دعا ياسر الرميان، محافظ الصندوق السيادي السعودي، صندوق الاستثمارات العامة، الحكومات إلى تبني نهج يقوم على الأسواق المفتوحة والقواعد التنظيمية الذكية، لا الحمائية التجارية والإفراط في التنظيم.

وقال الرميان خلال كلمته في افتتاح النسخة التاسعة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” (FII9) في الرياض، إن العالم يمر بمرحلة تتطلب نموذجاً جديداً للتعاون الدولي من أجل حقبة جديدة من الازدهار، مؤكداً أن المؤتمر يوفر منصة تجمع قادة العالم والمستثمرين وصانعي القرار لتشكيل هذا التعاون.

وأضاف: “طموحات المستثمرين والشركات تصطدم بالواقع الاقتصادي الراهن وموجة التحولات التكنولوجية.. النماذج القديمة التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة لم تعد صالحة. ولا يمكن للحكومات وحدها تصحيح المسار”.

إنجازات “رؤية 2030”

على الصعيد المحلي، أكد الرميان أن التحول الاقتصادي في السعودية شكل معياراً عالمياً لرؤية وطنية، مشيراً إلى أن رؤية السعودية 2030 فتحت الباب أمام فرص تمتد لأجيال.

وقال: “بعد تسع سنوات من إطلاق رؤية 2030، يمكنك رؤية النتائج في كل مكان: مدن جديدة، صناعات جديدة، أنظمة وسلاسل توريد حديثة”، موضحاً أن الاستثمار الأجنبي المباشر نما العام الماضي بنسبة 24% ليصل إلى 31.7 مليار دولار.

ويواصل الصندوق تعزيز مكانته كقوة دافعة للتحول الاقتصادي في المملكة، حيث كشف تقريره السنوي لعام 2024 عن أداء مالي قوي ونمو قياسي لأصوله.

ففيما أظهر التقرير أن الصندوق يسهم بـ10% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي للمملكة، كشف ارتفاعاً في أصوله المدارة إلى 3.42 تريليون ريال (ما يعادل نحو 913 مليار دولار)، وأكثر من 171 مليار دولار إجمالي استثمارات في القطاعات ذات الأولوية منذ 2021، مما يؤكد نجاح الصندوق في تحقيق عوائد مستدامة.

السعودية مركز عالمي جديد

وأشار الرميان إلى أن صورة المملكة عالمياً شهدت تحولاً جذرياً، إذ “لم تعد السعودية تقدم للعالم، بل أصبح العالم يأتي إليها” من خلال فعاليات كبرى مثل المؤتمر السنوي لمبادرة مستقبل الاستثمار، ومعرض إكسبو 2030، وكأس العالم لكرة القدم 2034.

كما شدد على أهمية البعد الاجتماعي للاستثمار قائلاً: “في السعودية.. الثروة لا تقاس بالأرقام، بل بازدهار الشعب”، لافتاً إلى أن الصندوق أبرم هذا الأسبوع عدداً من الاتفاقيات في مختلف القطاعات تحدث أثراً، وتجسّد القوة الحقيقية للشراكات.

ويقود الصندوق جهود تنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط. وكان يحقق حتى عام 2015 معدل عائد على الاستثمار في حدود 2%، لكن بعد اعتماد استراتيجيته الجديدة قفز المعدل إلى 7.2% حالياً. قال الرميان في وقت سابق من العام إن “الصندوق لا يركز على العائد المالي فقط، بل أيضاً على دعم تنويع الاقتصاد السعودي وزيادة إسهام مختلف القطاعات في الناتج المحلي”.

وختم الرميان كلمته بالتأكيد على أن النسخة التاسعة من المؤتمر ستنتهي بإعلان “يوحد القادة العالميين في سعينا المشترك لإحراز التقدم للجميع”، مشدداً على أن هذه المرحلة تتطلب من القطاعين العام والخاص العمل معاً لتجاوز التحديات.

ويُعقد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII9) في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر 2025، تحت شعار “مفتاح الازدهار” ويُعد أحد أبرز الملتقيات الاقتصادية العالمية، بمشاركة قادة من أكثر من 20 دولة، وحضور نحو 8 آلاف مشارك، بينهم 40 مسؤولاً بمنصب وزير، و600 متحدث يمثلون حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية.

هذا المحتوى من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ

شاركها.