محاولتا اغتيال في السويداء.. من سليمان عبد الباقي؟
لم تكن محاولة الاغتيال التي تعرض لها الشيخ سليمان عبد الباقي قبل يومين في السويداء الأولى من نوعها، بل سبقتها واحدة في أيلول 2021.
وأطلق حينها مجهولون قذيفة على بعد 300 متر من منزل عبد الباقي، لم تنجم عنها إصابات، ولم يتهم الشيخ حينها طرفًا في محاولة اغتياله.
وفي 11 من تشرين الثاني الحالي، أصيب عبد الباقي بطلقات نارية أطلقها مجهولون من داخل سيارة، وإثرها نقل إلى المستشفى.
واتهم فصيل “تجمع أحرار جبل العرب” المحلي في السويداء جنوبيّ سوريا، النظام بالضلوع خلف محاولة اغتيال قائد الشيخ سليمان.
من سليمان عبد الباقي؟
يشغل عبد الباقي منصب قائد تجمع “أحرار جبل العرب”، وهو أحد الوجوه البارزة في السويداء ومن الشخصيات التي تصدرت مشهد الحراك الشعبي في المدينة.
ويبلغ عبد الباقي من العمر 35 عامًا، وله موقف مناهض للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد، كما يعارض وجود الميليشيات التابعة لإيران في سوريا.
ومنذ انطلاق الحراك السلمي ضد النظام السوري في “ساحة الكرامة” بالسويداء، تصدر واجهة المظاهرات الشعبية، وكانت له العديد من الخطابات اللاذعة ضد الأسد والميليشيات التي تعبث بالسويداء وتتبع لـ”حزب الله”، بحسب قوله، في عدة مناسبات.
ووفقًا لمقربين من الشيخ نقلت عنهم مراسلة يمتلك عبد الباقي محلًا لبيع المدافئ، ومشتلًا للمزروعات.
وإلى جانب نشاطه السلمي في الاحتجاجات المناهضة للأسد انخرط في أكثر من حادثة بأعمال مسلحة استهدفت تنظيم “الدولة” وخلايا متهمة بتهريب المخدرات وحبوب الكبتاجون.
الخطف للإفراج عن معتقلين
وكان لعبد الباقي دور في الإفراج عن عدد من أبناء محافظته الذين اعتقلهم النظام السوري، على خلفية مشاركتهم بالحراك.
وتمثل هذا الدور باختطاف ضباط وعناصر من النظام السوري ومبادلتهم مع المعتقلين من أبناء السويداء.
وأفرج النظام في نهاية تشرين الأول الماضي عن بهاء الشاعر، بعد أيام من إطلاق “تجمع أحرار جبل العرب” سراح ضابط وعنصرين تابعين للنظام السوري.
الإفراج تمّ كبادرة حسن نية من عبد الباقي وفصيله، بعد وساطة أقارب الضابط، وفصيل “سرايا الجبل” مقابل وعود بإطلاق سراح الشاب بهاء الشاعر والمعتقل مرهف الحناني، بحسب شبكة “السويداء 24“.
لمكافحة المخدرات
ووسط مبادرات محلية لإنشاء “لجان شعبية”، لعب قائد فصيل “أحرار جبل العرب” دورًا في مواجهة مهربي ومروجي المخدرات في السويداء.
وكان عبد الباقي شارك على رأس فصيله مع “حركة رجال الكرامة” في حملة عسكرية استهدفت تجار ومهربي المخدرات بالقرب من الحدود الجنوبية للمدينة مع الأردن، التي أطلقتها “حركة رجال الكرامة” في كانون الثاني 2024.
وجاءت الحملة على خلفية استهدافات متكررة من الجانب الأردني لقرى وبلدات مأهولة بالسكان في السويداء، مما أسفر عن مقتل مدنيين.
وبينما لم تعلق الأردن على ضرباتها في جنوبي سوريا، كانت وسائل إعلام غربية نقلت عن مسؤولين قولهم إن الغارات استهدفت مهربي مخدرات كبار.
أكثر من عام على الحراك
وتشهد محافظة السويداء حراكًا شعبيًا يطالب بإسقاط النظام السوري، انطلقت شرارته في آب 2023، ردًا على قرارات الحكومة برفع الدعم عن المستلزمات الأساسية.
وسرعان ما صعّد المحتجون من النداء بمطالب اقتصادية وتحسين المعيشة إلى مطالب سياسية.
وتشهد ساحة “الكرامة” في مركز المحافظة مظاهرات بشكل دوري، للمطالبة بتنفيذ القرار 2254، الرامي إلى تطبيق الحل السياسي في سوريا وإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين، وإجراء انتخابات حرة تحت إدارة الأمم المتحدة.
ورغم أن المحافظة ذات الغالبية الدرزية شهدت مظاهرات سابقة، فإن ما حصل بعد آب 2023 كان استثنائيًا، من ناحية زخم المشاركة واستمرار الاحتجاجات حتى الآن.
وفي أيار الماضي، دفع النظام السوري بتعزيزات عسكرية إلى محافظة السويداء، وقال عبد الباقي ل حينها إن هذه التعزيزات توحي بتصعيد قادم في المنطقة.
وأضاف الشيخ أن الفصائل المحلية لن تسمح بإقامة حواجز عسكرية للنظام في المنطقة، معتبرًا أن الدفاع عن النفس “حق مشروع” وهو ما سيلجأ إليه مع الفصائل في المنطقة.
“بدنا نخلي السويداء جنة”
وبالإضافة إلى نشاطاته في الحراك، برز عبد الباقي أيضًا في المشاركات المجتمعية والبيئية.
ونظم عبد الباقي مبادرة تحت مسمى “بدنا نخلي السويداء جنة” في عام 2020 مع مجموعة من الأهالي لزرع مئات الغراس من الصنوبر والسرو واللوز البلدي.
وجاءت هذه المبادرة عقب انتشار حالات قطع للأشجار في المنطقة قبيل دخول فصل الشتاء بغرض استخدامها للتدفئة.
وكانت المبادرة بمثابة دعم للمزارعين في المنطقة بعد موجات حرائق منذ 2011، التهمت الأشجار في بعض الأراضي الزراعية في المدينة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي