بحث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال اتصال هاتفي، الخميس، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب “التقدم المحرز في العلاقات الثنائية”، في الوقت الذي يعمل فيه مفاوضون من واشنطن ونيودلهي على تسوية الخلافات بشأن الاتفاقية التجارية المرتقبة بين البلدين.

ووصف مودي، المحادثة بأنها كانت “دافئة وبنّاءة للغاية”، قائلاً: “استعرضنا التقدم المحرز في علاقاتنا الثنائية، وناقشنا التطورات الإقليمية والدولية”.

وأضاف في منشور على منصة “إكس”: “ستواصل الهند والولايات المتحدة العمل معاً من أجل السلام والاستقرار والازدهار العالمي”.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض إجراء المكالمة، لكنه لم يذكر أي تفاصيل بشأن ما جرى مناقشته، بحسب وكالة “رويترز”.

ونقلت “بلومبرغ” عن مسؤول هندي، قوله إن الجانبين أكدا على أهمية الحفاظ على الزخم في المحادثات التجارية الثنائية، وناقشا التعاون في مجال التقنيات الحيوية، والدفاع، والأمن.

من جانبه، وصف السفير الأميركي لدى الهند سيرجيو جور، المحادثة بأنها “مكالمة رائعة بين صديقين”، مضيفاً في منشور على منصة “إكس”، أن مودي أكد دعمه لجهود ترمب لإحلال السلام في أوكرانيا.

وكان مودي وترمب قد تحدثا 3 مرات، منذ أن ضاعف ترمب الرسوم الجمركية على الواردات من الهند.

وتسعى الهند إلى تخفيف الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بنسبة 50% على بعض صادرات البلاد الرئيسية، بسبب مشترياتها من النفط الروسي.

وكانت المحادثات التجارية بين الجانبين انهارت في أواخر يوليو الماضي، بعد أن عارضت الهند فتح أسواقها أمام المنتجات الزراعية الأميركية، ورفضت الاعتراف بدور ترمب في الوساطة خلال النزاع بين الهند وباكستان.

واستمرت المحادثات منذ ذلك الحين، وسط مؤشرات على أن شركات التكرير الهندية تخفض مشترياتها من النفط الروسي، بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركات روسية مثل “روسنفت” و”لوك أويل”، للضغط على موسكو بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا.

وفود أميركية في نيودلهي

وأشارت “بلومبرغ” إلى أن وفدين أميركيين سافرا إلى نيودلهي هذا الأسبوع، في محاولة لإصلاح العلاقات بين البلدين، التي تضررت وسط حملة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترمب.

وكان من المقرر أن تلتقي المسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية أليسون هوكر دبلوماسيين هنود، بينهم وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري. 

وعلى نحو منفصل، التقى نائب الممثل التجاري الأميركي ريك سويتزر خلال زيارة استغرقت يومين إلى نيودلهي هذا الأسبوع، وزير التجارة والصناعة الهندي بيوش جويال، ووزير التجارة راجيش أجراوال، ومسؤولين كبار آخرين، وفق “بلومبرغ”.

تأتي هذه الزيارات بعد أن استقبل مودي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الهند الأسبوع الماضي. وتعهد الجانبان بتوسيع نطاق العلاقات الاقتصادية والأمنية، رغم الضغوط التي مارسها ترمب لإيقاف تجارة النفط.

كما عرض الرئيس الروسي على الهند إمدادات وقود متواصلة، متحدياً الضغوط الأميركية على الهند لعدم شراء الوقود الروسي.

وذكر مسؤول في الإدارة الأميركية لـ”بلومبرغ”، أنه من غير الواضح ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق تجاري قبل نهاية العام.

وأظهرت بيانات حكومية في نيودلهي، أن الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 9% تقريباً على أساس سنوي، من 6.91 مليار دولار قبل عام إلى 6.31 مليار دولار في أكتوبر الماضي، رغم أنها كانت أعلى من 5.47 مليار دولار في سبتمبر.

كما تضغط واشنطن على الهند لخفض التعريفات الجمركية، والقيود غير الجمركية على السلع الأميركية، وفتح أسواقها أمام المنتجات الزراعية الأميركية، بما في ذلك فول الصويا والذرة.

تفاؤل بشأن التوصل لاتفاق

أثار الاتصال الهاتفي بين ترمب ومودي، الآمال في حدوث تقارب، لا سيما فيما يتعلق بالتجارة، إذ قال المسؤول الهندي إن الجانبين اتفقا على مواصلة الاتصالات.

وأشار كبير المستشارين الاقتصاديين في الهند في أنانثا ناجيسواران، في مقابلة مع “بلومبرغ”، إلى أنه سيكون متفاجئاً في حال عدم توقيع اتفاق تجاري بحلول شهر مارس المقبل، مشيراً إلى أن معظم المسائل المتعلقة بالتجارة تمت تسويتها.

وأضاف ناجيسواران: “كنت أتطلع إلى تحقيق شيء ما بحلول نهاية نوفمبر، لكن اتضح أن الأمر بعيد المنال”.

وتابع: “لهذا السبب من الصعب تحديد جدول زمني لذلك، ورغم ذلك، سأكون متفاجأً إذا لم ننتهي من الأمر بحلول نهاية السنة المالية (31 مارس)”.

وأشار ترمب بشكل متكرر إلى أنه يعتزم خفض الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها على السلع الهندية، والتي فرضها بشكل جزئي كرد فعل على مشتريات البلاد من النفط الروسي؛ لكنه استمر في إرسال رسائل متضاربة حول آرائه بشأن الممارسات التجارية للهند.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أشار ترمب إلى أنه قد يفرض رسوماً جمركية جديدة على الأرز الهندي لمعالجة ما تردد بشأن “إغراق” للأسواق. وتُعد الهند أكبر مُصدر للأرز في العالم، وثاني أكبر مُصدر لواردات الولايات المتحدة. 

ورداً على ذلك، قال اتحاد مُصدري الأرز الهندي إن الصادرات إلى الولايات المتحدة لا تزال تعتمد على الطلب، حيث لا يزرع كبار المنتجين الأميركيين محصولاً مماثلاً لمحصول الأرز البسمتي الهندي.

شاركها.