قال رئيس بنين باتريس تالون، مساء الأحد، في خطاب من مقر التلفزيون الرسمي، إن الوضع “تحت السيطرة التامة” بعد أن تحركت قوات الأمن وقضت على محاولة انقلاب نفذتها مجموعة من العسكريين، فيما أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) أنها أمرت بنشر أفراد من قوتها الاحتياطية على الفور في بنين بهدف دعم الحكومة والجيش الجمهوري في الحافظ على النظام الدستوري والسلامة الإقليمية.

وذكرت مفوضية “إيكواس”، في بيان، أن القوة ستتألف من وحدات عسكرية تابعة لدول نيجيريا وسيراليون وكوت ديفوار وغانا.

وفي وقت سابق الأحد، ذكرت حكومة بنين أن القوات المسلحة أحبطت محاولة انقلاب بعدما أعلنت مجموعة من العسكريين عبر التلفزيون الوطني تمكنها من الاستيلاء على السلطة في البلد الواقع بغرب إفريقيا.

وتشكل محاولة الانقلاب أحدث تهديد للديمقراطية في المنطقة، حيث استولى الجيش في السنوات القليلة الماضية على السلطة في النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين لبنين، بالإضافة إلى مالي وغينيا، ومؤخراً في غينيا بيساو في نوفمبر.

وظهر 8 عسكريين على الأقل، يحمل بعضهم أسلحة على التلفزيون الرسمي، صباح الأحد، ليعلنوا أن لجنة عسكرية بقيادة الكولونيل تيجري باسكال تولت السلطة، وحلت مؤسسات الدولة، وعلقت الدستور، وأغلقت الحدود الجوية والبرية والبحرية.

وقال وزير الداخلية، الحسن سيدو، في بيان، إن “القوات المسلحة للبلاد أحبطت محاولة الانقلاب”، وحث السكان على “ممارسة أعمالهم كالمعتاد”.

وأشار متحدث باسم حكومة بنين لوكالة “رويترز” إلى أن السلطات اعتقلت 14 شخصاً على خلفية محاولة الانقلاب.

وكان وزير الخارجية أوليشيجون أدجادي بكاري صرح لـ”رويترز”، في وقت سابق، أن الانقلابيين لم ينجحوا سوى في السيطرة على التلفزيون الرسمي، الذي انقطع بثه بعد قراءة العسكريين لبيانهم، قبل أن يستأنف بعد وقت قصير، ما أتاح لوزير الداخلية إعلان إحباط محاولة الانقلاب.

وندد الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بمحاولة الانقلاب.

وسمع دوي إطلاق نار في عدة أحياء بمدينة كوتونو، أكبر مدن البلاد ومركزها الاقتصادي، بينما كان السكان يحاولون التوجه إلى كنيسة في وقت مبكر من صباح الأحد.

وقالت السفارة الفرنسية إنه تم الإبلاغ عن إطلاق نار بالقرب من مقر إقامة تالون في كوتونو، وحثت مواطنيها على البقاء في منازلهم.

انتخابات رئاسية

وجاءت محاولة الانقلاب في الوقت الذي تستعد فيه بنين لإجراء انتخابات رئاسية في أبريل المقبل، والتي من المنتظر أن تضع نهاية لولاية الرئيس الحالي تالون الذي يتولى السلطة منذ عام 2016.

وتحدث العسكريون في بيانهم التلفزيوني عن تدهور الوضع الأمني في شمال بنين “إلى جانب تجاهل وإهمال إخوتنا في السلاح الذين سقطوا”.

وينسب لتالون إنعاش الاقتصاد، لكن البلاد شهدت أيضاً زيادة في هجمات الجماعات المسلحة، بحسب “رويترز”.

وأقرت بنين دستوراً جديداً في نوفمبر ينص على إنشاء مجلس شيوخ، ويمدد الولاية الرئاسية من 5 إلى 7 سنوات، فيما وصفه منتقدون بأنه “استيلاء” على السلطة من قبل الائتلاف الحاكم، الذي رشح وزير المالية روموالد واداني لانتخابات الرئاسة.

ورفضت محكمة مرشح حزب الديمقراطيين المعارض الذي أسسه توماس بوني يايي سلف تالون مرجعة القرار لعدم وجود دعم كاف من المشرعين.

وشهدت بنين عدة انقلابات عسكرية ومحاولات انقلاب في العقود الأولى بعد الاستقلال عن فرنسا عام 1960، لكن لم يحدث استيلاء على السلطة بالقوة في البلاد منذ أن أجرت انتخابات متعددة الأحزاب في عام 1991.

شاركها.