وقال نتنياهو في مؤتمر عقد لتوقيع الاتفاق في مستعمرة “معاليه أدوميم” المقامة على أراضي المواطنين شرق القدس المحتلة “إن حدود إسرائيل الشرقية ستكون في غور الأردن وليس عند مستوطنة معاليه أدوميم”، مشددًا في الوقت ذاته على أن حكومته ستواصل الحرب في غزة، مضيفا: “تعهدنا من قبل أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، ونؤكد الآن لن تقام أي دولة فلسطينية”.
ويهدف هذا المخطط الاستعماري إلى عزل القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني، وقطع التواصل الجغرافي والسكاني بين القدس والتجمعات الفلسطينية، وتقويض إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، كذلك عزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وتحويلها الى جيوب تخضع في حركتها لسلطة الاحتلال.
كما يعمل المخطط على توسيع حدود القدس الشرقية من خلال ضم تكتل “معالي أدوميم” الاستعماري لها، وسيؤدي إلى تهجير وتشريد سكان التجمعات البدوية مرة أخرى من أراضيهم، مقابل زيادة عدد المستعمرين في القدس على حساب المواطنين الفلسطينيين الأصليين، خاصة بعد إخراج تجمعات فلسطينية مثل كفر عقب وعناتا شعفاط.
وكانت محافظة القدس حذرت في وقت سابق اليوم، من توقيع حكومة الاحتلال “اتفاق إطار” مع بلدية مستعمرة “معاليه أدوميم”، يتضمن تخصيص نحو 3 مليارات شيقل لمشاريع بنية تحتية، تمهيدًا لبناء أكثر من 7,600 وحدة استعمارية، بينها 3,400 وحدة في منطقة (E1) شرق القدس المحتلة.
وأشارت المحافظة في بيان إلى أن هذا الاتفاق، الذي يُبرم بحضور نتنياهو ووزير ماليته المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وما تسمى بـ “وزارة الإسكان”، وأعضاء كنيست الاحتلال وجمعيات استعمارية، يهدف إلى تسريع البناء الاستعماري، وتعزيز المخططات الاستعمارية من خلال ربط “معاليه أدوميم”، بالمنطقة الصناعية “ميشور أدوميم” والمشاريع الأخيرة المصادق عليها في (E1).
ووصفت المحافظة هذا الاتفاق بأنه الأضخم من نوعه في الضفة الغربية، بعد اتفاق مماثل عام 2018 رُصد له 338 مليون شيقل في “معاليه أدوميم”.
وأوضحت أن مشروع (E1) يُعتبر من أخطر المخططات الاستعمارية، إذ يمتد على مساحة 12 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية المستولى عليها من بلدات: العيساوية، والطور، وعناتا، والعيزرية، وأبو ديس، ويهدف إلى خلق تواصل جغرافي مباشر بين “معاليه أدوميم” والقدس المحتلة، بما يعني عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني، وقطع التواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
وشددت على أن هذا المشروع يسعى إلى تطويق التجمعات الفلسطينية ومنع توسعها المستقبلي، وإلى تهجير التجمعات البدوية، فضلًا عن إحداث تغيير ديمغرافي واسع يرسخ ما يسمى “القدس الكبرى”، بما يشكل محاولة واضحة لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.