من الكرملين قوله إن روسيا تعتبر الخطة المكونة من 20 بنداً التي تم وضعها بين أوكرانيا والولايات المتحدة نقطة انطلاق لمزيد من المفاوضات، حيث تفتقر إلى بنود تراها موسكو في غاية الأهمية، وعدم إجابتها عن العديد من التساؤلات.

وأضاف: “في حين أن روسيا تنظر إلى الوثيقة الحالية على أنها خطة أوكرانية إلى حد كبير، فإنها ستدرسها بهدوء”.

وتشمل مخاوف روسيا الحصول على ضمانات بعدم التوسع شرقاً لحلف شمال الأطلسي، وضمان حياد أوكرانيا في حال انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، بحسب الشخص المقرّب من الكرملين، بحسب الشخص المقرب من الكرملين.

وأضاف أن الخطة تفتقر أيضاً إلى قيود طلبتها روسيا على حجم القوات المسلحة الأوكرانية بعد الحرب وأنواع الأسلحة، ولا توفر ضمانات واضحة بشأن وضع اللغة الروسية في أوكرانيا.

وذكرت “بلومبرغ” أن روسيا تريد توضيحات بشأن مسألة رفع العقوبات ومصير مئات المليارات من الدولارات من الأصول الروسية الحكومية المجمّدة في الغرب.

وتريد روسيا من أوكرانيا التخلي عن أراضٍ في شرق إقليم دونيتسك لم تتمكن قوات موسكو من السيطرة عليها خلال ما يقرب من أربع سنوات من القتال. وترفض أوكرانيا هذا المطلب، خشية أن يؤدي التخلي عن المنطقة شديدة التحصين إلى تركها عرضة لهجوم روسي جديد.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الأربعاء، إن المبعوث الرئاسي الروسي كيريل ديمترييف، الذي التقى بالفريق الأميركي في فلوريدا خلال عطلة نهاية الأسبوع، أطلع بوتين على النتائج، مشيراً إلى أن موسكو ستواصل الاتصالات بشأن موقفها مع واشنطن قريباً،  بحسب وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء.

ولم يعلّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد على أحدث المقترحات لإنهاء أسوأ صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والتي جرى إعدادها خلال أسابيع من المفاوضات بمشاركة مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وروس.

وقال بيسكوف، إنه لا توجد في الوقت الراهن خطط لإجراء اتصال بين بوتين وترمب.

“خلافات قائمة”

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات للصحافيين، مساء الثلاثاء، إن “الخلافات لا تزال قائمة” بين كييف وواشنطن بشأن القضايا الإقليمية وإدارة محطة زابوريجيا النووية التي سيطرت عليها روسيا في وقت مبكر من الحرب عام 2022.

ومع ذلك، قدّم زيلينسكي تقييماً إيجابياً، قائلاً إن المفاوضات “اقتربت بشكل ملحوظ من وضع اللمسات النهائية على الوثائق”. وأضاف: “مستعدون لعقد اجتماع مع الولايات المتحدة على مستوى القادة لمعالجة القضايا الحساسة. يجب مناقشة قضايا، مثل تلك المتعلقة بالأرض، على مستوى القادة”.

ولفت إلى أن أوكرانيا تسعى إلى إقناع ترمب بوقف روسيا للحرب على طول خط التماس الحالي، موضحاً أن موسكو تقترح إمكانية سحب قواتها من أقاليم دنيبروبتروفسك وميكولايف وسومي وخاركيف،  على أن تنسحب أوكرانيا من المنطقة الخاضعة لسيطرتها في دونيتسك، والتي تقترح واشنطن تصنيفها كمنطقة “اقتصادية حرة” أو “منزوعة السلاح”.

وتابع زيلينسكي: “نحن في وضع يريد فيه الروس أن ننسحب من إقليم دونيتسك، بينما يحاول الأميركيون إيجاد طريقة لجعل ذلك ليس انسحاباً لأننا نعارض الانسحاب”. وأضاف أن التخلي عن أي أراضٍ سيكون من الصعب على حكومة كييف تنفيذه، لأنه سيخالف القانون الأوكراني ويتطلب إجراء استفتاء.

وقال بوتين في الأسابيع القليلة الماضية، إن شروطه للسلام هي أن تتنازل أوكرانيا عن نحو 5 آلاف كيلومتر مربع من دونباس التي لا تزال تسيطر عليها، وأن تتخلى كييف رسمياً عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وفي إطار التسوية، تعهّد زيلينسكي بإجراء انتخابات رئاسية “في أقرب وقت ممكن” بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وسيبدأ سريان الهدنة في يوم توقيع اتفاق السلام، مع مراقبة من وسطاء دوليين.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا ستُمنح الحق في الاحتفاظ بقوة عسكرية في زمن السلم يصل قوامها إلى 800 ألف جندي، وإن أي خرق لوقف إطلاق النار من جانب روسيا سيؤدي إلى تفعيل ضمانات أمنية أميركية.

وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا حصلت على دعم الولايات المتحدة لتحديد موعد نهائي واضح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والتزام بتوفير مئات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار بعد الحرب، فضلاً عن اتفاق جديد مع روسيا لحماية تجارتها النهرية والبحرية.

وأشار إلى أن توقيت انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي يجري بحثه حالياً في إطار مناقشات ثنائية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، من دون تأكيد من الجانب الأوروبي.

وهذا الأسبوع، عقد مسؤولون أميركيون اجتماعات في مدينة ميامي بشأن الشروط الممكن تنفيذها لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022. وضمت المحادثات مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين، وشملت عقد اجتماعات منفصلة مع  المبعوث الروسي الخاص كيريل دميترييف.

شاركها.