حمّلت محافظة دير الزور مسؤولية وفاة طفل سقط في بئر ارتوازية بقرية زغير جزيرة بريف دير الزور، لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ،وذلك إثر عرقلتها دخول فرق الطوارئ والإسعاف والدفاع المدني، إلى قرية “زغبر جزيرة” الواقعة تحت سيطرتها.
وقالت المحافظة في بيان نشرته عبر “فيسبوك“، اليوم السبت 25 من تشرين الأول، إن فرق الطوارئ والإسعاف باشرت إجراءات الاستجابة السريعة، فور ورود البلاغ، وتم تجهيز المعدات الفنية اللازمة لعمليات الإنقاذ، بما في ذلك أجهزة الضخ والحفر، إضافة إلى تأمين الكوادر الطبية والفنية المتخصصة استعدادًا لاستقبال الطفل وإنقاذ حياته.
وتواصلت الجهات الحكومية مع “قسد”، للسماح بدخول الفرق والمعدات إلى موقع الحادث، إلا أنها عرقلت عملية الدخول ومنعت وصول فرق الإنقاذ، ما تسبب بوفاة الطفل داخل البئر، بحسب البيان.
في حين، أفاد مراسل أن جثة الطفل انتشلت من قبل فرق الدفاع المدني التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا اليوم، وذلك بعد حفر الفرق مسافة 30 مترًا.
وكانت “قسد”، بحسب المراسل، قد منعت فرق الدفاع المدني من عبور الجسر الترابي الفاصل بين مناطق سيطرة الحكومة ومناطق سيطرتها، منذ عصر الخميس، حين سقوطه، إلى عصر يوم الجمعة، حتى استطاعت عبور الجسر الترابي.
وبدأت فرق الدفاع المدني عمليات الإنقاذ حين وصولها، والتي استمرت لليوم السبت حتى الساعة 12 ظهرًا، إذ عثرت على الطفل متوفيًا.
القطاع الصحي بدير الزور أكد أن حياة الإنسان فوق كل اعتبار سياسي أو عسكري، وأن الواجب الإنساني يجب أن يسمو على كل انقسام، حسبما ورد في بيان المحافظة.
ودعت المحافظة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه حماية المدنيين، وضمان وصول فرق الإنقاذ والإغاثة إلى جميع المناطق دون تمييز، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية التي يدفع ثمنها الأبرياء.
الدفاع المدني السوري، أكد أهمية الاستجابة العاجلة في مثل هذه الحوادث، وعدم تأخيرها تحت أي ظرف، مشددًا على أن حماية الأرواح وإنقاذها تبقى الهدف الأسمى في كل مهمة إنسانية.
وشدد على التزامه الثابت بإنقاذ الأرواح في كل الجغرافيا السورية، دون تمييز، مضيفًا، “سنظل نكرّس كل إمكانياتنا وجهودنا لحماية الأرواح، وصون الكرامة الإنسانية، وبناء مستقبل أكثر أمانًا لكل السوريين”.
“زغير جزيرة” قرية تتبع ناحية كسرة في منطقة مركز دير الزور بالمحافظة، وكان عدد سكانها 4734 نسمة في عام 2004.
ما تفاصيل عملية الإنقاذ؟
بدوره، أصدر الدفاع المدني السوري تقريرًا قال فيه، إن فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري تلقت في الساعة الثامنة من صباح يوم الخميس 23 من تشرين الأول، بلاغًا يفيد بسقوط الطفل عبد الله سليمان الطنش، البالغ من العمر ست سنوات، في بئر يبلغ عمقه نحو 30 مترًا، في قرية “زغير جزيرة” بريف دير الزور.
فور تلقي البلاغ، باشرت فرق الدفاع المدني السوري إجراءات تجهيز فرق الطوارئ المتخصصة للاستجابة، مع بدء عملية التنسيق للدخول إلى المنطقة ومساندة فرق الإنقاذ المحلية، وتم تجهيز فريق ميداني من محافظة دير الزور مع كامل معداته وآلياته الثقيلة، وأُرسل فريق آخر من محافظة حلب مزوّد بكامل المعدات الثقيلة والاختصاصية اللازمة لعمليات الإنقاذ.
وتوجه الفريقان إلى المعبر النهري للوصول إلى موقع الحادث، حيث كانت الفرق على أهبة الاستعداد قبل ظهر يوم الخميس 23 تشرين الأول.
وفي تمام الساعة 2:20 من بعد ظهر يوم الجمعة 24 تشرين الأول، تمكن الفريقان من دخول المنطقة والوصول إلى موقع الحادث في القرية، وعند وصولهم، أبلغت فرق الإنقاذ المحلية فرق الدفاع المدني السوري بعدم وجود أي مؤشرات على حياة الطفل منذ ساعات.
وكانت فرق الإنقاذ المحلية قد بدأت بحفر مواز للبئر للوصول إلى الطفل من الجدار الجانبي، وتمكنت من الحفر حتى عمق 10 أمتار، وأظهرت كاميرا أُدخلت من فوهة البئر وجود ردم وأتربة فوق جثمان الطفل داخل البئر، الذي كان عالقًا بعمق يتجاوز 20 مترًا.
وباشرت فرق الدفاع المدني السوري، بالتعاون مع فرق الإنقاذ المحلية والأهالي، استكمال الحفر يدويًا لعمق إضافي بلغ نحو 10 أمتار، نظرًا لاستحالة استخدام الآليات الثقيلة خشية حدوث ردم جديد داخل البئر.
وبعد عمل استمر قرابة 20 ساعة متواصلة، تمكن الدفاع المدني السوري وفرق الإنقاذ المحلية والأهالي من الوصول إلى جثمان الطفل عبدالله الطنش عند عمق 21 مترًا، وتم انتشاله وتسليمه للطاقم الطبي الموجود في الموقع.
حوادث سابقة
في 7 من آب الماضي تمكنت فرق الإنقاذ السورية، بدعم من فرق الطوارئ التركية (AFAD)، من إنقاذ طفل سقط في بئر شمالي الرقة، بعد جهود استمرت لما يقارب 14 ساعة.
وأفاد مراسل حينها، بخروج الطفل علي صالح عبدي، البالغ من العمر أربع سنوات، على قيد الحياة، بعد أن سقط في بئر ضيقة بعمق 50 مترًا في قرية كورمازة بريف تل أبيض الشمالي شمالي محافظة الرقة.
وتتكرر حالات وفاة الأطفال داخل الآبار في الشمال السوري، وأبرزها كانت في تموز 2022، حيث توفي ثلاثة أطفال وأصيب رابع، بسبب سقوطهم في بئر بعمق عشرة أمتار في قرية سردين بريف إدلب الشمالي.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
